- وأنا أرد عليهم بكل برود: (إندونيسيا وبس، والباقي خس).
أجلس مع أخوياي وأسولف عليهم: إندونيسيا وإندونيسيا .. إندونيسيا وإندونيسيا .. إندونيسيا .... كأني عجوز شافت اختراع جديد ومنبهره فيه، ما غير معلق على إندونيسيا.
وأخوياي يناظروني ويقولون: (هي وحده من ثنتين .. يا أنت مسحور بهالديره، يا مخك مضروب وما يعرف اسم ديره غير هالديره) .. وقلت لهم: (اللي تبونه لكن لا تحاولون تقنعوني بديره ثانية غيرها).
قالوا لي: (يا أبو الشباب رح مصر وبتشوف غير) .. وبعدين قالوا: (طيب رح المغرب) .. وبعدين قالوا: (رح أوروبا يا شيخ) .. وبعدين قالوا: (يا عمنا رح تركيا) .. ومع أخوياي واحد نصاب قال: (رح لجنوب أفريقيا)، يمدح جنوب أفريقيا وهو ما شافها إلا على الخريطة .
وأنا أرد عليهم بكل برود: (إندونيسيا وبس، والباقي خس).
ويوم شافوني مقتنع كذا قالوا: (قلنا وش اللي معجبك بهالديره، ترى عمرنا ما رحنا لها).
قلت لهم (إندونيسيا هذي شي ثاني .. جمال رباني بطبيعتها الخلابة .. ببحارها وجبالها وأنهارها وشلالاتها وبحيراتها وجزرها) .. قالوا: (طيب وش ثاني) .. قلت لهم: (شعبها الطيب الودود الهادئ المبتسم الخدوم الأمين) .. وقالوا: (وش بعد ثاني) :112: .. قلت: (نهارها وليلها وبرودتها ودفئها)
ويوم شافوني رايح فيها أتكلم من قلب عن (العمة) إندونيسيا، قالوا: (سولف علينا ترانا فاضين والليل طويل وبكرى خميس).
وأسرد لهم بعض من ذكرياتي، وخيالي يسترجع بعض الصور من ذاكرتي وأتأمل معها أيام جميلة لا تنسى:
(الرحلة الله يسلمكم ما بين الرياض وجاكرتا طويلة جداً جداً جداً .. (9) ساعات .. تشعر فيها بالملل من جلوسك حبيس الكرسي، وبالرعب من مطباتها الهوائية .. لكن هذه الأمور تتناساها ما أن تتذكر ما ينتظرك خلف هذه المياه واليابسة التي تقطعها على امتداد السحب معلقاً ما بين السماء والأرض على ارتفاع 35.000 قدم .. ومنذ أن عرفت بلاد العمة وسفري إليها بالطائرة وأنا لا أركب إلا بجانب النافذة بالذهاب والعودة، وذلك حباً بالتأمل في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، من طبقات السحب، ومشهد الأفق عند الشروق والغروب وزرقة البحر الممتدة إلى ما لا نهاية، وأنا أقول في نفسي: (يا كبر الدنيا) كأني واحد ما عمره طلع من بيتهم أتركم مع بعض المشاهد من الطائرة والتي تصور إبداع الخالق في خلقه:
باقي سواليف .. فاصل ونواصل.
فنحن .... متابعون
بارك الله فيك .............. واعطاك مبتغاك