- الطلاب العرب في جامعات ماليزيا حالة نموذجية من الرضا
- تدريب وتطبيق عملي
- قناعة شخصية
- كلفة قليلة
- تحفيز متواصل
- الماجستير في عام ومرافق الجامعة مفتوحة ليلاً أمام الطلبة
- 0ألف طالب و10 ملايين دولار للبحث العلمي بجامعة سينت
- جامعة على طراز قرية
الطلاب العرب في جامعات ماليزيا حالة نموذجية من الرضا
يواصل أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، من عرب وأجانب، دراساتهم الجامعية في مختلف مؤسسات التعليم العالي الماليزية الحكومية أو الخاصة، منهم 15 طالباً من دولة الإمارات، علاوة على الآلاف من المملكة العربية السعودية واليمن والأردن والعراق وليبيا والسودان وغيرها من الدول العربية، حيث يبدي الطلاب العرب ارتياحاً مبالغاً للوضع المعيشي والأكاديمي العام الذي يلمسونه في ماليزيا قياساً مع غالبية الدول المتقدمة في تعليمها، وهو ما يعزز رؤية الحكومة الماليزية ووزارة التعليم العالي هناك في جعل التعليم الماليزي تعليماً عالمياً يطلب في مختلف بقاع الأرض مع العام 2010.
وخلال زيارة نظمها مركز التعليم الماليزي الذي يعمل في الشرق الأوسط انطلاقاً من دبي، لعدد من الصحافيين العاملين في الصحف المحلية الإماراتية، التقت (البيان) عددا من الطلاب العرب الدارسين في الجامعات الماليزية الحكومية والخاصة، ومعظمهم في كليات الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه، الذين أبدوا إعجابهم بالمستوى الرفيع للتعليم العالي الماليزي، والمناهج العلمية والعملية النموذجية التي توفر الخبرة والمعرفة الأكاديمية لدارسيها بأساليب متطورة وغير تقليدية، خلافاً للكثير من المؤسسات التعليمية في دول العالم الثالث. وفي حفل عشاء أقامه داتو مصطفى محمد وزير التعليم العالي الماليزي في منزله لمئات الطلبة الأجانب والعرب الدارسين في ماليزيا، أظهر الطلاب العرب درجة عالية من الرضا للمستوى الأكاديمي والمعرفي الذي يلمسونه في دراستهم الجامعية بماليزيا.
طالب إماراتي... الطالب همام زايد حمدان الكوز، إماراتي الجنسية من مدينة الشارقة ويدرس هندسة الميكاترونكس في السنة الثالثة بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، قال إنه يوجد في الجامعات الماليزية المختلفة نحو 15 طالباً إماراتياً يسيرون في تخصصات عصرية ونوعية، وجميعهم ارتضوا الدراسة في ماليزيا بقناعات شخصية، وعلى حسابهم الخاص. وأضاف انه اختار الدراسة في تلك الدولة بسبب المستوى التعليمي الرفيع الموجود فيها، لا سيما وأنها بلد إسلامي يختلف عن الدول الأوروبية من حيث نمط المعيشة العام، مشيراً إلى أن صديقه درس في ماليزيا في وقت سابق وحفزه كثيراً على خيار الدراسة فيها، وأنه وجد في ماليزيا كثيراً مما يتطلع إليه في الدراسة والتخصص، علاوة على الاحترام والتقدير من أهل البلد لكل من هو عربي، وتحديداً أبناء مجلس التعاون الخليجي.
ولفت الكوز إلى أن ماليزيا لا تتمتع بتعليم عالٍ قوي ومتماسك وحسب، بل وتمتلك طبيعة خلابة تجعل منها واحدة من أفضل الأماكن السياحية على مستوى العالم، وبالتالي فإن كثيراً من الطلبة لا يعيشون غربة صعبة نتيجة للحياة اليومية المعاشة وسط مناظر ومشاهد خلابة، فهم يشعرون بأنهم سياح يتمتعون بكل ما هو متوفر، مشيراً إلى أنه يعيش وسط مجتمع طلابي عربي وخليجي يتكون من 200 طالب، ويمارسون أنشطة مشتركة داخل الجامعة، مثل الانتماء إلى أندية عربية وإلى نادي السلام الذي يشرف عليه طلاب عرب.
تدريب وتطبيق عملي
واعتبر الطالب الإماراتي همام الكوز أن أفضل ما لمسه خلال سنوات دراسته الثلاث في ماليزيا هو تواضع وتعاون سكان تلك البلد السهل مع الطلاب العرب، وانفتاح وزارة التعليم العالي المطلق على فئة الطلبة، ومتابعتها اللصيقة لكل صغيرة وكبيرة في الجامعة، علاوة على التدريب والتطبيق العملي المتمكن للطلبة أثناء الدراسة سواء داخل ماليزيا أو بالابتعاث للتدريب في الخارج، مؤكداً أن تجربة الدراسة في تلك الجامعات وعلى الرغم من متانتها وفائدتها العملية الكبيرة، إلا أنها تعد سياحة تعليمية لكافة الطلبة الأجانب في ماليزيا.
الطالب علاء عبدالرحيم عبدالواحد فلسطيني مقيم في الإمارات ويدرس هندسة الاتصالات في ماليزيا شارك هو الآخر صديقه همام الرأي بأن التعليم في ماليزيا يتجاوز مفهوم الدراسة البحتة إلى العمل والخبرة والسياحة في آن معاً، مضيفاً أنه وجد في دراسته أساليب تدريس غير نمطية أو تقليدية، علاوة على إمكانية العمل أثناء الدراسة بسهولة نسبية بعشرين ساعة عمل في أماكن محددة ومسموح بها، وهو ما يمنح الطالب مزيداً من الثقة والتمكن في تخصصه حتى وهو لا يزال على مقاعد الدراسة.
قناعة شخصية
وأوضح علاء أنه يملك دافعاً قوياً لمواصلة دراسته في البكالوريوس في تلك الدولة التي ارتضى الدراسة فيها لقناعته الشخصية بإمكانيات جامعاتها الأكاديمية والمادية، حيث المختبرات المتطورة والمعقدة ووسائل التعليم المفيدة والمريحة في ذات الوقت، إضافة إلى التكلفة المادية المنخفضة نسبياً قياساً مع الدول الأخرى.
مشيراً إلى أن الطلبة العرب الدارسين في مختلف جامعات ماليزيا يحافظون على علاقات طيبة ومتينة فيما بينهم وعلى علاقات ود واحترام متبادل مع الطلبة الماليزيين والسكان، وهو ما جعل حياتهم اليومية في غاية السعادة والمتعة لشعورهم بالأمن والقرب من السكان الأصليين.
وأشار الطالب علاء إلى أن رسوم الدراسة السنوية للطلبة الأجانب في مختلف جامعات ماليزية الحكومية لا تتجاوز ألفي دولار أميركي، ونحو ثلاثة آلاف في الجامعات الخاصة، وهذه الرسوم كما تقول وزارة التعليم العالي الماليزية لا تغطي التكلفة الفعلية للدارسين الأجانب، حيث إن الحكومة الماليزية تدعم الوجود الأجنبي في جامعاتها عن طريق دفع ما يقارب 50% من التكلفة السنوية للطالب الواحد على شكل مساعدات وتسهيلات غير مباشرة.
كلفة قليلة
يوسف محمود طالب أفغاني مقيم في دبي ويدرس العلوم السياسية في السنة الرابعة بإحدى جامعات ماليزيا، يقول إن قوة التعليم في ماليزيا تؤهل جامعاتها للدرجة العالمية، كما أن الدراسة فيها قليلة الكلفة مادياً إضافة إلى كونها تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة تدريس، وبالتالي الطالب الأجنبي في ماليزيا يكسب عدة إيجابيات مرة واحدة.
مهند الكازمي طالب يمني سنة ثالثة تخصص تكنولوجيا المعلومات، قال إنه قدم إلى ماليزيا لدراسة اللغة الإنجليزية عن طريق مراكز اللغة المعتمدة والمتوفرة في جامعات ماليزيا، لكنه استمر في دراسته الجامعية نظراً لتفاقم المغريات أمامه، لا سيما وأن التعليم الماليزي يمتاز بالتطور والقوة على مستوى العالم، وبالتالي تظل فرصة الدراسة في الجامعات الماليزية قائمة ومتسعة يوماً عن يوم لدى الطلبة العرب، نظراً لما يلمسه الدارسون فيها خلال سنوات الإقامة في هذا البلد السياحي.
تحفيز متواصل
فيما يوضح الطالب عماد باشكيل يمني الجنسية ويدرس ماجستير إدارة الأعمال في ماليزيا أنه قدم إلى هذا المكان منذ العام 2000 بهدف الاستفادة من اللغة الإنجليزية، فتحفز للاستمرار في الدراسة حتى وصل بعد سبع سنوات إلى مرتبة الماجستير، حيث يقول انه وبالمقارنة مع غالبية الجامعات العربية والأجنبية فقد رأى أن الدراسة في ماليزيا أقلها كلفة، وذلك على الرغم من الاستفادة من اللغة الإنجليزية والتدريب العملي المجدي والخبرة والاحتكاك بثقافات مختلفة، إضافة إلى التمتع بإمكانيات البلد السياحية التي يقصدها الملايين من مختلف أصقاع العالم.
أحمد بن سالم بن سعود الحضرمي طالب عُماني يدرس هندسة الميكانيك في السنة الثالثة، جاء للدراسة في ماليزيا بمنحة حكومية مع مجموعة من الطلاب العمانيين، وهو كما يقول كان يعرف قبل أن يغادر بلده عن المكانة التي تتمتع بها جامعات ماليزيا من حيث الكفاءة العلمية والتدريب المهني والعملي والبحث العلمي وبمستويات رفيعة عالمياً، وبالتالي فهو يسير بتحفز وأمان في دراسته التي من الممكن أن تطول للاستمرار في الدراسات العليا، لاسيما وأن الإمكانيات المتوفرة في الجامعة تدفعه للنهل منها قدر الإمكان قبل العودة إلى بلده الأول عُمان.
الماجستير في عام ومرافق الجامعة مفتوحة ليلاً أمام الطلبة
نظمت وزارة التعليم العالي الماليزية زيارات للوفد الإعلامي الإماراتي لعدد من الجامعات الماليزية، بهدف التعرف على الإمكانيات المتوفرة فيها والالتقاء بالطلبة العرب الدارسين فيها، وتمثل جامعة بورتا ماليزيا واحدة من الجامعات الحكومية، التي تحتضن 5 آلاف طالب وطالبة، منهم 1015 طالبا أجنبيا، 614 منهم من إيران، و111 من إندونيسيا و87 من اليمن، ثم العراق وليبيا وبنغلادش والأردن والسعودية ونيجيريا والهند.
هذه الجامعة أنشئت في العام 1970، وقد حصلت على الترتيب 185 عالمياً من بين أفضل 1500 جامعة، لم تكن من بينها أية جامعة عربية، فيما تمتد على مساحة شاسعة تصل إلى أكثر من 1100 هكتار، وبها 11 كلية و4 مراكز تعليم و10 معاهد متخصصة، وتقدم للطلاب العرب والأجانب الذين يلتحقون بها برنامجا مكثفا لتعليم اللغة الإنجليزية قبل السير في تخصصاتهم المختلفة، فيما يعتمد نظامها التعليمي بشكل كلي على الأسلوب البحثي العلمي.
أحمد الزاملي وعمر الزعبي طالبا ماجستير ودكتوراه من فلسطين والأردن، يدرسان ضمن الطلاب العرب في تلك الجامعة، وهما يؤكدان أن أفضل ما توفره الدراسة في ماليزيا للطلاب الأجانب هو خيار اختصار الدراسة في سنوات أقل من خلال الاعتماد على البحث العلمي وإتاحة المجال للطلاب في السير بالدراسة بأريحية تامة، إذ ان الطالب الأجنبي الدارس في ماليزيا يهتم كثيراً بإنهاء دراسته بأقصر مدة ممكنة، وكافة السبل متاحة أمام الطلبة للعمل ليل نهار داخل الجامعة لإتمام متطلبات الدراسة، وهذه ميزة تفتقدها الجامعات العربية، مع إمكانية أن يكمل الطالب دراسة الدكتوراه مجاناً استناداً على كفاءة بحثه في الماجستير.
وتعتمد الجامعة بشكل أساسي على العلاقة مع القطاعين العام والخاص الخارجيين، إذ ان الشركات الخارجية تمول معظم أبحاث الطلبة للحصول على نتائج محددة، وبالتالي إشراك الجامعة والطلبة في بناء الدولة والارتقاء بمؤسساتها عن طريق البحث العلمي المنهجي، فيما يتيح نظام الدراسة فيها إمكانية الانتهاء من دراسة الماجستير في عام واحد إذا ما سار الطالب في الدراسة بشكل مكثف ومنظم.
0ألف طالب و10 ملايين دولار للبحث العلمي بجامعة سينت
جامعة سينت مالايا الواقعة في جزيرة بنانج الماليزية، تعد ألمع الجامعات وأبرزها وأكثرها إنتاجا ومساهمة في الارتقاء بمؤسسات الدولة المختلفة من خلال التركيز على البحث العلمي والشراكة مع مؤسسات المجتمع الخارجي وصولاً إلى إنجازات نوعية، فهي تضم 30 ألفاً و973 طالباً وطالبة، منهم 6 آلاف و395 في الدراسات العليا، أما الطلبة الأجانب فيها فيبلغ عددهم 1442 من 50 دولة، وفي كلية الطب وحدها على سبيل المثال يوجد أكثر من 360 أستاذاً جامعياً، وهي تعد الجامعة الأولى في ماليزيا في الدراسة عن بعد، إذ يبلغ عدد الدارسين عن بعد فيها نحو 5 آلاف طالب وطالبة.
كما أنها نالت اعتراف وزارة التعليم العالي الماليزية بأنها الجامعة الأولى في مجال البحث العلمي، فتصل قيمة تمويل البحث العلمي فيها 10 ملايين دولار سنوياً، فيما يتم تسويق الأبحاث عالمياً وبيعها أو مبادلتها مع أبحاث جديدة من مختلف دول العالم، وذلك بغرض تفعيل الجانب الإبداعي لدى الطلبة.
في العام الدراسي المقبل يتوقع أن يزيد عدد الطلبة الأجانب فيها عن 1900 طالب وطالبة، وهذا العام استقبلت 40 طالباً سعودياً في الدراسات العليا، وجميعهم يدرسون اللغة الإنجليزية تمهيداً للبدء في الدراسة، ولدى الجامعة عدد من البرامج والمشاريع الخارجية، إذ حصلت على منحة من اليابان لتدريب مدرسين ومحاضرين في الجامعات، ولديها تعاون مع مختلف الجامعات المعروفة عالمياً.
ومن أبرز إنجازات الجامعة على صعيد البحث العلمي الوصول إلى دواء جديد له المقدرة على اكتشاف مرض التيفوئيد خلال 15 دقيقة فقط، بعد أن ظل المرض يكتشف خلال فترة 5 أيام، وقد حصل هذا الإنجاز على براءة اختراع وهو مسجل عالمياً باسم الجامعة، ويباع في مختلف دول العالم، علاوة على ذلك توصلت الجامعة إلى دواء أو عقار جديد يكشف عن تعاطي اللاعب الرياضي للمنشطات المحظورة، وهذا الإنجاز يطبق على مستوى دول آسيا، وتحتضن الجامعة مركزاً متخصصاً للبحث في كيفية الوقاية أو مواجهة الفيضانات عبر نظام معين في دراسة البيئة والتنبؤ والوقاية.
جامعة على طراز قرية
جامعة مالايا تعد الجامعة البحثية الرابعة على مستوى المنطقة، بها 12 كلية و3 معاهد و3 مراكز تعليم، ومكتبة تضم 5,1 مليون كتاب، أما الطلاب العرب فعددهم فيها 320 طالباً أكثرهم من اليمن، وتعد البنية العامة للجامعة أشبه بقرية موسعة بها مختلف مناحي الحياة، أما أسلوب الدراسة فيها فتتم عن طريق الجمع بين البحوث العلمية والدراسة الصفية بأساليب مبتكرة، وتتألق الجامعة في تخصصات محددة مثل الهندسة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كوالالمبور عنان كتانة
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1184860573866&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail