- بسم الله الرحمن الرحيم
- رحلتي والوالد إلى جيزان الحبيبة
- ومن ثم الشاي اللي يعدل الرأس ويعيد النشاط والحيوية
- ويوجد القليل ممن يبيع بعض المشغولات المحليّة والسمن والعسل.
- منظر جذع شجرة عجيب من جانب الطريق
- وهذا من المخلوقات المتواجدة في هذه الجبال
- والوادي جميل وستصادف أماكن يجري فيها الماء مثل هذه
- يلاحظ هذا البرج في أعلى الجبل
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلتي والوالد إلى جيزان الحبيبة
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمّابعد:أهلا وسهلا بمشاهدي قناة (العرب المسافرون) في لقاء جديد بكم عبر بوابّة المملكة العربية السعودية في رحلة ممتعة بصحبة والدي حفظه الله وما أجملها من صحبة وما أحلاها من رحلة وكالعادة أسطّر لكم في هذا التقرير تفاصيل كثيرة مدعمّة بالصورة لتعيشوا معنا جو رحلتنا ، متمنيا لكم معنا رحلة سعيدة.
انطلقنا من الطائف عصر الجمعة 25 ذو الحجة 1428ه باتجاه جدّة لحضور حفل زفاف إحدى قريباتنا ومن ثمّ الاتجاه عن طريق الساحل إلى منطقة جازان الوادعة لغرض التمتع بما حبا الله تلك المنطقة من طبيعة خلاّبة وأجواء دافئة وايضا لغرض أن يقوم الوالد بالاغتسال في العين الحارّة في بلاد بني مالك للاستشفاء بإذن الله من الحساسية الجلدية وكانت راحلتنا (للوالد) حفظه الله ورعاه وهي هايلكس 2003 بنت حلال خفيفة دم واقتصاديّة وماتقصّر في تجاوز الصعوبات الجبلية المتوسّطة وحمّالة أسيّة لا نواجه مشكلة عند تحميل كل أغراضنا الأساسية والإضافية التي يتمّ شراؤها من أسواق المنطقة في صندوقها.
وكانت انطلاقتنا من جده حوالي التاسعة والنصف صباح السبت وكان الطريق سريعا مزدوجا ما شاء الله وكانت أولى محطات توقفنا لأداء صلاة الظهر والعصر جمع وقصرا في إحدى المحطات بالطريق ومن ثمّ التوقف بالقنفذه والسؤال عن مطعم أسماك جيد وقد دلّنا أحدهم على مطعم الجميل للأسماك وسط المدينة بجانب البنك الأهلي وفعلا كان المطعم مزدحما وبالكاد لحقنا أسماك وخلال ربع الساعة والغداء أمامنا على السفرة ولله الحمد
بعد ذلك واصلنا المسير حوالي الساعة ثمّ قررنا الاستراحة في هذا المكان على جانب الطريق وكان الوقت مناسبا لأخذ غفوة قصيرة
ومن ثم الشاي اللي يعدل الرأس ويعيد النشاط والحيوية
ومن ثم مواصلة الطريق ولفت نظرنا وجود مايشيه السوق الشعبي في عمق فاتضح لنا أنّه عبارة عن جلسات شعبية عندها تنانير(موافي) يتم فيها عمل الخبز الشعبي (الخمير) مع شواء الأسماك الطازجة في هذه الموافي وهي لذيذة جدا حسب ماوصف لنا لكنّنا لم نكن بحاجة للطعام حينها فاكتفينا بالصور.
واستمرت رحلتنا في أجواء جميلة جدا والبحر يحاذينا من ناحية اليمين ومررنا بالبرك و الحريضة والتي صلينا فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ومن ثم مررنا بالشقيق والدرب ومن مثلثها المشهور أخذنا يمين باتجاه صبيا حيث وصلناها حوالي الثامنة والربع، وفي هذه الشقق المفروشة المحترمة التي كانت ضمن مجمع تجاري يوجد به سوق مواد غذائية محترم يعمل على مدار الساعة بالاضافة إلى أنّ المواقف الموجودة أسفل المجمع محروسة بتنا أحسن مبيت ولله الحمد.
وفي الصباح الباكر وبعد أن تناولنا طعام الإفطار والذي تمّ عمله محليّا في الشقة
طبعا بإشراف الوالد العزيز انطلقنا إلى مدينة (أحد المسارحة) التي تبعد ما يقارب ال(75)كم مرورا بأطراف مدينة جازان للتعرّف على سوقها الشعبي المشهور حيث أنّ اليوم هو يوم الأحد وفعلا وصلنا هناك وكان السوق لبيع وشراء المواشي
متجهه للسوق
ويوجد القليل ممن يبيع بعض المشغولات المحليّة والسمن والعسل.
ومن سوق أحد المسارحة اتجهنا عائدين إلى صبيا ولكن من طريق آخر أقصر من طريقنا السابق الا أنّه طريق واحد ويمر بأبوعريش الخضراء الجميلة ذات المزارع الممتدة على مد البصر من كلا ناحيتي الطريق ووجدنا هذا المكان المناسب لجلسة الاستراحة وتناول الشاي تحت ظل هذه الاشجار الخضراء التي تكثر بالمنطقة
ويسر الفؤاد مرآها
هذا سكن تابع للمزرعة بجانبنا لايوجد به سوى عمال
المزرعة بجانبنا
ثم واصلنا باتجاه صبيا
باعة الخضار على جانب الطريق في أبوعريش
البقل (الفجل) لدى البائع طازج
منظر من الطريق
وصلنا شقتنا مع الظهر فأوصلت الوالد إلى الشقة ليرتاح واتجهت إلى السوق الشعبي في صبيا بعد صلاة الظهر مباشرة وهي قريبة جدا من موقعنا وهناك وجدت سوقا جميلة
يباع فيها السمك الطازج واللحم النيئ الطازج والفاكهة والخضار
بائعي الخضار
وكنت أبحث عن (الحنيذ) ووجدته غير بعيد من السوق واشتريت ثمن ب(50) ريال وزدت ب(20) ريال
الحنيذ في زنبيل كبير
مع خضار ورقيه بقل(فجل) وجرجير وقليل من الطماطم والجزر والخيار والليمون وخبز فكانت سفرة متميزة ولذيذة جدا خصوصا أنّ الحنيذ كان لحم تيس صغير جدا.
من شوارع صبيا
وبعد الغداء وراحة إلى حوالي الثالثة عصرا سلمنا شقتنا واتجهنا إلى (الداير بني مالك) وكانت الطريق جميلة والجو فيه غيم حتى وصلنا (عيدابي) تبعد حوالي
ال(45)كم ووجدنا حمّال الأسية مع مجموعة من زملائه يحملون على ظهورهم حزم الحطب
فتوقفنا لنسأل عن سعر الحطب ونأخذ الصور الشخصية واشترينا حزمة من الحطب ب(5)ريال ثم واصالنا باتجاه الداير وعند خروجنا من عيدابي وجدنا لوحة تشير إلى جبل فيفا غرب تجاوزناها في طريقنا إلى الداير وفعلا وصلنا هناك قبيل المغرب بساعة تقريبا استأجرنا غرفة مناسبة في شقق مفروشة أمامها مسجد ومطعم
وتركناها متجهين إلى واد قريب لنستمتع بجلسة طبيعية وبراد شاي طبيعي
وبعد صلاة المغرب في هذا الوادي
غروب الشمس من الوادي في الداير
اتجهنا إلى غرفتنا للمبيت استعدادا لرحلة الغد إلى العين الحّارة وقد وصف موظف الاستقبال من أهل المنطقة عدة طرق توصّل اليها واختار لنا طريقا ذكر أنّه الأفضل للنزهة حيث أنّه يمر عبر جبل خاشر
الطريق ضيق ويمر عبر قرى معلقة.
وفي الصباح الباكر تناولنا افطارنا في المطعم المقابل لنا والذي لديه جلسات خارجية فاخترنا مكان مناسب في جو صباحي جميل بجانب هذا الفرن
لنتاول افطارنا الشهي من هذه البوفية التابعة للمطعم مع خبز التنور الطازج
ثم تحركنا باتجاه العين عبر جبل خاشر الشامخ
هذا الجبل مرتفع جدا
منظر جذع شجرة عجيب من جانب الطريق
ومعظمه اسفلت والجزء الأخير الغير مسفلت يكون نزول ولن يصعب على سيّارتنا تجاوزه وفعلا سرنا على بركة الله حسب الوصف الدقيق الذي وصف لنا ولم نته وان كنّا نسأل للتأكد وكان الطريق فعلا مشوق ويمر عبر قرى عامرة بأهلها
نلاحظ طراز البناء القديم من الحجر
وهذا من المخلوقات المتواجدة في هذه الجبال
وهذا الطريق يصل إلى الربع الأخير من قمة هذا الجبل الشامخ ثم يتجه إلى النزول إلى نقطة للمجاهدين يبدأ بعدها الطريق الترابي الصعب جدا منحدرا إلى الوادي السحيق والصعود من هذا الطريق يحتاج إلى سيارة ذات دفع رباعي ،المهم وصلنا الوادي ثم سرنا إلى أن وصلنا إلى نقطة حرس حدود سألناهم عن العين فقالوا هذه أمامكم وطلبوا تسليم بطاقات الهوية واستمارة السيارة وابقائها لديهم واعطائنا بطاقة تحمل رقم يمكننا بها استعادة بطاقاتنا عند المغادرة وهكذا وصلنا إلى العين وكانت محاطة بسور به بوابة للدخول لا يسمح بدخول السيارات إلى منطقة العين إلا عند الضرورة وباقتناع الحارس ودخلت أنا والوالد سيرا على الأقدام والمسافة حوالي (40)م
وأول ما يقابلك مسبح مستطيل ويليه مصلى ودورات مياه ومرا وش ماءها كلها من العين وموقع نبع العين مسورا لايمكن الوصول إليه ولا توجد حاجة لذلك ويوجد قسم للنساء وعموما فالموقع منظم ونظيف ومريح لمرتاديه
منزل أحد الساكنين بأحد أغصان أشجار العين
جزء من لباس أحد الاخوة اليمنيين الذي استفاد من امكانيات العين في الاستحمام وغسل ملابسه
مصدر العين (للأسف الصورة عمودية ولم أعرف أعدّلها بواسطة المعرض)
وتوجد خارج الموقع غرف مفروشة للايجار يبدو لي من منظرها الخارجي أنّها للضرورة وليست للاقامة المريحة ويوجد بقالة ومطعم .
مع أنّ العين تقفل الساعة السادسة مساءا وانتبه فيوم السبت مجدول صيانة وتكون مغلقة. وبعد أن مكثنا مايقارب الساعتين خرجنا من العين وأخذنا أوراقنا الثبوتية من المركز ومن عنده أخذنا يمين باتجاه الوادي صعودا ولم نعد طريقنا السابقة لصعوبتها في الصعود والطريق من الوادي طيب الا أنّ به مفارق عدّة فعليك بالسؤال دوما عن اتجاهك
من مزارع الوادي
من الحيوانات المهمة التي يعتمد عليها المزارعين في هذه المنطقة
يبدو وكأنّه يبكي على الماضي
راحلتنا في الوادي
من أشجار الوادي
والوادي جميل وستصادف أماكن يجري فيها الماء مثل هذه
ولكن انتبه اذا كان الجو ماطرا فالوادي يصبح حينها خطرا وتسير في الوادي لمسافة تقارب ال(5)كم وتصعد في آخر الطريق بعض المرتفعات الخفيفة المطلة على الوادي وحين تصل الطريق المسفلت تأخذ يسار من عند أمارة آل زيدان
ثم تتجه صعودا إلى جبل الحبس
الذي يوصلك طريقه إلى الداير وستمر على هذه النقطة لحرس الحدود
والتي صلينا عندهم صلاة الظهر وواصلنا طريقنا إلى الداير مرورا بهذه المناظر
وعند وصولنا إلى موقع اقامتنا اتجهنا إلى المطعم المقابل لنا وتناولنا طعام الغداء ومن هناك اتجهنا إلى جبل فيفا حيث يبعد من محل اقامتنا (15)كم إلى نهاية الجبل تقريبا. والحقيقة انّها كانت رحلة شائقة ماتعة ولكنّها أيضا خطرة بعض الشيء حيث الطريق في الجبل ضيق وخطر وقيادة البعض للسيارات من أهل المنطقة متهورة جدا وكنّا مبهورين فعلا من أهل فيفا وكيف يبنون البيوت الحديثة في أعالي هذا الجبل مع صعوبته والسيارات في أكثر الأماكن لا تصل إلى مواقع هذه البيوت ووجدنا أنّهم يستخدمون (ماكينة الونش) ان صحت التسمية لايصال الأغراض للمكان المطلوب، وما يلفت النظر أنّهم ماشاء الله عامرين الجبل متواجدون في مساكنهم وبلادهم.
المهم وصلنا إلى أعلى الجبل يقال له (العبسية) حيث وجدنا استراحة مغطاة بمظلات ذات اطلالة جميلة وهي الوحيدة هناك
يلاحظ هذا البرج في أعلى الجبل
وتمّ فيها اعداد الشاي المناسب لهذه الجلسة الرائعة وكان الجو كذلك رائعا جدا ومما يلفت النظر توفر الخدمات في هذه المنطقة حتى الطريق العام الذي سلكناه مضاء بأعمدة اضاءة مميزة ويوجد بمنتصف الجبل تقريبا مستشفى عام
طبيعة خضراء على الرغم من الجفاف
ويلفت النظر أيضا نمط البناء القديم المستدير والذي يوجد بأعلاه سرحة أي غرفة مفتوحة من الجهة التي لايكون فيها كشف بالنظر ومقفلة من ناحية الجبل حيث تكشف المناطق الأعلى المناطق الأدنى.
من أشجار المنطقة
ويزرع بالجبل الموز والمنجا والبن ونبات الحلبة وكذلك القات نسأل الله أن يبدلهم خيرا منها.
وبعد جلستنا هذه التي استغرقت حوالي الساعتين غادرنا انحدارا متجهين إلى مسكننا وكانت لنا هذه المشاهد.
نمنا هذه الليلة مبكرين بعد يوم حافل بالمشاوير والجهد الكبير وخاصّة على الوالد رعاه الله ولكنّه كان متحمسا جدا لرؤية فيفا بعد الانتهاء من العين الحارّة ، وقد خططنا لرحلتنا للغد الذي سيكون بداية رحلة العودة.
بعد أن صلينا الصبح وبعد تناول الحليب والعبيط والشابورة حملنا أغراضنا وسلمنا الغرفة واتجهنا إلى سوق الثلاثاء بالداير القريب منّا ولكن كان السوق على بدايته
ورأينا أنّنا قد نتأخر لو انتظرنا حتى يحمى السوق ولذلك فضّلنا المغادرة إلى صبيا وفعلا انطلقنا على بركة الله صوب (صبيا)
نقطة على طريق العودة إلى صبيا(مظلة طبيعية)
وحال وصولنا إلى صبيا اتجهنا السوق الشعبي
بائعي الطيب في سوق صبيا
وكان حينها قائما على أشدّه ومزدحما واشترينا لحم تيس صغير(سعيّل) للغداء ومستلزمات السفرة الأخرى وحلى بلدي لزوم القهوة
وهذا طيب يعلق بمراية السيارة يعطي السيارة رائحة زكية
ثم تحرّكنا باتجاه الدرب مرورا ببيش الجميلة
من مزارع بيش
ومن الدرب اتجهنا يمينا حتى وصلنا المخرج الذي يأخذنا إلى رجال ألمع ثم إلى الحبيل ومن أول الحبيل من مفرق على يسارنا يأخذنا إلى جزعة ثلوث ريم
حيث ينتهي هذا الطريق بسوق شعبي ثلوثي الا أنّه لم يكن مقصدنا بل كان مقصدنا هذا المكان الجميل التي تظلله شجرة (البراي) الوارفة الظل مع أشجار السدر الكبيرة
جذع شجرة البراي حسب التسمية المحلية وأغصانها تقطع لاطعام الأبقار في الغالب والأغنام في بعض الأحيان، كما أنّ ثمرها يدعى (السقمان) يؤكل عند الجوع.
استراحة وقيلولة بانتظار المضغوط
لنقيم ساعات نستريح ونقيل ونتقهوى ونتغدى
جلسة القهوة
مكونات الغداء
وكان ممن زارنا في استراحتنا
ومع قرب صلاة العصر شددنا الرحال باتجاه محايل وهناك مررنا بسوق محايل لبعض المشتروات
سوق الخضار
ومررنا باحدى معاصر زيت السمسم التي تنتشر على الطريق ولازالت تدار بالطريقة القديمة واشترينا زيت سمسم لنا وللحبايب.
الزيت في المعصرة
سوق المواشي في محايل
مشغولات محلية
مطحنة حب يدوية صخرية
ومن ثمّ واصلنا طريقنا إلى أن وصلنا (بارق) المدينة الوادعة مع غروب الشمس فتوقفنا وصلينا المغرب وواصلنا المسير حتى وصلنا المخواة وهناك استأجرنا غرفة وبتنا وفي الصباح الباكر تحرّكنا مواصلين مسيرنا وعند مرورنا بقرية (ذي عين) الأثرية..... توقفنا والتقطنا هذه الصور
وقد أثار مرأى هذه القرية الكبيرة وكيف أنّ بيوتها متلاصقة وهي سمة ملازمة لأغلب القرى القديمة ذكريات الماضي لدى الوالد وفسّر ذلك بأنّه يعود إلى حالة الناس وكيف أنّ حياتهم كانت صعبة وبهم من الحاجة والعوز الشيء الكثير بالاضافة إلى أحوال الخوف التي كانت تمّر بهم وهم لذلك يتقاربون لحاجتهم المّاسة لبعض بعكس الحاضر الذي أنعم الله فيه على الناس حتى أستغنى بعضهم عن بعض وأصبح بعضهم يبني له منزلا على جبل لوحده منعزلا عن الناس ،وانفتاح الدنيا على الناس هي السبب الرئيس في ذلك حتى تقاطع وتدابر الناس بل وحتى الأقارب وذكر الوالد قصصا من واقع حياتهم في القديم القريب اخترت لكم منها قصتين احداها منقولة عن جدي رحمه الله والأخرى عايشها بنفسه مع جدي وقد وجدت فائدة في ذكرها لكم هنا للعظة والعبرة ولكي نعرف قدر ما نحن فيه من نعمة اليوم وهي أيضا مما أتحفنا الوالد بها في الرحلة نقطع بها طول الطريق .
القصة الأولى:
يقول والدي: أرسله جدي لاستلاف ثوب مبرم من رجل من قريتنا هو الوحيد الذي يعرفون أنّ لديه هذا الثوب الذي يلبس للمناسبات فقط حيث أنّ جدّي رحمه الله لم يكن لديه سوى ثوب واحد به ما يزيد عن عشرين رقعة ويريد أن يذهب إلى صديق له من القبيلة المجاورة ولايستطيع أن يذهب إلى صديقه هذا بثوبه المرقّع والغرض من زيارته لصديقه هذا ليستلف منه حب أو دراهم ليؤكّل ابناءه الجوعى، الذي لايجد في بيته ولا عند من حواليه من جيرانه مايطعم به أسرته.والقصة الأخرى:
يقول والدي نقلا عن جدي رحمه الله وجميع أموات المسلمين: صلينا الجمعة في مسجد القرية وصلى معنا رجلين من القبيلة المجاورة وقد صلى معنا في ذلك اليوم أيضا شيخ القبيلة وبعد أن أتمّينا الصلاة يقوم أحد الأشخاص ويدعو الجميع إلى عدم التفرّق لوجود موضوع يخصّ الجماعة ، وهكذا جلسنا خارج المسجد في المكان المخصص لمثل هذا الاجتماع فأبدى هذان الرجلان موضوعهما وذكرا انّهم رسلا من القبيلة المجاورة يطلبون مبلغ قدره (ريالين فرانسة)فقط سلف لمدة شهر فكان الطلب كوقع الصاعقة علينا لأنّه لايوجد أحد في كل قبيلتنا عنده هذا المبلغ ولايوجد عند القبيلة كلها هذا المبلغ والاعتذار من هؤلاء الرجال وقبيلتهم أصعب وأمرّ ،فطلب سيخنا وكبار قريتنا من الرجلين أن يتركوهم للتشاور بالموضوع وفعلا تمت مداولة الأمر وأشار الشيخ إلى رأي طيب حيث قال: ان شئتم أرسلت ورقة إلى فلان من التجار في قرية (رجال) أطلبه باسمكم تأمين المبلغ ويستضيف أحدكم الرجال حتى يرجع المرسول من قرية رجال بالمبلغ وكنت أنا المرسول أي (جدي) فانطلقت مسرعا لقصر الوقت المتاح وعند عرض ورقة الشيخ المختومة بختمه على التاجر بادرني الرجل بقوله: ابشر ويبشر الشيخ (.......) ورجعت وهم بعد لم يتنالوا الطعام الذي اعدّ لهم مع بعد المسافة وصعوبتها لأنّها نزول جبل ونزول وادي وصعود آخر والعودة مثل ذلك ولم يكن يوجد في تلك الأيام طرق سيّارات ولا سيّارات وبعد أن تم اكرام الضيوف سلمهم الشيخ المبلغ المطلوب فأخذوه شاكرين ،وقد ردو المبلغ بعد مرور ثمانية وعشرون يوما وقبل اكتمال الشهر الذي وضعوه موعدا لرد المبلغ.وأترك لكم التأمل في هاتين القصّتين ونستمر نحن في طريقنا إلى أن بلغنا الباحة التي كانت تسبح في الضباب
وبالكاد في بعض الأماكن ترى الطريق
والجو بارد وتركنا الباحة ببردها وواصلنا مسيرنا إلى أن أصبحنا على بعد (130)كم تقريبا من الطائف توقفنا في هذا المكان اللطيف النظيف
لنعدّ افطارنا الشهي
اعداد الشاي
وشاركنا هذا الطائر بالاستمتاع بالمكان
ومن ثم واصلنا مسيرنا حتى الطائف ولله الحمد.
في الختام أشكركم على متابعتكم وأتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المرجوة من هذا التقرير.........وأودعكم على أمل اللقاء بكم باذن الله في تقرير آخر.