- عيون حلوان الكبريتية في مصر مزار سياحي وصحي
- القاهرة: أيمن خطاب
عيون حلوان الكبريتية في مصر مزار سياحي وصحي
القاهرة: أيمن خطاب
فطن المصري القديم الى أهمية عيون حلوان الكبريتية الدافئة فكانت مقصداً للمرضى منذ العصور الأولى، واعتبروها تعبيرا عن الأعمال الخيرية، وبالمثل قصدها اليونانيون والرومان، وقد أقام الخليفة الاموي عبد العزيز بن مروان حمامات خاصة بهذه العيون الكبريتية الا انها اختفت، وفي عهد الخديو عباس كان بصحبة جنود له عسكروا بالقرب من حلوان وقد اصيب عدد كبير منهم بمرض جلدي، وتصادف ان أحد هؤلاء المصابين كان يتجول في الصحراء ناحية التلال فاكتشف مياهاً غريبة تحتوي على كبريت وبعد ان اغتسل بها لاحظ تحسن حالته حتى شفي، وانتشر الخبر بين الجنود حتى وصلت للخديو عباس الأول، الذي طالب كل المصابين باستخدام هذه المياه ثم فحصهم بعد اغتسالهم، وقد اظهرت النتائج التي قدمها أساتذة مدرسة الطب في القاهرة انها اكثر من مرضية، وهو الامر الذي دفع الخديو عباس الى اقامة حمامات حلوان الكبريتية، الا انه اغتيل وقد جني ثمار هذه الحمامات الخديو عباس حلمي الثاني، وقام بافتتاح هذه الحمامات عام 1899 ذات الطراز العربي للعلاج بالحمامات لتكون ملاذا للمرضى بالأمراض الروماتيزمية، ومنذ ذلك التاريخ اصبح مركز حلوان الكبريتي للطب الطبيعي والروماتيزم.
يقول الأستاذ الدكتور حسين القاضي مدير المركز واستشاري الامراض الروماتيزمية والطب الطبيعي والتأهيلي إن هذا المركز يعد من الاماكن المسماه بالسياحة العلاجية حيث يقصده المرضى من كافة انحاء العالم نظرا لنسبة الكبريت العالية بالمياه والتي تساعد على مقاومة الامراض الروماتيزمية بفاعلية حيث يحتوي كل لتر مياه كبريتية على نسبة 47 إلى 64 سم في كل لتر، وهذه النسية كبيرة جدا عن نظائرها في مناطق اخرى في العالم، لذا فإن وزارة الصحة اعدت خطة تطوير شاملة للمباني والأجهزة والأثاثات لكي يتسنى للمركز أن يتماشي مع التطور العصري بعد مرور مائة وخمسة أعوام على انشائها.
ويضيف د. القاضي أن المركز يحتوي على احواض من الصيني يصل عددها 46، بالاضافة لأمكنة للاستحمام ويوجد حوض سباحة مساحته 1800متر مربع للرجال وآخر مساحته 1200متر مربع للسيدات. بالاضافة الى حمام مائي كهربائي، وحمام بخار وحمام التحركات والرياضة تحت الماء الكبريتي الوحيد في الشرق الأوسط، وحمام ثاني أكسيد الكربون لعلاج امراض الدورة الدموية وقسم العلاج بالطمي الكبريتي ومنتدى جمنيزيوم، وقسم خاص بالرشاقة وانقاص الوزن وقسم التدليك والتدليك تحت الماء وقسم للشمع وجهاز ملتي جيم لتقويم جميع عضلات الجسم، وهي كلها أمكنة لعلاج الأمراض العظمية من خلال الطب الطبيعي، الأمراض هي الالتهاب العظمي المفصلي، والروماتويد والتهاب العضلات الليفي والتهاب الاعصاب وآلام الاعصاب وحالات الشلل ووهن الاطراف ومرض النقرس، وما بعد التئام الكسور وتيبس المفاصل، بالاضافة لأمراض الجهاز التنفسي كالتهاب الجيوب الآنفية والتهاب الشعبتين والربو الشعبي . ويقول د. حسين القاضي إن هذا المركز رغم قدمه وظهور اجهزة ومعدات علاجية حديثة في مجال العظام، الا انه لم يفقد بريقه وفعالياته بل زادت أهميته لمطالبة المتخصصين بالعودة للعلاج بالمواد الطبيعية، والمركز مليء بالمواد العلاجية الطبيعية بالمياه الكبريتية والطمي الكبريتي الذي نستقدمه من عين الصيرة من أنواع معينة من الطحالب العضوية وغير العضوية وكلها مواد طبيعية لها تأثير جيد على الامراض الروماتيزمية.
http://www.asharqalawsat.com/view/travel/travel.html