- شارع سوق السلاح
- شارع سويقة العزي
- سوق السلاح بمصر القديمة - 1870
سوق السلاح بالقاهرة بعدسة عسل2020
شارع سوق السلاح
علي الرغم من اندثار مهنة أصحاب الشارع وسكانه منذ زمن بعيد، إلا انه ما زال يحتفظ باسمه الذي عرفه الناس به منذ ما يزيد على خمسة قرون. إنه شارع سوق السلاح ذو المباني العتيقة والآثار الرائعة التي تتنوع بين المساجد والأسبلة، والبوابات، والحمامات الشعبية لتعزف مع بعضها البعض سيمفونية تاريخية أثرية تعبر عن أكثرمن عصر إسلامي في كل حجر من تلك الآثار، انه وبحق ما زال يمنحك رائحة التاريخ كلما مررت به.
يقع شارع سوق السلاح الذي يعود تاريخه الى ما يزيد على 700 عام في منطقة الدرب الاحمر بجنوب القاهرة. وكان يطلق عليه في البداية «سويقة العزي» نسبة الى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك البحرية الذي يقال انه كان يسكن فيه. ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم «سوق السلاح» نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف انواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع. حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر. ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة، تحولت الورش الموجودة في الشارع الى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق. وفي الخمسينيات من القرن الماضي اختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات الى مجالات اخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق سلاح، ورغم ذلك ظل محتفظا باسمه الذي لم يعد يدل عليه، ولكنه يؤكد على تاريخه الطويل في هذا المجال
ترجع الأهمية الأثرية والتاريخية لسوق السلاح إلي عصر المماليك الجراكسة، حيث كانت تعرف في ذلك العصر باسم "سويقة العزة"، والسويقة في اللغة العربية هي تصغير لكلمة سوق، ونسبت سويقة العزي إلي الأمير عز الدين أيبك العزي نقيب الجيوش عند السلطان الأشرف "خليل بن قلاوون" الذي توفي عام 691ه بعدما نجح في إسقاط آخر الإمارات الصليبية "عكا".
وتقع هذه السويقة بين شارعي الغندور ومحمد علي، ويقال إنها كانت تجاور باب مدرسة السلطان حسن حيث كان يفصل بينها وملحقاتها سبيل وكتاب وساقية، وفي العصر العثماني قسمت إلي جزءين، جزء عند زاوية عارف باشا الذي يؤدي إلي حارة حلوات، وعرف فيما بعد بسويقة العزي، أما الجزء الآخر من حارة حلوات والذي يؤدي إلي شارع محمد علي، فقد عرف باسم "سوق السلاح" حيث كانت تشتهر هذه السوق بصناعة الدروع والرماح والسيوف وبيعها، وكان ذلك في نهاية الحقبة التاريخية للدولة العثمانية وأسرة محمد علي.
شارع سويقة العزي
وقد أطلق علي الشارع الذي يبدأ مع تقابل شارع جامع أصلان وينتهي بشارع الدرب الأحمر، شارع سويقه العزي ويجاور هذا الشارع جامع عارف باشا وبه تفرعات عديدة تنتهي في آخر سوق السلاح ويبلغ طول الشارع 470 متراً.
ويقول البعض إن شارع سويقة العزي ينسب إلي السويقة التي كان بها جامع السايس، وإنها كانت عبارة عن مدرسة تقع خارج منطقة باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل حيث كانت تحيط بها مقابر وبيوت، ويذكر أن نشأتها تنسب إلي الأمير الأكبر سيف الدين الجائي صاحب مدرسة الجائي التي تحولت إلي سويقة العزي والتي كان تدرس بها المذهبان الشافعي والمالكي، حيث يرجع تاريخ إنشاء هذه السويقة إلي عام 768ه.
شارع سوق السلاح
سوق السلاح بمصر القديمة - 1870
يوجد شارع سوق السلاح بهذه المنطقة التاريخية والأثرية حيث يبدأ هذا الشارع من نهاية شارع سويقة العزي عند حارة حلوات وينتهي بشارع محمد علي، ويبلغ طول هذا الشارع 220 مترآً حيث يوجد بالجهة اليمني له حارة القبورجية التي تأخذ جانباً كبيراً من الشارع، ثم تؤدي إلي حارة أحمد باشا يجن، حيث توجد عند مدخل هذه الحارة زاوية عرفت باسم زاوية محمد أغا كمليان، ويجاور هذه الحارة سبيل يتبع إلي الحارة به عدد من الآليات يعود تاريخها إلي عام 989ه، ويلي هذه الحارة درب الحزام وهو درب مغلق غير نافذ.
أما الجهة الأخري لشارع سوق السلاح فيوجد بها حارة حلوات التي تؤدي إلي حارة سليم ثم حارة الصابونجية التي تضم ضريحين أحدهما للشيخ العامل والآخر للشيخ محمد، ويوجد بهذه المنطقة عمود علي الجانب الأيمن لمدخل الحارة، ويعتبر هذا العمود من بقايا جامع السايس.
ويروي أن لهذا العمود قصصاً في شفاء كل مريض بالداء الأصفر "الفيرقان" وغيره من الأمراض، حيث يقوم المريض بإحضار ماء الليمون ودهنه في هذا العمود ثم يتذوقه بلسانه حتي يخرج من اللسان دم أسود، ويتكرر هذا العمل ثلاث مرات حتي يشفي من المرض تماما، وقد استخدم كثير من الناس هذا العمود اعتقادا في مصداقية من روجوا عنه لكن توقف استخدام هذا الأسلوب وامتنع الناس عنه حتي فترة حكم عباس باشا، ويقال إن امتناع الناس جاء بسبب الازدحام الشديد والإقبال المتواصل عليه.
ويوجد بشارع سوق السلاح أيضا حمامان أثريان، أحدهما خصص للرجال، والآخر للنساء حيث يتم استخدام هذين الحمامين حتي الوقت الحالي ويعرفان بحمام بشتك ومصطفي كنخدا.
أما سوق السلاح فيه حمام قديم به مدخل للنساء وآخر للرجال، ويذكر أن أول ما عرف به سوق السلاح هو حوادث سنة "902ه 96-1497م" في منطقة القبو بسوق السلاح وتكررت هذه الحوادث في سنة "509/1499- 1500م" عند القبو في سوق السلاح وكذلك حادثة اختفاء السلطان العادل طومان باي في عام "609ه -1500م" حيث كان السلطان يحرص علي كتابة رسائل يعلقها بالقبو في منطقة سوق السلاح التي ارتبطت بتجارة السلاح والحوادث المتكررة.
ويذكر أنه في منتصف شهر رمضان -أي في الرابع عشر منه- أعلن ملك الأمراء جابر بك بأن مماليك الجراكسة قد جاءوا إلي مصر ممتطين جيادهم يشترون السلاح، حيث رد عليه مناد من القبو بأنهم لا يبيعون السلاح إلي المماليك الجراكسة.
تحياتي للجميع
يعطيك العافيه