- قصر الحمراء.. درة غرناطة
قصر الحمراء.. درة غرناطة
تحمل مدينة غرناطة في جنوب اسبانيا علامات ماضيها الإٍسلامي العريق التي تظهر بوضوح في طراز العمارة الأندلسي الذي يشتهر به العديد من مبانيها وشوارعها.
وتمتليء البلدة القديمة في غرناطة بمعالم ما يصفه كثيرون بالعصر الذهبي للدولة الإسلامية في القرون الوسطى. وشهد هذا الحي التاريخي بالمدينة في السنوات الأخيرة قدوم موجة ثانية من المهاجرين المسلمين الأمر الذي ساعد على نمو السياحة وانتعاش حركة التجارة في هذا الجزء الذي كان مهملا.
وفي مركز حركة الإحياء هذه شارع في البلدة القديمة اسمه كالديريريا نويفا ينتشر في أرجائه عبق أسواق شمال افريقيا وتعرض متاجره سلعا ومنتجات تقليدية من دول المغرب العربي كما تتناثر على جانبيه مشارب الشاي.
ويقف قصر الحمراء الذي بناه المسلمون قديما في غرناطة شامخا يرمز لعصر الأندلس في اسبانيا الذي امتد من القرن الثامن حتى أواخر القرن الخامس عشر.
ويجتذب القصر العريق الزائرين إلى غرناطة من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
ويمتد إقليم الأندلس في الوقت الحالي على 20 في المئة من مساحة اسبانيا وأصبح يستفيد مجددا من الوجود الإسلامي. وتشهد سوق العقارات انتعاشا ويجري ترميم العديد من المنازل والمباني القديمة كما يعاد إحياء المنطقة الأثرية التي كانت مهملة
ويعيش في اسبانيا اليوم أكثر من مليون مسلم بعد أن كان عدد المسلمين في البلد لا يزيد على 150 ألفا قبل عشرين عاما.
وبني مسجد كبير ضخم في غرناطة عام 2003 بتمويل من إمارة الشارقة الخليجية. ويطل المسجد على قصر الحمراء التاريخي وأصبح نقطة جذب أخرى للزوار المسلمين للمدينة.
وذكر طالب ألماني مسلم جاء لزيارة غرناطة يدعى ابراهيم لي أن المسلمين يستطيعون أن يستلهموا من تاريخ الأندلس حلولا للمشاكل المعاصرة.
وتستفيد غرناطة بدرجة كبيرة من حركة الإحياء التي تشهدها في الآونة الأخيرة ومن تزايد إقبال الزائرين عليها وخاصة من الدول العربية والأسلامية
ويقول السكان المسلمون في غرناطة إن عاداتهم وتقاليدهم موضع احترام كبير في المدينة التي يعيش فيها مزيج من الأعراق والثقافات.
وربما يكون ازدحام الشوارع والرواج التجاري في البلدة القديمة في غرناطة ضمن ملامح فتح إسلامي حديث يقوم على الهجرة والاقتصاد