- القاهرة-(العربية) راندة أبو العزم
قمت بنقل هذا الموضوع لأننى أعتبر شارع المعز من أفضل زيارات القاهرة و التمشية فيه متعة لا توصف
http://www.alarabiya.net/articles/2009/09/18/85346.html
من برنامج "بيوت الرحمن" على العربية
شارع المعز.. ولد فيه نجيب محفوظ وتعلم عبدالناصر بمدارسه
و هذا جزء من فيديو البرنامج
http://video.alarabiya.net/ShowClip.aspx?ClipID=2009.09.18.74.22.62.542
القاهرة-(العربية) راندة أبو العزم
الحاكم، الاقمر، برقوق، مدرسة ومسجد وبيمارستان قلاوون الاشرف بارسباي، هي بعض اسماء لمساجد وعلامات مميزة في الشارع الاعظم أو ما يعرف اليوم بشارع المعز لدين الله الفاطمي وهو رابع الخلفاء الفاطميين في تونس وأول الخلفاء الفاطميين الذين حكموا مصر والإمام الرابع عشر من أئمة الاسماعيلية.
وأرسل المعز اكفأ قادته جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من الدولة الاخشيدية التابعة للعباسيين، فدخل الصقلي مصر وأسس القاهرة عام 979 ميلادية واحاطها بسور من الطوب لتصبح عاصمة للفاطميين وحرص الفاطميون ان تضم عاصمتهم جميع مظاهر السلطنة وان تفوق كل عواصم العالم بهاءا و اجلالا وعظمة.
واعتمد تخطيط جوهر الصقلي على شارع رئيسي يمتد من باب الفتوح وحتى باب زويله جنوبا بطول نحو كيلو مترين، وهذا الشارع يلخص قصة القاهرة منذ انشائها حتى الآن، وتتجسد فيه جميع مظاهر الحضارة الاسلامية في كافة عصورها بدءا من العصر الفاطمي مرورا بالمملوكي و الأيوبي و العثماني.
وهو اقدم شارع في العالم ويعد متحفا مفتوحا للعمارة الاسلامية بكافة تفاصيلها من قصور ومساجد واسبله وتكايا وخنقاوات وزوايا. ويحمل بين جنباته تاريخ الف عام من الحضارة الاسلامية شكلت وجدان شعب مصر كان قاصرا في العصر الفاطمي على الخليفة وحاشيته ولكن في العصر الايوبي فتحه صلاح الدين الايوبي لعامة الشعب وتغيرت طبيعته من شارع للمناسبات والاحتفالات والقصور إلى سوق ومكان يتبارى فيه الملوك والسلاطين والامراء لتشييد ابنيتهم المتنوعة وسط المساجد والاسبلة فها هو يضم ستة مساجد وسبع مدارس و سبع اسبلة واربعة قصور ووكالاتين وثلاث زوايا وحمامين وبوابين ووقفا أثريا.
وفيه سلسلة من الاسواق المتتابعة المرتبطة بأماكن العبادة فيه عاش المؤرخ الشهير المقريزي وولد فيه الكاتب نجيب محفوظ الذي خلده في كتاباته و تعلم الرئيس عبد الناصر في احدى مدارسه.
ومن الجوامع الموجودة في الشارع جامع الحاكم بأمر الله أمر بإنشائه والده الخليفة العزيز بالله وأتم بناءه في عام الف واثني عشرة ميلادية ويمتاز بمدخله الرئيسي التذكاري البارز وهو محلى بالزخارف والكتابات، قد قامت طائفة البهرة الاسماعيلية في ترميم الجامع في الثمانينيات.
وعلى الشمال تجد جامع الاقمر الفاطمي الذي بني عام الف ومائة وخمسة وعشرين ميلادية وبرغم صغر حجمه فهو يعد من افضل مساجد العصر الفاطمي فهو جامع معلق زخرفت لأول مرة واجهته بالكامل و يضم في زخارفه نقوشا بديعة للخط الكوفي المزهر، و لأول مرة نجد محمد وعلي في اشارة واضحة الى مذهب الفاطميين الشيعي.
شارع المعز ليس مستقيما بل متعرجا، وهذا مقصود في تصميمه من ناحية اخرى هناك عوامل بصرية تجدها كلما تقدمت في الشارع مما يجذب المارة و يزيد من تشويقهم و يمحو اي شعور بالملل أو التعب ومن جهة اخرى فالأسواق التي يضمها الشارع محاطة بالأبنية المرتفعة لدرء أشعة الشمس و لهذا نجد الاسبلة موزعة بطول الشارع ليشرب منها المارة بالمجان.
وتتعاقب الأسواق وتتغير الأزياء وتبقى الطبيعة واحدة هنا مسجد السلطان المملوكي الأشرف بارسباي بني في عام الف واربعمائة وخمسة وعشرين، وعندما نتقدم في السير نعبر سوق الشموع ثم شارع الازهر الذي شق شارع الغربي بداية القرن العشرين ونقف اسفل مجموعة الغوري التي بنيت عام الف وخمسمائة واربعة وتضم مدرسة وجامع ووكالة وخانقاه وضريح وتم اعادة تسقيفها مرة اخرى ليعود كما كانت تبدو في صور المستشرقين.
قصة هذا الشارع وعملية ترميمه كانت حلما بدأ قبل سبع سنوات وتكلف اكثر من مليار جنيه وانقذ عددا كثيرا من الآثار التي اضيرت بعوامل الزمن، وزلزال عام اثنين وتسعين، وتضافرت فيه كافة اجهزة الدولة بعد ان كانت الآثار غارقة في مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية وتم خفض منسوب الشارع واعادة رصفه وجعله للمشاه.