الراكع لله
29-10-2022 - 02:37 am
السلام عليكم ورحمة الله
لما في القصة من موعظة وتسلية
أحببت أن اروي بعضها لإخواني وأخواتي
نسلي بها أنفسنا ونتعظ مما حدث فيها
والمجال مفتوح للجميع
القصة الأولى : تعطل السيارة :
كنت في رحلة إلى سوريا مع عمي
وكلا مع عائلته وكانت منذ ثلاث سنوات تقريبا
يعني في عام 2007 على ما أذكر في أول أيام عيد الفطر المبارك
وفي اليوم التالي من العيد ومع تجلي النهار وزقزقة العصافير
وقفنا لنتبضع من أحد السوبرماركت بالقرب من الحدود الأردنية
ولعله آخر سوبرماركت ولم يبق للحدود إلا مئات الأمتار
أوقفت سيارتي وأردت الدخول إلى السوبرماركت
وكأن شيئا اوقفني وقال لي ارجع وتفقد السيارة
سبحان الله ليس من عادتي فعل ذلك إلا بعد أيام من السير
وربما اقرب وقت اتفقد فيه السيارة يكون بعد أيام من جلوسي باللاذقية
فتحت غطاء السيارة نظرت إلى الماتور وإذا بزيت يخرج من أحد البرابيج
وضعت يدي وضغطت عليه وإذا به يندفع بشدة وغزارة
إنه زيت !!! لكن زيت ماذا
أخذت اتتبع البربيج وإذا به بربيج الزيت الذي للجير الأوتوماتيك
يا الله .........
ماذا افعل ؟؟ اليوم ثاني أيام العيد ، والساعة الآن تقريبا السادسة صباحا
قلت أضع مربط للبربيج نظرت إليه وإذا به بربيج كبس
قلت لعمي نرجع بسيارتك إلى عمان أو الزرقاء
وتبعد الزرقاء تقريبا ستين كيلو وعمان ثمانين ونحضر ميكانيكي
أو نبحث عن ونش سطحة نأخذ السيارة إلى هناك
لكن من أين نأت بهذا الونش الآن
اقترحت على عمي أن نفك البربيج ونذهب بسيارته
ونحضر بربيجا آخرا ونركبه بأنفسنا
كانت الفكرة توفيق من الله
قلت له اعطينا العدة المفاتيح والمفكات
لكن للأسف ..........
لا يوجد لا معي ولا معه ولا أي شيء من العدد حتى محل السوبرماركت
لا مفكات ولا كماشات ولا مفاتيح إلا مفتاح السيارة
لا حول ولا قوة إلا بالله
ما العمل ؟؟
نظرت إلى البرغي الذي على البربيج وجدته كبيرا شيئا ما
قلت نجرب مفتاح عجلات السيارة لعله بنفس المقاس
وفعلا جربنا ووفقنا الله وكان نفس المقاس
لكن كان فكه صعبا لأن المفتاح كبيرا وله يد
والمكان ضيق فكان العمل بطيئا إلى أن تمكنا
من فكه ولله الحمد
صارت الساعة الثامنة صباحا تقريبا
إلى أين نذهب إلى الزرقاء أقرب من عمان
انطلقنا إلى الزرقاء وفي الطريق كانت مدينة المفرق
أقرب بأربعين كيلو من الزرقاء وبيننا وبينها عشرون كيلو
دخلنا المفرق وأخذنا نبحث عن الكراجات
طبعا كأنك داخل منطقة مهجورة لا إنس ولا جن كما يقولون
قلنا ننطلق إلى الزرقاء فهي أكبر من المفرق ولعلنا نجد شيئا
فلن نفقد الأمل وإن كان اليوم ثاني أيام العيد
وصلنا الزرقاء تقريبا الساعة التاسعة صباحا
وجدنا بعض المحلات لزينة السيارت فاتحة
استبشرنا خيرا ، مع أن مشكلتنا غير زينة السيارات
قلنا نسأل ، وأخذنا نسأل من محل إلى محل
حتى كاد اليأس أن يدخل إلى قلوبنا ونرجع إلى عمان حتى تفتح
المحلات ونصلح السيارة ، لكن رحمة ربك أوسع وأعظم وأرحم
دخلت تقريبا آخر محل ، فقال لي هذا يحتاج إلى ماكينة كبس
وهذا البربيج لا بد أن يكون له مواصفات عالية لا يصلح له أي
بربيج حتى يتحمل ضغط الزيت المندفع للجير واليوم يوم عيد
ولا أدري إن كان هناك محلات فاتحة اليوم
وما كاد أن ينتهي من كلامه وإذا بشخص يدخل المحل سمع نهاية الكلام
فقال ، لقد رأيت في الشارع المقابل محلا لكبس البرابيج يفتح أبوابه
لم ينته من كلامه وإذا بي أصبحت على الطرف الثاني من الشارع
خوفا أن يعاود الرجل ويغلق المحل
يا الله ، كم كانت الفرحة تغمرني
وصلت إليه ومازال يرفع الأبواب شرحت له الأمر
وقام بمساعدتي وأعطاني بربيجا بمواصفات عالية وكبس البربيج
قال لي ياشيخ :
أنا لا اعلم مالذي جعلني أفتح المحل اليوم
كنت جالسا ولا يوجد لي نية في فتح المحل
إلا أنني قمت وفتحته فلعل الله يسرني إليك
قلت الحمد لله هذا من توفيق الله وحفظه وفضله
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
انتهينا وكان بالقرب منا مطعما قلت لعمي لا بد أن الأولاد
الآن قد جاعوا نأخذ له معنا افطارا أخذنا الإفطار وانطلقنا
بحمد الله وفضله فرحين مستبشرين بما أنعم علينا
وصلنا السيارة وقمنا بإبدال المعطوب واشترينا بعض
المفاتيح
تعلمنا من هذا الدرس
أولا : رحمة الله بعباده وأن اليأس لا ينبغي أن يدخل
إلى النفوس وليحسن المرء ظنه بالله وأن يحمده
في السراء والضراء فلا يعلم أين الخير الذي له
ثانيا : لا يكفي تفقد السيارة في بلده فقط
بل ينبغي الأخذ بالأسباب والاحتياط بكل ما يلزم
من مستلزمات السفر
ثالثا : قد يكون فيه من السلوان والذكرى ، والفرحة
تعظم وتكبر بفضل الله على عباده
رابعا : وهو أهمها التحصن بالأذكار والدعاء والإلتجاء إلى الله
كل هذه منجيات بإذن الله
الأخ الراكع لله ..
نتمنى منك عدم ذكر القصة التي سبقت بالذكر عنها والتي لن تفيد السائح بأي شيء كي لا يتعرض الموضوع للاغلاق
شاكرين تفهمك
المشرف
شكراً لك