1. رياض"المغرب .. مساكن تقليدية بغرف دولية

رياض"المغرب .. مساكن تقليدية بغرف دولية

لم تعد الفنادق هي المكان الوحيد لإقامة السائح في المغرب، فقد ظهرت الرياض وتعززت السياحة المغربية بها، منذ بضعة أعوام، وهي مساكن تقليدية فخمة، كانت مخصصة لإقامة كبار الأعيان وأثرياء البلد. وتقدم لزبائنها عروضا متنوعة تبدأ من غرفة لشخصين بثلاثمئة درهم لليوم الواحد، إلى جناح لشخصين أو ثلاثة مقابل ثلاثة آلاف درهم. ولأنها جزء من آثار قرون سالفة، فإن هذه الرياض تقع كلها داخل أسوار المدن العتيقة في فاس ومراكش والرباط وطنجة والصويرة وغيرها. وهي بنايات فسيحة تتوسطها حدائق ونافورات مياه، وتتميز صالوناتها وغرفها بعمارتها المغربية الأصيلة ونقوشها البديعة وتأثيثها التقليدي الخالص.
تطور الحياة المعاصرة دفع ورثة هذه الرياض إلى الخروج من ضيق المدن العتيقة إلى الأحياء المعاصرة المشيدة خارج الأسوار، حيث فضلوا الإقامة في الفلل أو الشقق الحديثة. وبذلك هجروا مساكن أجدادهم التي تعرض بعضها للإهمال حتى بات يهددها الانهيار، فيما تعرض بعضها لنزوح الفقراء الوافدين من البوادي الذين تقاسموا غرفها، حتى أن الرياض التي كانت تسكنها أسرة واحدة، أصبحت تؤوي في كل غرفة أسرة.
"رياض" أصبحت معارض ومطاعم
خلال العقدين المنصرمين، بدأت تظهر مبادرات استغلال هذه الفضاءات في المجال السياحي. فكان هناك من أعاد تجهيز "رياض" ليحولها إلى متحف لعرض فنون الصناعة التقليدية، ومن حولها إلى مطعم تقليدي راق.
فيما ظهر اهتمام عدد من الأجانب بحيازة بعض الرياض وصيانتها وتجهيزها للاستفادة منها في قضاء عطلهم.
وفي هذا السياق شرع هؤلاء في عرض هذه المساكن الفسيحة لمن يرغب في ذلك من السياح الأجانب أو من المغاربة. وتطور المشروع نحو إحداث "وكالة رياضات المغرب" التي تتولى عرضها للكراء مجزأة أو مجموعة. وتتصرف هذه الوكالة في حوالي خمسين رياضا أو فيلا عتيقة أو قصبة صحراوية موزعة عبر أهم المناطق السياسية بالمغرب.
وخلافا للفنادق المعاصرة، المقامة كلها خارج المدن العتيقة، تتميز هذه الرياض بأنها تقدم للزبون فرصة الإقامة في مسكن تقليدي فخم داخل أجواء المدن العتيقة المحملة بعبق التاريخ.
وتوفر "وكالة رياضات المغرب" للزبائن إمكانية حجز غرفة أو جناح، أو حجز "رياض" كامل لفترة محددة. كما توفر له كافة الخدمات بما في ذلك الوجبات المغربية أو الدولية، وتنظيم جولات داخل المدينة التي توجد بها الرياض، أو جولات سياحية في المنطقة سواء بسيارات رباعية الدفع أو بواسطة دواب أو جمال.
ويتوزع هذا المنتوج على درجات. فهناك الدرجة الممتازة التي تشمل "رياضات" فخمة تتوسطها حدائق ومسابح، وتجهيزات من الطراز الرفيع، وأجنحة أو غرف مجهزة بحمامات، مع صالونات ومطاعم. والغرفة ابتداء من 1300 درهم لشخصين لليوم الواحد.
وهناك الدرجة الأولى التي تشمل رياضا تقترب من المواصفات المذكورة، والغرفة هنا ابتداء من 1100 درهم لشخصين لليوم الواحد.
أما الدرجة الثانية، التي تشمل رياضا أصغر أو قصبات صحراوية أو دورا تقليدية، فتعرض ابتداء من 800 درهم، فيما تبدأ التسعيرة في الدرجة الثالثة من 600 درهم، وفي الرابعة ابتداء من 350 درهما