- القاهرة :
السفاري في عمق الصحراء
القاهرة :
تعتبر برامج السفاري من أكثر البرامج السياحية طلبا في مصر، فتقوم بتنظيمها الشركات والمكاتب السياحية وتعول عليها كثيرا لانها رحلة مميزة ترضي جميع فئات السياح وتناسب كافة الأذواق.
فهناك سفاري الصحراء المنتشرة فى الواحات المصرية، وسفاري الجبال لهواة التسلق والصيد، وأيضا سفاري التأمل والاستمتاع بالطبيعة والتي يستضيف فيها البدو السياح لبضعة أيام يتشبعون خلالها بحياة البداوة بكل ما فيها من جمال وبساطة.
وتأتي سيناء على رأس المناطق لرحلات السفاري يساعدها على ذلك تكوين جغرافي متميز في هذا النمط من السياحة عبر الصحاري والدروب والوديان. وتتنوع مسارات وأهداف هذه البرامج من سياحة السفاري. فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية الخلابة وأشهرها جبال منطقة سانت كاترين التي تشتهر بألوان صخورها الزاهية والمتعددة وتكوينها المثير الذي يجذب عشاق سفاري الجبال.
ومن أشهر هذه الجبال ذات الممرات جبل كاترين فى وادي وتير قرب عين فرطاقة على طريق نويبع. وجبل آخر أكثر قرباً من كاترين عند وادي «عراضة» حيث يجتذب كل منهما مئات السياح يومياً للمغامرة والتنزه وقضاء النهار وأحياناً المبيت. وتستهدف برامج أخرى من سياحة السفاري زيارة الوديان المتميزة وعيون الماء ذات الشهرة والجمال مثل عين القديرات في منطقة القسيمة وعين أم أحمد وعين فرطاقة وكذلك عيون ووديان واحة فيران.
وتأتي سياحة السفاري على رأس قائمة الاهتمامات بالنسبة للسائح الغربي الذي قد يحضر خصيصا من بلاده بحثا عن سياحة السفاري وسط الطبيعة الصحراوية. حيث يمارس بعض السائحين رياضة تسلق الجبال بينما يلجأ آخرون إلى رياضة الصيد في حين يكتفي الأغلبية بمتعة تجربة الحياة وسط تلك البيئات الطبيعية يساعدهم على ذلك مجموعة من القبائل البدوية التي اكتسبت خبرة طويلة فى اعداد البرامج التي يستمتع بها السياح من حفلات سمر فى المساء ورحلات استكشافية فى الصباح وتقديم الأطعمة البدوية الشهيرة التي تثير شهية الأجانب.
في نفس الوقت يتجه العديد من سياح السفاري إلى اتجاهات أخرى من أجل الصيد البري كما في منطقة العريش والشيخ زويد ورفح فى شمال سيناء، أو في مناطق عديدة بالجنوب خاصة المحميات الطبيعية التي تمثل البيئة المثالية لسياحة السفاري وعلى رأس تلك المحميات محمية «رأس محمد». التي تقع عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة وتتميز بشواطئها المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة.
وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية. كما تعتبر المحمية موطنا للعديد من الطيور والحيوانات النادرة ومنها الوعل النوبي بالمناطق الجبلية وأنواع عديدة من الزواحف والحشرات والطيور. والى جانب محمية محمد هناك ايضا محمية الزرانيق أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا كما تقيم بعض الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها.
وقد تم تسجيل أكثر من 270 نوعاً من الطيور في المحمية تمثل 14 فصيلة ومن أهم الطيور التي تم تسجيلها في تلك المحمية البجع، البشاروش، البلشون، أبو قردان، اللقلق، الصقر، السمان، والعنز الأبيض و القنبرة المتوجة والحجوالة وغيرها من الحيوانات وهو ما يجعلها من أكثر الأماكن الجاذبة لسياحة السفاري. بالاضافة الى تلك المحميات هناك رحلات السفاري في قطاع البحر الاحمر الذي يمتد بعمق 60 كيلومترا من ساحل البحر الاحمر وحتى جبال الصحراء الشرقية.
وتضم المنطقة وادي الجمال أحد أكبر وأغنى أودية الصحراء الشرقية وقبلة سياح السفاري حيث يتميز بوجود عدد كبير من النباتات الفريدة التي تجذب القادمين اليه ومنها أنواع نادرة ومهددة بالفناء. هناك ايضا جبل حماطة أحد أعلى جبال الصحراء الشرقية والذي يحوي على عدد كبير من النباتات و الحيوانات اضافة الى أحراش تمتد على طول أجزاء من سواحل المنطقة وتمثل بعض من أكبر و أهم أحراش أشجار المستنقعات المائية (المانجروف) في مصر وهي بيئة متميزة بالغة الأهمية شديدة الحساسية ونادرة الوجود في البلاد.
وبعيدا عن سيناء والبحر الأحمر والى الجنوب قليلا من مدينة الفيوم يوجد مكان لا يقل جذبا للسياح عن أرض الفيروز هو «وادي الحيتان» وهي منطقة للحفريات يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون عام وتضم هذه الحفريات هياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان لسمك القرش وأصداف متنوعة الشكل واللون وغيرها من الحيوانات البحرية التي تعتبر متحفاً مفتوحاً كما يوجد نبات الشورة المتحجر داخل صخور لينة.
وبجواره يوجد وادي الريان الذي ترجع أهميته الى كونه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النساري وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنواع البط والسمان والتفلق والبلشون والعنز الي جانب عدد من النباتات البرية كالأتل والرطريط الأبيض والعاقول والسمار والغاب والبوص.
أما منطقة الصحراء البيضاء الموجودة بالوادي الجديد فترجع أهميتها الي جانب كونها منطقة اشتهرت بسياحة السفاري الى أنها تعد متحفاً مفتوحاً لدراسة البيئات الصحراوية والظواهر الجغرافية والحفريات والحياة البرية واحتوائها على آثار وأدوات ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ حيث تشتمل على مجموعة من المقابر والكهوف النادرة وبقايا مومياوات قديمة ونقوش منحوتة وتتميز المنطقة بجمال مناظر الكثبان الرملية والتكوينات الجيولوجية لصخور الأحجار الجيرية ناصعة البياض وما تحتويه من حفريات متميزة.
وتتميز منطقة الصحراء البيضاء بأرضيته من الطباشير الأبيض حيث ينتشر عليه تكوينات جيولوجية على شكل أعمدة من الطباشير الأبيض الثلجى تكونت بفعل الرياح وتلال شديدة الانحدار مما يضفى على المنطقة وضع جيولوجي وطبيعة نادرة ويقطع منخفض الفرافرة طبقة الطباشير الأبيض التي تعتبر جزءاً من وحدة صخرية واضحة الانتشار تعرف بوحدة الطباشير.