- نيودلهي: براكريتي غوبتا
- وثمة أسطورة تروي كيف تم تدمير المدينة:
- أماكن ينصح بزيارتها:
قد لا يهتم البعض لا بالعنوان ولا بالمكان .. ولكن أظنّ بأنّ هناك من تشده مثل هذه المواضيع ..
نيودلهي: براكريتي غوبتا
تشتهر الهند بأنها «أرض التنوع والرخاء، وتحتوي على مقاصد سياحية بارزة». ويأتي السياح إليها من كل مكان، لزيارة الأماكن الشهيرة داخلها، مثل دلهي وأجرا وكيرالا وجوا ومومباي. ولكن لا ينتبه السياح إلى أن الهند تحتوي على ما هو أكثر من ذلك، وأنه يمكن فيها زيارة مدينة أشباح! مَن منا لا يحب قصص الأشباح الجيدة؟ لقد سمعنا جميعا مثل تلك الحكايات وتعايشنا معها. وإذا كنت ممن يشككون في حقيقة هذه الأمور، فأمامك فرصة كي تجرب ذلك بنفسك لتكتشف صدق هذه الحكايات أثناء قضائك إجازة في مدينة بانغارا، وهي من أكثر الأماكن التي ترتادها الأشباح في ولاية راجستان غرب الهند. ويعتقد أن المدينة اختفت بين عشية وضحاها. وحتى الآن، يقال إن الأشباح تظهر في حصن المدينة بعد غروب الشمس.
وينظر إلى هذه المدينة على أنها من أكثر الأماكن التي ترتادها الأشباح داخل الهند. وتعتبر بانغارا مدينة أطلال تعود إلى القرن السادس عشر، وتنتشر فيها الكثير من الأسرار، وتحتوي على لمسات جمالية، ولذا تعد مقصدا سياحيا هاما لمن يريد تجربة شيء أثناء فترة الإجازة يبقى في الذاكرة أبد الدهر.
ومفهوم أنه لا يعتقد الجميع بوجود الأشباح، ولكن توجد تحذيرات وضعتها الحكومة الهندية على جميع نقاط الدخول إلى «حصن بانغارا» تحث الناس على عدم المغامرة بدخول هذه المدينة ليلا. توجد أشباح هناك، وثمة أماكن مسكونة بالأرواح. ولكن، كم عدد الأماكن المسكونة التي تعترف الحكومة بوجودها؟ نعتقد أنه لا يوجد مكان واحد تتعرف الحكومة بأنه مسكون بالأشباح.
وخشية حدوث أي شيء مريع، قامت «هيئة المسح الأثري» الهندية بوضع لافتات لا تكتفي بتوجيه النصائح، بل تحظر على الزائرين الدخول إلى «حصن بانغارا» ليلا. وكتب على اللافتات باللغة الهندية: «يحظر دخول حدود بانغارا قبل شروق الشمس أو بعد غروبها»، وإذا كنت من مطاردي الأشباح، أو تحب زيارة الأماكن التي تحيطها الأسرار، ولا سيما تلك الأماكن المعروفة بارتياد الأشباح لها، فستجد أن حصن بانغارا يستحق أن يكون على قائمة الأماكن التي يجب عليك زيارتها.
ويقول مَن يعتقدون في وجود أشباح داخل بانغارا إن «هيئة المسح الأثري» تشعر بالرعب من النشاط الغريب المرتبط بالحصن، ولذا لا يوجد للهيئة مكتب هنا على الرغم من أن القواعد الحكومية تنص على أنه يجب أن يكون للهيئة مكتب داخل جميع المواقع الأثرية. ويقع أقرب مكتب للهيئة على بعد كيلومتر واحد، وهي مسافة كافية تفصل المسؤولين عن الأشباح.
ويزعم الكثير من السكان المحليين والزائرين أنهم شهدوا نشاطات غير معتادة مثل ارتفاع أصوات الموسيقى والرقص ونقاط ملونة بصورة غريبة في صور الغرف.
ولكنني أود أن آخذ القراء إلى تجربة مباشرة للمكان خلال رحلة مشتركة مع محرر من مجلة سياحية جاء من أستراليا إلى هنا لاستكشاف حقيقة هذه المدينة.
يقع حصن بانغارا المهجور بين مدينة جايبور، عاصمة راجستان، ومدينة الوار، وهي مدينة تقع داخل نفس الولاية على بعد 160 كيلومترا جنوب دلهي.
أخذنا سيارة من دلهي، وقضينا 8 ساعات للوصول إلى «مدينة بانغارا المهجورة»، أوشك الوقت أن يتجاوز ما حددته هيئة الآثار، ولذا قررنا أن نتوقف في نزُل على بعد 30 كيلومترا.
ومع ذلك، عندما نزلت خارج المكان، بدا بالنسبة لي كقلعة أخرى، وكان الاختلاف الوحيد هو أنها كانت عبارة عن أنقاض. وتحدثت مع رجل كبير السن يقف عند مدخل بانغارا. وسألته عما إذا كان قد شعر أو رأى شيئا غريبا أو أي شيء يشبه شبحا. قال الرجل «من الأفضل التحرك بعيدا عن هذا المكان الآن، والحديث على بُعد كيلومترات، حيث إن الأرواح والأشباح سوف تنشط».
وعلى الرغم من أنني لم أشعر بذلك، وكذا صديقي الصحافي، فإن حركة الأشجار وأصوات الأشجار جعلتني أشعر بالرعب وأقنعت فريقي بالتحرك من هناك على الرغم من أن الأسترالي كان حريصا على البقاء لوقت أطول مستمتعا بهذا المكان.
وخلال طريق العودة ناقشنا جمال المكان والهدوء الذي يسيطر عليه، على الرغم من أنه ما يبقى حاليا من مدينة بانغارا عبارة عن «ظل مملكة جميلة».
ومن المثير أن الحكومة الهندية كانت على وشك أن تبني مركزا عسكريا ليقوم بدوريات حول المكان لحل لغز الأشباح، ولكنها لم تجرؤ على القيام بذلك، فلم يكن أي من أفراد الجيش مستعدا للمشاركة في هذه العملية. وهذه هي قصة مدينة بانغارا، وسبب تصنيفها ضمن أكثر الأماكن التي ترتادها الأشباح في العالم.
وثمة أسطورة تروي كيف تم تدمير المدينة:
خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، أنشأ الجنرال مادو سينغ، من التابعين للإمبراطور المغولي أكبار، عاصمته هنا بعد أن حصل على تصديق من القس الزاهد بابا بالاناث، الذي كان يمارس التأمل هناك، ولكن مع تنبيه حازم: «انظر عزيزي، عندما تلمسني ظلال قصورك، فقد نقضت غَزْلك. ولن تبقى المدينة بعد ذلك!»، وقام أحد الورثة برفع القصر لهذا الارتفاع، ووصل الظل إلى المكان الممنوع، ومن ثم حل الدمار.
وتقول قصة أخرى ذكرها ساكن محلي، إنه كانت هناك أميرة تدعى بانغارا راتناواتي، وكانت فاتنة بصورة لا نظير لها داخل ولاية راجستان. وفي عمر ال18 بدأت الأميرة تأتيها عروض الزواج من ولايات مختلفة. وفي نفس المنطقة، كان يعيش ساحر يمارس السحر الأسود يُدعى سينغاي. ووقع هذا الساحر في عشق الأميرة. وفي أحد الأيام، رأى خادمة الأميرة في السوق تشتري زيا للأميرة، فاستخدم سحره الأسود ليضع تعويذة في الزيت، تجعل الأميرة تنام مغناطيسيا بمجرد لمس الزيت، وتجعلها تمشي فورا إليه. ولكن عندما جاء الزيت إلى الأميرة، ألقته بعيدا لأنها كانت قد رأت الساحر ينظر إلى الزيت. وبمجرد أن لمس الزيت صخرة، أخذت تتحرك ناحية سينغاي ودهسته، ولشعوره بقرب انقضاء أجله، ركز جميع قواه، وألقى تعويذة الموت: «سأموت! ولكن أنتم أيضا، لا يجب أن تعيشي يا راتناواتي بعد ذلك. ولا أنتم، ولا أقاربك ولا جدار هذه المدينة. لا يجب أن يرى أحد شمس الصباح!».
«وأشك في أن الشيطان هو الذي ضحك أخيرا. خلال الليل جرت محاولات على عجل من أجل نقل كنوز القصر إلى الموقع الجديد داخل أجابجرا. وفي الصباح جاءت عاصفة وسوت كل شيء بالأرض»، بحسب ما قاله أحد السكان المحليين بصورة درامية وكأنه كان شاهدا عيانا على الحادث بالكامل.
وهناك الكثير من القصص مثل هذه. ولكن، هل هذه القصص حقيقية؟ وهل أرواح سكان مملكة بانغارا لا تزال محصورة داخل المدينة ولم تتجاوزها؟
انطلقنا إلى بانغارا بحثا عن الحقيقة. وصدق هذا أو لا تصدقه، عندما كنا قريبين من المكان، توقفت سيارتنا، مثلما يحدث في أفلام الرعب من إنتاج بوليوود، وكانت هذه إشارة على أنه لا يجب علينا المضي لمسافة أبعد. هذه ليست مزحة أختلقها كي أجعل القصة مسلية، بل هذا ما حدث في الواقع. وكان السبب هو أن أحد أسلاك البطارية انفصل عن مكانه. وعلى أي حال، رفض اثنان من رفقائنا المضي قدما، وبعد محاولات إقناع، تبعونا.
ويبدو من الوهلة الأولى أن مدينة بانغارا خططت بصورة جيدة، وربما تمثل نموذجا ممتازا لمخططي المدن في الوقت الحالي. وعندما تمر بجوار بانغارا، يمكن أن ترى أشجار البنيان والمعابد. وهناك الكثير من العزب (وأماكن فخمة للسكن وقصور صغيرة حول أفنية كبيرة. ودُهنت الحوائط بألوان لامعة وبها جداريات تحتوي على الكثير من التفاصيل)، وهي علامة بارزة على الهند القديمة والمساجد والقصور والكثير من المتاجر. ويعزل مدينة بانغارا أسوار بها 5 بوابات.
ولكن الشيء الغريب أنه لا توجد أسقف للمنازل والمتاجر وحتى القصور. ويقول سكان محليون إنه عندما يُبنى منزل في المنطقة المجاورة، ينهار سقفه! وخلال القرية الأقرب من بانغارا، صنع الناس الأسقف فوق رؤوسهم ولكن من القش! يُعتقد أن السحر الأسود انتشر في منطقة بانغارا بالكامل، وأن من يذهب إلى هناك لا يعود أبدا. ولهذا السبب، تركت منطقة بانغارا قاحلة لفترة طويلة. وبعد استكشاف المنطقة، وظهرت أنقاض مدينة بانغارا، بدأ الخوف يذهب عن قلوب السكان المحليين وأخذوا يذهبون إلى القصر.
وفي الوقت الحالي، لا تزال معظم بانغارا عبارة عن أنقاض، وتقف المعابد المتهدمة والحوائط في مواجهة البرية الصامتة داخل التلال التي شهدت رخاء مدينة بانغارا في القديم. وقد بيّنت الأنقاض على مستويات كثيرة داخل بانغارا وتشير إلى أنها كانت عبارة عن مجمع هادئ به الكثير من التفاصيل. وفي الوقت الحالي لم يحدث شيء للجزء الذي يبدو مثل مئذنة فوق هضبة صغيرة.
ويمكن التمتع بتجربة رائعة في بازار يعود إلى العصور الوسطى جرى ترميمه مؤخرا، فبالقرب منه يوجد معبد سامشوار الذي جرى نحته بصورة جيدة، ويستخدم سكان القرية مياه الصهريج من أجل الاستحمام والاغتسال. وعلاوة على ذلك، يوجد معبد آخر هنا، وهو معبد غوبيناث، الذي يحتوي على أعمدة منحوتة وله قبة. ومن الآثار الرائعة الأخرى داخل بانغارا «راندينون كا ماها» (قصر العاهرات). وربما اشتق هذا الاسم غير التقليدي من عاهرات بُني هذا القصر من أجلهن. وبصورة عامة، يمكن النظر إلى أنقاض بانغارا على أنها تجربة مثيرة. وتعد بانغارا مدينة غامضة بالنسبة للزوار.
وبعد إلقاء نظرة على المعابد وأنقاض منازل متهدمة، مشينا ناحية أكثر المناطق جذبا للسياح، وهي قلعة بانغارا. يوجد بالحصن سور كبير على أحد الجوانب، بدءا من الطابق الأرضي بالقصر، ويصل إلى نحو منتصف تل. وهناك حديقة جميلة كبيرة في المقدمة. وفي الوقت الحالي، فإنه عند المشي إلى القصر عبر بقايا ما كان يُعد من قبل مدينة نشطة ستهب عليك نسمة خفيفة من بستان يقع في الجوار، ولذا بدأنا بالمشي إلى داخل الحصن، وكما هو الحال مع أي حصن آخر من هذه الفترة، تم بناء حصن بانغارا من صخور جبلية ويوجد في المدخل منحدر يشبه ممرا، ولكنه مع ذلك يعد حصنا جميل المنظر.
ويؤدي الممر المنحدر إلى المدخل الرئيسي داخل الحصن، وهو الطريق المعتاد الذي يستخدمه الجميع. ولكن قررنا استخدام طريق مختلف. وشاهدنا درجات سلم على الجانب الأيمن من الحصن، ولذا قررنا استخدام هذا السلم.
وقال أحد السكان المحليين كان يرشدنا في رحلتنا هذه: «يمكن أن يسيطر عليك الجني إذا ذهبت إلى هناك بعد الظلام، ومن المحتمل أن يقوم بقتلك، لا تسخر من الأرواح ولا تضايقها. كما توجد أبواب مغلقة وكهوف معينة داخل الحصن لا تحاول الدخول إليها»، ولا يوجد مرشدون للسياح يمكن أن يعرفوك على المكان، والوسيلة الوحيدة لاكتشاف المكان من خلال سؤال السكان المحليين. ويأتي الكثير من القرويين من قرية صغيرة في الجوار إلى الحصن نهارا لقطع الحشائش وجمع الأخشاب وجميعهم لديهم قصص.
وأصر المحرر الأسترالي على النزول على السلم إلى الدور السفلي، وعلى الرغم من أن المرشد حذرنا من ذلك، لم يستمع إليه الأسترالي. وعلى الرغم من ترددي، فقد اضطررت إلى اصطحابه ولكنني حاولت إقناعه بعدم الاستهانة بكلام المواطن المحلي. وهبطنا على السلم الضيق، الذي قادنا إلى قاعة كبيرة، وأضفى فلاش الكاميرا على المكان رعبا. وفجأة، ضللنا طريقنا ولم نعد نعرف أي طريق للخروج أو التقدم حيث بدت القاعة لا نهاية لها. وقف الأسترالي إلى جانب أحد الأعمدة الكبيرة وفكر في أي طريق يسلكه، ولكنه أخذ يصرخ. جرينا بسرعة، وبعد ذلك وجدنا أنفسنا أسفل السلم الذي هبطنا عليه. وشعرنا بصدمة، ولم نستطع الحديث، ووجدنا أنفسنا في أقصى نهاية الحصن. وجاء المرشد المحلي وأفراد الفريق الآخرون على عجل، وأعطونا مياه. وبعد ساعة، قال الأسترالي إنه شعر بأن شخصا ما يجذبه لأسفل. وبعد ذلك أخذنا المرشد المحلي إلى المعبد، وقام برش المياه وتلا بعض الأدعية.
وقضينا ساعة أخرى داخل المكان بعيدا عن الحصن، نستمع إلى الكثير من الحكايات المرعبة التي يحكيها سكان قرويون عن تجارب بعض السياح حاولوا مخالفة القواعد.
ومن المثير، أنه داخل النُزُل، عندما حاولنا تفريغ الصور التي التقطناها، كانت صور الحصن بها نقاط ملونة غريبة، فيما كانت صور المعابد واضحة مما أضفى مصداقية على النصائح التي أعطاها مسؤول داخل مكتب هيئة المسح الأثري، طالبا عدم ذكر اسمه. ولم يصدق الأسترالي أن لديه قصة عن الأشباح يمكنه الكتابة عنها.
وفي الوقت الحالي، تأتي مدينة بانغارا ضمن المقاصد السياحية المشهورة داخل الهند. ويجب زيارة هذا المكان، إذا كنت تريد التعرف على الهند أكثر.
أفضل الأوقات في الفترة من سبتمبر (أيلول) حتى مارس (آذار) ما لا يمكن الاستغناء عنه:
على عكس الأماكن السياحية الأخرى، لن تجد أي محلات في الجوار، ولذا تأكد من أنك أخذت حاجاتك من المياه والوجبات الخفيفة.
أماكن ينصح بزيارتها:
إذا كان الوقت متاحا بالنسبة لك، يمكنك التوقف عند ساريسكا أو قيادة السيارة لمسافة 60 كيلومترا أخرى تجاه بانداريج، ويعد هذا المكان رائعا للممارسة رحلات سافاري على ظهر الإبل أو الجياد، حيث أنشئ قبل نحو 7 قرون على ضفاف نهر بادراواتي.
هذا شئ مخيف
اول مره اسمع عن هذة المنطقة
الله يحفظنا من الاشرار