- بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذات يوم ، عندما كنت قافلاً من زيارة قمة شتاين هورن Kitzsteinhorn ، كان الوقت قبيل العصر بقليل ، وكنت لاازال اعاني من تغلغل التجمد في اضلاعي ، فهذه القمة التي سحرت الجميع بارتفاعها الشاهق الذي بعلو يربو عن 3000 متر ومناظرها البديعة جعلتني لااطيل المكوث فيها لشدة الصقيع رغم ان درجة الحرارة صيفا تبلغ وسط الثلوج في القمة 1 - 5 درجات مئوية إلا أن ذلك كان كافياً لجعلي اشعر بشدة البرد ، وانه لامر ملح ان يبالغ المرء في لبس اثقل الملابس فالبرد هناك لايطاق !
عند وصولي الى زيلامسي ارتأيت انني استطيع ان اقضي بقية اليوم في مكان آخر ، ولعله يكون دافئاً بعض الشيء .. فقلت في نفسي ، اين اذهب هذا النهار والساعة حوالي الرابعة عصراً ؟ وأي مكان انسب لي أن ازوره بمفردي في هذا الوقت ، لقد نزلت مع الباص بجوار محطة القطار ولازال منظر المحطة يغريني : نعم أنا هنا ! أمير على نفسه ! كم من القرى التي اشعر بالرغبة للتجول فيها ، اخذت افكر ملياً ... سأزور سالباخ Saalbach وهي قرية تقع بين زيلامسي وسالفيلدين Saalfelden ، وسالباخ منتجع مشهور في النمسا ولعل حظنا نحن العرب في زيارتها قليل ولكن لانلوم انفسنا ... فلو قضينا اياماً طوال في زيلامسي فلن نميل لعطر غيرها .
حقيقة موقع زيلامسي قمة الروعة ولعلي استغرب من الكثيرين الذين اراهم دائماً مطوقين البحيرة بجوار فندق القراند وكأنهم تركوا الدنيا كلها ليجلسوا عند ذلك المكان !
تذكرت قرية اسمها كيتزبيول - KITZBUHEL تقع بالقرب من زيلامسي ، كانت تبعد 40 دقيقة بالقطار فقط ، فذهبت كي استعلم عن مواعيد القطارات فحصلت ان هناك قطاراً سينطلق بعد قليل فذهبت لكاونتر التذاكر فوجدته مزدحماً بالخليجيين ، اما الكاونتر الثاني فقد وضع الموظف لوحة تبين انه ( ترى ماحولك احد )
لاحظت انني سأفوت القطار القادم اذا جلست انتظر ، اصبت بالحيرة فالقطارات متباعدة ، لقد كنت متردداً بشدة لزيارة هذه القرية KITZBUHEL ، ولم اكن متشجعاً لزيارتها .. واثناء هذا السباق مع الزمن إذا بالموظف الذي كان جالساً بجوار الكاونتر المغلق يشير الي فاتيته واشتريت منه التذكرة ذهاب وإياب وكانت بسعر 19 يورو فقط فكم أحب أن أعيش كما يعيشون بالتنقل بوسائل مواصلاتهم ، وان أندمج مع حياتهم اليومية
توجهت نحو القطار وانتظرت حتى أتى ثم جلست على احد المقاعد وكانت العربة التي استقليتها شبه خالية إلا من شخصين ، وانا جالس اخذت افكر ...هل تسرعت بأن ازور مدينة وارجع الى زيلامسي في اليوم ذاته ؟ هل تكفيني 3 ساعات او ساعتان لألف قرية من القرى التايرولية؟
ثم سألت الشخص الذي كان جالساً على يساري بجوار الشباك الآخر : هل انت متجه لكيتزبيول ؟ فقال لي نعم ، فسألته ماذا تقترح علي الاماكن التي تستحق الزيارة خلال 3 ساعات ,, فنظر إلي باستغراب شديد . ثم ابتسم ,, انت تمزح ! تلف مدينة في 3 ساعات !! فاجبته نعم ومالعجب ! فأجابني ، اعتقد الأنسب خلال هذا الوقت ان تلحق بمهرجان الفلاحين في السنتر وقد يعجبك ، دار بيننا حديث ثم شكرته ثم التفت الى يميني بعد أن بدأ القطار مسيره
كيتزبيول Kitzbuhel هي اولى القرى التي تواجهك في اقليم تايرول وأنت متجه لانسبروك بعد خروجك من زيلامسي .. فبعد تحركنا من زيلامسي كانت اول محطة قطار قابلتنا بعد 10 دقائق تقريباً محطة سالفيلدين .. ثم تابع القطار مسيرة وتوقف عند بعض المحطات .. وهذا القطار هو نفسه المتجه لأنسبروك Innsbruck طيبة الذكر
بعد 40 دقيقة إذا بالقطار يتوقف عند محطة كيتزبيول KITZBUHEL وأبدأ في الخروج من القطار للأستمتاع بمشاهدة القرية وماتحويه من جماليات ..
وصلت الى محطة قطارات كيتزبيول ، وخرجت من المحطة لأبدأ الاستمتاع بالتجول في هذه القرية الصغيرة
وهنا مررت من فوق هذا النهر الصغير والذي يلي محطة القطار ب100 متر تقريباً
بعد اجتياز الجسر الذي يعبر النهر التفت يمنة لأرى الطبيعة الجغرافية لهذه القرية ، انها فعلاً طبيعة القرى التايرولية ، جبال عالية واشجار وارفة
ثم أخذت يساراً أمشي مع هذا الشارع ، يبدو أنني بعيد كل البعد عن منطقةالسنتر ..
بعد مسير ممتع ومشاهدة هذه القرية عن كثب ادركت انني على وشك الوصول للسنتر
اعتقد أن هذا احد أفضل الفنادق الموجودة في القرية ( ايريكا )
اعتقد أنني بدأت ادخل منطقة السنتر ، بعد 20 دقيقة من المشي من محطة القطار هاأنا ضمنت انني لم افوت على نفسي مشاهدة أي شيء في القرية الى هذا المكان
بعدها استوقفني هذا المشهد الطريف ، اب يداعب أبنه وهو يقلبه رأساً على عقب داخل هذه النافورة
مشهد جانبي لبداية منطقة السنتر في كيتزبيول
واحد من عشرات المقاهي التي تكتظ بها شوارع كيتسبيول
منظر آخر لأحد المقاهي الواقعه على طرف الشارع
ماذا تعني هذه الرموز التي على الأرض ؟ لااعتقد انني سأتمكن من رؤية هذه الأشكال البديعه لو لم اكن من المولعين بالمشي
بداية منطقة السنتر ، لازال المكان يزداد حركة وحيوية مع كل خطوة امشيها
فرصة جيدة للتجول بعربات الخيل ورؤية القرية .. الا انني افضل السير كي ارى القرية بشكل مقرب أكثر !
هنا ايضاً أفادني احد الأشخاص عن مهرجان الفلاحين وهو مهرجان في كيتزبيول يصادف مهرجان كيتزبيول السنوي للعازفين ، ومهرجان الفلاحين يخرجون فيه لبيع وعرض بضائعهم من اجبان وفواكه وخضروات ومنحوتات خشبية ومفارش وغيرها
احد الأشخاص يقوم ببيع السلال المحلية في مهرجان المزارعين الذي يوافق هذين اليومين
وهنا نقطة تجمع يحتشد فيها السياح وسكان القرية
وهنا بائعه تقوم ببيع بعض المنحوتات الخشبية والتحف الجميلة
ولاأزال اواصل مسيري في القرية عبر هذا الشارع .. وماأكثر شوارع المشاة لديهم !!
حتى وصلت الى قلب قرية كيتزبيول KITZBUHEL
يتبع ..........
لقد عرفنا أن حدود الحياة هي خروج الروح ، وقد عرفنا أن حدود العمل هي التقاعد
أي بمعنى لقد عرفنا أن لكل شيئ حد ، إلا إبداعك لم نعرف له حدود