بنت مصريه
12-01-2022 - 07:13 am
عطر القاهرة القديمة في خان الخل
خان الخليلي هو أشهر الأحياء الأثرية الإسلامية في مصر، ويعتبر مقصدا هاما للسياحة المصرية حيث يشتمل على الحرف التقليدية والتراثية والبيئية، باعتبارها أحد أهم الموروثات الثقافية والحرفية المصرية.
وكلمة "خان" تعود إلى أصول تركية وتعني الشارع الضيق المكتظ بالمحلات الصغيرة.
ويعود تاريخ منطقة خان الخليلي، إلى الأمير المملوكي شركس الذي بنى هذا الخان، ثم اعيد توسيعه, وترميمه يعود في عهد السلطان المملوكي قنصوه الغوري عام 1511، حيث أعاد اليه الحياة التجارية فأصبح على ما تؤكد المراجع التاريخية مركزاً للحياة الاقتصادية في مصر إبان الحقبة المملوكية.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تابع العثمانيون عملية توسيع الخان بنحو 5500 متر ليشمل أحياء الأزهر والمرجوش والجمالية والصناعة والفورية والخمرادي والمؤيد.
وتعتبر منطقة خان الخليجي بحوانيتها المختلفة متحفا عملاقا يفتح أبوابه للسائحين على مدار الساعة ليلا في القاهرة القديمة ليشكل في مجمله مركزا للجذب السياحي لرؤية ما ابدعه الفنان المصري من مصنوعات وصياغات.
وما زال هذا المكان يحتفظ بأصالته مثل صناعات الحفر على الخشب واشغال الأرابيسك اليدوي، وتطعيم الخشب بالصدف والنقش على النحاس والفضة والتماثيل والتمائم الفرعونية، والرسم على أوراق البردي والزجاج الملون والمشغولات اليدوية من الحلي والعقود وكذلك المطرزات . ويلقى هذا المكان رواجا هائلا لدى السائحين الأجانب والعرب من جميع الجنسيات على مدار العام حيث يوجد هناك كذلك مقام رأس الإمام الحسين (عليه السلام)، فخان الخليلي له مذاق خاص في الزيارات لاسيما في شهر رمضان حيث يكون السهر في رحابه حتى الفجر وله بريق خاص في كل الأيام والليالي.
ولهذا المكان طابع خاص وممتع لاسيما في التجول بداخله، حيث يجد السائح المنتجات المصرية الأثرية كالمصنوعات الجلدية والفضة والعطور الشرقية المركزة وغيرها، ويمكن الجلوس في المقاهي الشعبية لتذوق شراب الكركديه والشاي بالنعناع والشاي الكشري وغيرها من المشروبات التي يشتهر بها المصريون.
نجد أيضا في خان الخليلي محال لبيع الأحجار الكريمة كأحجار الفيروز والأماديتس والزمرّد والروبي والياقوت والعقيق والمرجان وغيرها من الأحجار الثمينة، أما صناعة الفضة في مصر فتلقى رواجا كبيرا من جميع السائحين، خاصة الزوار العرب من دول الخليج.
ويختلط كل هذا التراث العريق بروائح الدكاكين ومخازن العطارة بالعطور الطبيعية من بخور ومسك وعنبر وجوزة الطيب والاثنتي عشرة زهرة الفرعونية، ومنها ما ينسب لملوك مصر وملكاتها توت عنخ آمون، ونفرتيتي وحتشبسوت، ورمسيس الثاني وكليوباترا، وتتمثل المصادر الأساسية لهذه العطور من الزهور مثل الياسمين والورد المصري والفل وزهرتي اللوتس والبنفسج. أما الصناعات الجلدية من شنط وأحذية ومحافظ نقدية فتصنع من جلد البقر وجلد الجمل.
وهناك في خان الخليلي مقهى الفيشاوي، الذي تمتزج فيه جميع الفئات والمستويات الاجتماعية المختلفة ويعتبر من أقدم المقاهي في تلك المنطقة، حيث تأسس منذ حوالي 240 سنة من قبل عائلة الفيشاوي، ثم جاءت شهرته من خلال التقاء الأدباء والفنانين والشعراء فيه قبل صلاة الفجر مثل نجيب محفوظ وكامل أمين وفريد الأطرش ومحمود المليجي وكمال الشناوي وفايزة احمد، وحتى الآن نجد صور هؤلاء المشاهير قد علقت في أرجاء المكان لتكون ذكرى حميمة لا تنسى أبداً ويراها السائحون.