- كاتب المقال الاستاذ / فهد عامر الأحمدي
- (جريدة الرياض) 2009/06/10
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غرفة اللورد كيليرن
كاتب المقال الاستاذ / فهد عامر الأحمدي
(جريدة الرياض) 2009/06/10
قبل كتابة هذا المقال عثرت بالصدفة على صورة طريفة لشخصي المتواضع أثناء جلوسي على كرسي السياسي البريطاني (اللورد كيليرن) .. وهذه الصورة بالذات التقطّها (بعد مساومة طريفة) أثناء زيارتي لقرية لينجاجاتي في أندونيسيا قبل عامين تقريبا ..
وكانت هذه القرية المتواضعة قد شهدت (بدءا من نوفمبر1946) عدة اجتماعات بين ممثلي الحركة الوطنية لتحرير أندونيسيا (بقيادة سوتان سجاهرير) وممثلي الحكومة الهولندية المستعمرة (بقيادة رئيس الوزراء الهولندي ستشرميرهون) .. واستغرقت اجتماعات الطرفين (تحت ادارة مندوب الحكومة البريطانية في جنوب شرق آسيا اللورد كيليرن) ثلاثة أيام في فندق يحمل نفس الاسم انتهت باتفاقية تحرير اندونيسيا ومغادرة المستعمر الهولندي إلى الأبد ..
ومن يومها تحول الفندق الى متحف وطني يحتفظ بنفس الطاولة والكراسي بل وحتى الوسادات وسُرر النوم التي استعملها ممثلو الطرفين .. ولا أخفي عليكم شعرت بالملل من كثرة التفاصيل التاريخية التي ألقاها على مسمعي القيّم على المتحف . غير أن شعوري بالملل توقف (حين توقف هو ) عند منطقة معينة رفض التحرك بعدها .. فبعد رؤية طاولة الاجتماعات وكراسي الممثلين وغرف النوم الخاصة بهم وصلنا الى غرفة معينة رفض دخولها وتوقف عند عتبة الباب مكتفيا بالشرح عن بعد - .. وحين بدأت بالتقاط الصور نصحني بالكف عن ذلك ومغادرة الغرفة فورا .. وحين سألته عن السبب قال هذه غرفة اللورد كيليرن ومايزال شبحه يسكن فيها ( فالرجل في النهاية انجليزي) .. ورغم انني تفاجأت من موقفه هذا إلا أنني لم أتفاجأ من فكرة الادعاء ذاته (خصوصا أنني سبق وكتبت عن ظاهرة البيوت المسكونة وصور الأشباح التي تظهر في الصور بعد تظهيرها ، ناهيك عن العلاقة التاريخية الحميمة بين الانجليز والأشباح) !!
وحين شعر باهتمامي استطرد بالحديث عن الشبح المزعوم وكيف أنه ظهر في صور كثيرة التقطها السياح .. ليس هذا فحسب ؛ بل ادعى أنه (وزملاءه الحراس) كثيرا ما يسمعون عزفه على البيانو ليلا دون أن يروا أحدا يجلس أمامه فعلا .. وحين أبديت شكي في هذا الادعاء أشار الى موضع البيانو وطلب مني الضرب على مفاتيحه المتهالكة .. غير أنني ضربتها كلها ولم أسمع أي صوت يخرج منها فقلت بحيرة : "جميعها لا تعمل" فقال : "هذا ما أردت قوله بالضبط" ..
حينها فقط شعرت بضرورة انهاء هذه الزيارة ولكنني كالعادة لم أشأ مغادرة المكان دون أخذ تذكار ما فسألته بخبث : "هل تلتقط لي صورة في غرفة اللورد كيليرن؟" .. صمت قليلا ، ثم قال بتردد : "انس الغرفة ؛ مارأيك بالتقاط صورة فوق كرسيه على طاولة الاجتماعات!" .. وبدون تردد ؛ جلست فوق كرسي اللورد العتيق وحملت بين يدي لوحه وضعت أمامه تحمل اسمه ..
(ويشهد الله ياجماعة الخير) أن جميع الصور ظهرت لاحقا ، ماعدا التي التقطّها في غرفة اللورد كيليرن!
نهاية المقال.
اولاً: نشكر الكاتب الكبير على هذا المقال عن موقع تاريخي .
ثانياً: هل يوجد يا اخوان اي معلومات عن القرية المذكورة في المقال (قرية لينجاجاتي ) أو عن الفندق الذي تحول الى متحف ؟
يعني فيه احد قد زار هذا (المتحف الوطني) وسمع نفس الكلام أو حصله نفس تجربة الكاتب ؟
وتحياتى الى الكاتب الكبير والقدير / فهد الاحمدى 0000