bualaa
02-05-2022 - 04:29 am
لرمضان في سورية نكهة خاصة حيث العلاقات الاجتماعية ماتزال حميمة بعض الشيء فلم تقتلها الفردية والنزعة المادية التي حولت الانسان في كثير من بقاع الارض الى مجرد استهلاك لاتتعاطف الا مع نفسها ومع حاجاتها.
واهم مايميز ايام رمضان في سورية الدعوات المتبادلة بين الاقارب اذ قلما ما يفطر احد السوريين في الاسبوع الاول من رمضان وحيدا فالاهل والاقارب والاصدقاء والجيران مشاريع دعوات دائما اذا كانت ثمة مجال لتلبية الدعوات.
أما في الاسابيع الاخرى فان المطاعم والدعوات اليها تاخذا حيزا مهما من طقوس رمضان السورية وتمتد الولائم في مطاعم دمشق والمدن الاخرى التي يقدر عددها بحوالي الثلاثين الف مطعم حتى السحور الذي يحرص عليه السوريون اشد الحرص وشهدت دمشق وحلب هذا العام "موضة " الخيمات الرمضانية في المطاعم الفاخرة والتي لم تكن معروفة على نطاق واسع في سورية سابقا كما في بقية الدول العربية.
ورغم التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصال والتواصل الحديثة والساعات والمنبهات بكافة اشكالها فما زال للمسحراتي في احياء المدن والقرى السورية حضورا قويا فمن لم يكن قائما يصلي الليل او يتسامر مع الاصدقاء فلابد وان يصحو للسحور على قرع الدف وصيحات "يانايم وحد الدايم ".
وفي الحقيقة هناك زيادة في انتشار حالات التدين تبدو واضحة في العاصمة السورية اذ ان بعض المطاعم اقفلت ابوابها قبل الفطور احتراما للشهر الفضيل وقليل من المطاعم ما تقدم الطعام في اوقات الصوم كما ان محلات المشروبات الروحية اما ان تقفل في الشهر الفضيل واما تغطي واجهاتها بالجرائد او باوراق سميكة تخفي داخلها وهو امر لم يكن موجودا في السابق.
وتتنوع الاطباق الرمضانية على موائد الافطار في سورية فالسلطات والفتوش والتبولة والمقبلات والكبة بانواعها والكباب والشاكرية والمحاشي و الفتات والبقوليات والتمر هندي والعرق سوس واصناف من الماكل والمشارب تعبر عن الذائقة التي طالما تفاخر بها السوريون.
ويقبل الصائمون على الاكلات المميزة مثل المعروك والحلويات مثل المغشوشة وغزل البنات واصابيع الفستق والقطايف والمهلبية والعوامة والمشبك والنابلسية.
ولكن تخفت المظاهر الاحتفالية بهذا الشهر الفضيل سنة بعد اخرى بسبب الضغوط والاعباء المادية التي يعاني منها المواطن السوري وقلت الولائم والدعوات الفاخرة وتحولت مظاهر رمضان من الاحتفاليات المميزة الى الازمات المرورية الخانقة وخاصة قبل موعد الافطار حيث تتكدس السيارات والميكروباص على نحو غريب في فترة ماقبل اذان المغرب وشهد الاسبوع الاول من شهر رمضان في مدينة دمشق تحديدا ظاهرة ممارسي رياضه المشي قبل موعد الافطار في المناطق التي لايسود فيها الازدحام كثيرا مثل اوتستراد منطقة العدوي الراقية، ولكن تبقى الاحتفاليات في المناطق الشعبية واضحة ومازالت بعض المناطق الشعبية تزين حاراتها ابتهاجا بهذا الشهر الفضيل، ويبقى المصلون الحريصون على اداء الصلوات الخمسة وصلاة التراويح في المساجد ظاهرة جميلة في رمضان وتلبس النسوة والفتيات الصغيرات رداء الصلاة الابيض الجميل ويذهبن من بيوتهن الى المساجد يوميا لاداء الصلوات.
ويقبل الناس على شراء الكتب الدينية ولكن تخفت ايضا الاحداث والنشاطات الاخرى في رمضان، ويبقى التلفزيون والقنوات الفضائية والبرامج الدينية والمسابقات الرمضانية والمسلسلات صديقا للصائم، ورويدا رويدا مع قدوم العيد ومرور الشهر الكريم يزداد الاقبال على الاسواق ويصبح الازدحام يوميا بعد الافطار وخاصة ان العيد ياتي ضمن فصل جديد والناس يحتاجون للملابس الشتوية.
وللفقراء والمحتاجين باب واسع في هذا الشهر المبارك حيث ترسل الاطعمة والاشربة الى كل محتاج يعرفه اهل الحي او القرية ويتبارى المحسنون في احسانهم مقتدين بقول الرسول الكريم "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم ".
منقول
سبحان الله
شهر خير وبركه على الجميع
الله يجعلنا من صوام وقوام هذا الشهر
وأشكر لك أخي الكريم ابو علاء هذا الموضوع