- ذكرياتي عن رحلتي لسوريا ولبنان مع وكالة سياحية لمدة تسعة أيام
- مقدمة :
- حقيقة كان العرض مذهل ويوفر الكثير من الجهد والمال.
- يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
- والتجربة خير برهان في معرفة الصورة الحقيقية لسوريا!!
ذكرياتي عن رحلتي لسوريا ولبنان مع وكالة سياحية لمدة تسعة أيام
مقدمة :
إذا كنت ممن بينك وبين القراءة عداوة فأنصحك أن لا تتعب نفسك في قراءة هذه المذكرات لأنها سوف تكون طويلة ومفصلة وفوق ذلك مملة وأنا أعتبر نفسي من أصحاب الميداليات الذهبية في الإملال و(الهذر) وكثرة الكلام والاستطراد لذالك وجب التنويه وقد أعذر من أنذر!! ومن الأفضل لمن أراد قراءة هذه الذكريات أن ينسخها على قرص مرن أو يطبعها على ورق حتى يتجنب الأرقام الفلكية لفاتورة الهاتف إذا كن من المشتركين في الانترنت عن طريق البطاقة مسبقة الدفع.
أما أولئك الذين يستخدمون طرقا أخرى في التصفح فأنصحهم أن يقرءوا المذكرات مباشرة !! وعلى العموم كل واحد (أبخص) بالطريقة التي تعجبه لقراءة المذكرات بس المهم أن لا تزعجوني بالأسئلة عن نوع الكاميرا التي التقطت بها الصور لأنها من النوع الذي يطلق عليه (مشي حالك!!) كما أن بعض الصور التقطتها الوالدة بطريقة احترافية!! بعد أن علمتها على الطريقة الصحيحة للإمساك بالكاميرا وضبطتها عدة مرات وهي ممسكة بها بشكل مقلوب إلا أن هذا لم يمنع ظهور بعض الصور التي التقطتها لنفسها وهي تحاول التقاط صورة لي لأنني سهيت عن تنبيها بتعديل اتجاه الكاميرا!!
أعود إلى بداية القصة (أنت بدأت لكي تعود للقصة!!) كانت البداية من هذه المنتدى وعن طريق عضو من أعضاء المنتدى أسمه( سعKSAودي).
وضع هذا العضو رابط لشركة تعمل في مجال السياحة وكان من ضمن العروض التي طرحتها هذه الشركة عرض لزيارة سوريا ولبنان لمدة تسعة أيام شاملة التنقل ووجبات الإفطار والسكن في الفنادق وأربعة وجبات عشاء مع مرشد سياحي بقيمة(1344 ريالا فقط) طبعا لم يكن السعر يشمل تذاكر السفر وإلا كان الموضوع فيه إن!! ارتفع سعر العرض إلى 1580 ريال لأنني تأخرت في الحجز.
حقيقة كان العرض مذهل ويوفر الكثير من الجهد والمال.
لم تكن وجهتي قد تحددت بعد لكن العرض استقر في الفص الأيمن من دماغي كما أن البرنامج أخذ مكانه في نخاعي الشوكي حتى يحين الوقت.
مرت الأيام وتصفحت كثير من الوجهات السياحية من خلال تجارب الأعضاء في العرب المسافرون واستقر الاختيار على الاتجاه لسوريا ولبنان بالرغم من الكلام الكثير الذي قرأته في المنتدى عن السياحة في سوريا والذي كان (مش ولابد!!) فكثير من الأعضاء الذين سافروا لسوريا أعطوا انطباعا بأنها لا تصلح للسياحة بسبب الاستغلال والغش الذي يعاني منه السائح الخليجي هناك
ولكن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر!!
قلت لنفسي من لها غير أبا سلطان ؟! ألم يقل عنترة في وصف هجومه الكاسح عندما استصرخه بنو عبس:
لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتدافعون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
والتجربة خير برهان في معرفة الصورة الحقيقية لسوريا!!
كنت قد حجزت مسبقا مقعدين لي ولوالدتي حفظها الله لسوريا بتاريخ الثلاثاء 17/8/2004 على الخطوط السعودية وصادف أن كان البرنامج الذي أخبرتكم به يبدأ من يوم الثلاثاء وينتهي الأربعاء (ثمان ليال وتسع أيام) تشمل سوريا ولبنان وسيأتيكم تفصيل هذه الرحلة يوم بيوم على شكل حلقات تبدأ باليوم قبل السفرالأول وتنتهي بنهاية اليوم التاسع.. إن كان بالعمر بقية.
وهنا لي وقفة (وأنا أحب التوقف كثيرا!) مع الأسف الشديد القليل منا من يحرص على اصطحاب والديه للترفيه عنهما بينما تستأثر الزوجة والأولاد أو الأصدقاء بكل السفرات داخل المملكة وخارجها.
وأنا لم أسمع عن أحد ترك زوجته وأطفاله واصطحب والده أو والدته في سفرة من سفراته فلماذا هذه العقوق من الأبناء تجاه الآباء؟!
سمعت قبل سفري برنامج في إذاعة القرآن الكريم يتحدث فيه الضيف عن البر بالوالدين ومن البر الترفيه عنهم واصطحابهم عند السفر فعزمت على المضي قدما فيما نويت عليه من اصطحاب والدتي معي رغما عن ما سوف يسببه ذلك لي من بعض المنغصات في حياتي الزوجية.
وحصل شئ يوم سفري لم أتوقعه واثر في تأثيرا كبيرا سوف أقصه عليكم فيما بعد عندما يأتي دوره في تسلسل الأحداث إذا كان (جلدكم) على القراءة طويلا! وصبركم على كثرة استطرادي عظيما!
عزمت على السفر بوالدتي وترك أطفالي وليحدث ما يحدث رضى الوالدين عندي أغلى مما عداه .. أليست الجنة تحت أقدام الأمهات(وإن كان الحديث فيه ضعف على ما اذكر) ولكن كثير من الآيات والأحاديث حضت على البر بالوالدين وخفض الجناح لهما.
وبعد هذه المقدمة والتمهيد آتي على ذكر ما حصل لنا في رحلتنا من أحداث غيرت صورتي عن سوريا ولبنان واللتان أزورهما لأول مرة في حياتي!!
وإليكم الحلقة الأولى.
كانت إجازتي قد بدأت منذ يوم السبت قضيتها في انجاز بعض الأعمال والتوسط لتوظيف زميل يريد الانتقال من وظيفته الحالية إلى وظيفة أخرى والذهاب مع الوالدة للسوق لشراء بعض المستلزمات المتعلقة بالسفر
( العرب مولعون بالتأجيل والانتظار حتى اللحظات الأخيرة لشراء حاجياتهم والتخطيط لأمورهم الشخصية والعائلية )
اشترت الوالدة حقيبة كبيرة لوضع الأدوية الخاصة بها أدوية السكر والضغط والروماتيزم ووهن العظام والكولسترول وأدوية الاكتئاب والقلق والصداع والحموضة والأدوية الإضافية الأخرى التي تستخدم عند الطوارئ كأدوية المغص والإسهال والغثيان إضافة إلى جهاز تحليل السكر والإبر والشرائط ولو واصلت سرد باقي القائمة لتحول المنتدى من العرب المسافرون إلى العرب المريضون!!
ولي مع المرض والأدوية وقفة أخرى عندما يحين دورها.
بعد أن اشترت الوالدة الحقيبة وبعض المستلزمات الأخرى عدت إلى البيت لأبد فصلا جديدا من تهدئة الخواطر ( مع الاعتذار لمشرفنا!!)
خواطر أم سلطان التي لم تستطيع إخفاء تبرمها وتضايقها من سفري دون اصطحابها هي والأولاد.
وطوال شهرين من التحضير للسفر وأنا أحاول تهدئة هذه الخواطر وإعطاء الوعود تلو الوعود بأنني سوف أعوضهم بسفرة أخرى في السنة القادمة إنشاء المولى إلى (سيريلانكا).
وأم سلطان تعتقد بأن وعودي تلك كوعود (شارون) للفلسطينيين أو وعود (بوش) بالحرية للعراقيين!!
ولم تقتنع إلا بعد أن أدخلتها لمنتدى العرب المسافرون وأريتها الموضوع الذي كتبه أخونا العضو في المنتدى( أبو عمر) ورأت صور سيريلانكا حتى هدا بالها وصدقتني بالرغم من المثل المصري المشهور ( يا مئامنا الرجال مئامنا الميه في الغربال!!).
ومما زاد من خوفها وشكوكها أنني مسافر إلى سوريا ولبنان!!
وضع خط تحت كلمة لبنان!! أي امرأة عاقلة تسمح لزوجها بالسفر إلى لبنان لوحده؟!
ولو لم تكن معي والدتي لفرضت علي حظرا كاملا وسحبت زواج سفري !!
المهم (عدى) هذا اليوم على خير وأعلنت أم سلطان موافقتها النهائية قبل سفري بيوم واحد! وإن كان ما زال في نفسها شئ من حتى!
كنت قد اتصلت بالوكالة السياحية والتي يقع مقرها في جدة واستفسرت منهم عن كيفية ارسال
رسوم الرحلة فأبلغوني برقم الحساب الذي أحول له المبلغ واستلمت منهم فاكس بالبرنامج وعدد الليالي
أقدمه لمندوبهم في دمشق عند الوصول
وجاء موعد سفري وحدث فيه أمر حرك عواطفي وشعرت بغصة في حلقي كغصة عادل إمام في شهادته شاهد ما شفش حاجة عندما طلب الكوكاكولا!! ما هو هذا الحادث؟! واصل النقر على (الفأرة) لمتابعة التفاصيل.