في وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية..مكونات المجتمع بأكادير تقول:لا للسياحة الجنسية
بشعار 'لا للسياحة الجنسية لا للاستغلال الجنسي للأطفال'، وعلى إيقاعات صوت الحناجر المدوية المرددة لشعارات من قبيل 'هذا عيب هذا عار الطفولة في خطر'، و'فنادق الدعارة لن تحقق التنمية'، اجتمعت حشود من الجماهير السوسية أول أمس الثلاثاء 04 أبريل أمام المحكمة الابتدائية بأكادير حول هدف واحد عنوانه 'إدانة شعبية للسياحة الجنسية' في الوقفة الاحتجاجية دعت إليها مجموعة من الهيآت النقابية، والسياسية والجمعوية، وركز الوقفة على ثلاث رسائل هي: 'الضحايا يعاقبون والجناة يرحلون'، و'الحصانة للسياح تشجيع للسياحة الجنسية'، وأخيرا الاستغلال الجنسي للأطفال امتهان لكرامتنا.
ومنظمو الوقفة أرادوا توجيه نداء للمسؤولين قصد تحمل مسؤوليتهما في اجتثات الظاهرة، واحتجاجا ضد تفشي السياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال، وضدا كذلك على شعار 10 مليون سائح إن كان على حساب حرمة وكرامة أطفالنا، في ذلك يقول رئيس جمعية اناروز للدفاع عن ضحايا المجرم فيليب سرفاتي عبد الرحمان اليزيدي 'هذه الوقفة انتفاضة كرامة من لدن المجتمع السوسي للتعبير عن نفسه، وعن المجتمع المغربي بوجه عام، ضد تفشي ظاهرة السياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال من قبل فئة معينة من السياح'، وأضاف أن هذه التظاهرة هي بمثابة نداء نوجهه إلى المجتمع المغربي بكل مكوناته والدولة للتفكير في الأسباب الحقيقية والموضوعية لهذه الظاهرة والتي تؤدي إلى تطورها.
ورأى اليزيدي أن الأسباب الرئيسية لوقوع ضحايا للسياحة الجنسية هي أسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية، وكذا غياب حماية قانونية وغياب الإرادة الحقيقية للدولة لحماية الطفل والمرأة على الأخص من الاستغلال المهين، عكس أوروبا مثلا التي تستقبل بعض الدول فيها أكثر من 70 مليون سائح سنويا لكنها في الوقت ذاته تحمي مواطنيها من الانحرافات السياحية والإجرامية لبعض السياح. و'هذا لايتناقض - يضيف اليزيدي مع شعار تطوير السياحة وكذا دورها في التنمية، فقط يجب حماية الفئات المهمشة بدل أن تستخدم كوسيلة من وسائل الاستقطاب الإغرائية'، هذا المعطى الأخير هو الذي انتفض ضده المحتجون أول أمس.
وعن سؤال عن عدم استدعاء حزب العدالة والتنمية المعروف بتنظيمه لمبادرات مناهضة للسياحة الجنسية بأكادير، قال اليزيدي 'لا علم لي بالهيآت التي استدعيت ولم تستدعى، لكن حقيقة التي لا تغيب عن أي متتبع للشأن المحلي هي أن حزب العدالة والتنمية من هيآت المجتمع المدني السياسي التي تتابع الموضوع وكانت لديها مساهمات كبيرة في هذا الشأن، وما يمكن استحضاره الآن هو أنه الحزب الوحيد الذي تقدم بسؤال في البرلمان في قضية السائح البلجيكي فيليب سرفاتي والفضيحة التي تسبب فيها بأكادير'.
وقال الأستاذ حسن بويخف عضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية، 'لا يمكن لأي مواطن أو بالأحرى أي حزب يناضل من أجل المواطنة الحقة إلا أن تسعده مثل هذه الوقفات، وأن يبادر إلى الحضور فيها دعمها وتشجيعها'، وأضاف أنها وقفة جاءت من صميم نضال الشعب المغربي من أجل الكرامة وصيانة حقوق المواطن، طفلا كان أو امرأة.
جدير بالذكر أن مدينة أكادير أصبحت من المدن التي يرتادها المهووسون بالسياحة الجنسية بأشكالها المختلفة من أوروبا والخليج بالخصوص، حتى أصبحت تنعت بأحد أوكار الاستغلال الجنسي المقيت، وأصبحت ملجأ لتجار اللحوم الآدمية والتصوير البورنوغرافي، ولعل من الفضائح التي اهتز لها الرأي العام المحلي ما كشف عنه السنة المنصرمة من فضيحة القرص المدمج للسائح البلجيكي فيليب سرفاتي والمتضمن لصور خليعة لفتيات، يضاف إليها ما عرفته أكادير من نطق المحكمة الابتدائية بالحكم ثلاث سنوات حبسا نافذا الثلاثاء 28 مارس الماضي على سائح ألماني، مع أداء غرامة قدرها 5 آلاف درهم بعد ثبوت تورطه في تهم تحريض قاصر على البغاء، والتعاطي للشذوذ الجنسي وحيازة أشياء مخلة بالحياء وإعداد مكان للدعارة والتشجيع على السياحة الجنسية.
أحمد الزاهدي
6/4/2006
( منقول من جريدة الاحداث اليومية المغربية التابعة لحزب العدالة والتنمية الاسلامي )