شهد الإقبال الكبير للسياح على مدينة مراكش ازدهار دور الضيافة و "الرياضات"، المتواجدة وسط وسط المدينة القديمة. هذه الدور أضحت قبلة للسياح خاصة الأوربيين، بعض هذه الدور كسلطانة، تقدم منتوجا منوعا للزبون، فغرفة واحدة بكل ما تتطلبه من إقامة مريحة تصل إلى 450 دولار، وتقدم للزبون خدمات متنوعة، هذه الدار مثلها مثل عدد كبير، من الدور المصنفة في مدينة مراكش المغربية.
الزبناء يقصدونها بحثا عن الهدوء وسعيا للاطلاع على سحر المغرب "أفضل الرياضات لأنها تقدم للسائح صورة عن تاريخ هذا البلد المسلم" توضح كاترين، السائحة الفرنسية. المغاربة كذلك بدأوا يقبلون على دور الضيافة "خلال انتقالي إلى مدن المغرب العتيقة كمراكش وفاس وشفشاون أفضل الإقامة في تلك الدور، لأسباب كثيرة، فهي مريحة كما أن أصحابها لا يتشددون في الإجراءات الإدارية كثيرا كما يحدث في الفنادق، وخدماتها مريحة تشعر الزبون بالحميمية" يؤكد فريد الموظف في القطاع البنكي.
دور الضيافة أثارت نقاشا كبيرا في مدينة مراكش، لأن غالبية تلك الدور أضحت في ملكية أجانب، كما أن سكان الأحياء الشعبية والرياضات بدؤوا يغادرون الأحياء القديمة بحثا عن شقق في العمارات الجديدة "الطريقة التي تتكاثر بها تلك الدور يهدد النسيج الاجتماعي لأحياء مراكش القديمة، فالسياح يأتون للاختلاط بهؤلاء السكان غير أنهم الآن وجدوا أنفسهم في ضيافة مواطنيهم، وهذا سيؤثر على السياحة وعلى المدينة" يحذر سعيد أحد مالكي الرياضات القلائل من المغاربة في المدينة. في هذه الرياضات لا يتعب السائح في التواصل مع العمال وإدارة دور الضيافة، فكلهم يتكلمون الفرنسية، بل لجأ عدد من أصحابها إلى توظيف فرنسيين للإشراف على أمور إدارية وتنظيمية.
تهمة أخرى تتوجه غالبا إلى هذه الدور، وهي وصف بعضها ب"أوكار الدعارة"، وكانت عدة قضايا مثيرة عرضت على القضاء المغربي بخصوص الاستغلال الجنسي للفتيات والفتيان، واتهمت بعض الدور في قضايا أخلاقية، كما سبق لعائلات مغربية مازالت تقيم غير بعيد عن تلك الدور، أن اشتكت من تلك الممارسات اللا أخلاقية، وقد قدمت إحدى الجمعيات المدافعة عن السكان بشكاية ضد بعض الدور وطالبتها بالتدخل لوقف ما سمته "الميوعة" التي يتسبب فيها الأجانب.
بالإضافة إلى الدعارة، يتهرب بعض مالكي تلك الدور من الضرائب، إذ يؤكد في تصريحه للسلطات المحلية الى أنها للإقامة الشخصية، لكن سرعان ما يتم كراء شققها إلى مواطنيه من السياح، وهذا الوضع دفع بوالي جهة مراكش تانسيفت الحور، أخيرا إلى ضرورة احترام هذه الدور بالإطار القانوني المنظم لتلك الدور. فعددها في مدينة مراكش حاليا 750 دارا بينما لا ينخرط في جمعية لتلك الدور سوى 60 عضوا. وتبلغ عدد الدور المنصفة حاليا قرابة 421 دارا، ويبلغ عدد الأسرة فيها 5750 سريرا، وتمثل تلك الأسرة 18 في المائة من السعة الإيوائية بالمدينة، غالبية تلك الدور توجد بالمدينة العتيقة، إذ تمثل 75 في المائة من مجموع الدور.
يعتمد المغرب على هذه الدور لتنويع منتوجه السياحي، غير أن العشوائية التي ينظم بها هذا القطاع تجعل الرابح الأول منها هو الأجانب الذين يحولونها من فضاء للإقامة إلى فضاء لجلب المال.
تحقيق تم نشرة بإيلاف ..