- جوهرة في حي الأزهر
- بيت «الست وسيلة» يتجمل ويستقبل مؤتمرا للشعر العربي
جوهرة في حي الأزهر
بيت «الست وسيلة» يتجمل ويستقبل مؤتمرا للشعر العربي
افتتح في القاهرة بيت «الست وسيلة» الذي يعد أحد المواقع الأثرية الهامة في حي الأزهر التاريخي بالقاهرة. وقررت وزارة الثقافة المصرية تحويله إلى مركز ثقافي، وعلى ذلك سيشهد البيت فعاليات مؤتمر الشعر العربي الذي يقيمه المجلس الأعلى للثقافة في يناير القادم وتشارك فيه نخبة من الشعراء العرب على مدى ثلاثة أيام.
ينفرد البيت بعمارة فريدة من نوعها حيث تزين جدرانه وأسقفه زخارف ورسوم إسلامية بديعة يتميز بها عن بيوتات أخرى تجاوره مثل «بيت الربعماية» وزينب خانون ومنزل الهراوي وقاعة شاكر بن الغنام ومدرسة العيني وسبيل ووكالة السلطان قايتباي.
ظل بيت «الست وسيلة» طوال فترة من الزمن مهجورا ومتروكا وحار فيه علماء الآثار، ومثل طابعه المعماري الخاص لغزا لهم لما ينقص البيت من أجزاء أساسية، حتى تعهد جهاز مشروع القاهرة التاريخية بالعمل على إحياء هذا البيت لكونه من البيوت النادرة في القاهرة.
ويعكس البيت براعة معمارية فذة وقيما جمالية عالية، فهو يتمتع بالتطويع المعماري للبيئة المحيطة التي استغلها المعماري لمصلحة رفاهية أهل البيت بالإضافة إلى احترام الخصوصية وتقديسها كما هو الحال في معظم بيوت القاهرة القديمة التي تكفل لقاطنيها درجات مختلفة من الخصوصية طبقا للحاجة بدءا من المدخل مرورا بالصحن حتى السلالم وغيرها من العناصر الإنشائية والمعمارية الأخرى في المنزل.
والبيت أسسه الحاج عبد الحق وشقيقه لطفي وأولاد الحاج محمد الكناني عام 1664 ميلادية وينسب إلى الست وسيلة آخر من امتلكته وسكنته وهي «وسيلة خاتون بنت عبدالله البيضا» معتوقة المرحومة الست عديلة هانم بنت المرحوم إبراهيم بك الكبير وتوفيت عام 1835.
وللبيت واجهة رئيسية هي الشمالية الشرقية وجزء من الواجهة منه ما هو جنوبي وشرقي وباقي الجهات ملاصقة لمبان حديثة، وفيما يتعلق بالواجهة الجنوبية الشرقية فهي ملاصقة لمنزل عبد الرحمن الهراوي بينما يتوسط الجزء العلوي فتحة شباك للقاعة العلوية، ومن المرجح أنه كان يحوي مشربية.
وتعد الواجهة الشمالية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للبيت وتطل على زقاق «العنبة» الشهير بالحي، كما أنها مبنية من الحجر الجص المنحوت على شكل مداميك متراصة ويفتح بها بابان الأول بالطرف الشرقي منها. وبالضلع الشمالي الغربي لفناء البيت فتحة باب تصل منها إلى قاعة كبيرة وغرف البيت والطابق العلوي. ويضم البيت قاعة استقبال مستطيلة ذات أرضية من بلاطات حجرية وفي الشمال الشرقي فتحة شباك ذات مصراع خشبي. وفي جهة الشرق ثلاثة مداخل أكبرها أوسطها وفي الضلع الشمالي الغربي ثلاث فتحات أخرى فيما غطى هذه القاعة سقف من عروق خشبية مزينة بزخارف نباتية تمت إعادة إحيائها عن طريق متخصصين في الجداريات.
وصحن المنزل مستطيل الشكل يتم الوصول اليه عبر المدخل السابق ومن خلال الصحن «الفناء» يستطيع الزائر الوصول إلى باقي العناصر المعمارية للمنزل، اذ قام المعماري بتوزيعها على ثلاثة أضلع فقط من الصحن.
ونظرا لأن البيت الأثري كانت به العديد من اللوحات الجدارية والتي اختفت قبل عدة سنوات، إلى أن عثر عليها فريق الترميم في أحد المخازن بقلعة صلاح الدين في القاهرة، ولذلك تم نقل الصناديق وعددها أربعة عشر صندوقا إلى مخازن هيئة الآثار في ذلك الوقت بمنطقة القلعة وبعد طول بحث تبين اختفاء أحد الصناديق، ووجد في بيت السناري الأثري وتم ترميم تلك اللوحات بالقلعة نظرا لسوء حالتها التي منعتها من النقل للموقع بسلام إلى أن تم نقلها إلى الموقع لاستكمال ترميمها وإعادة تركيبها بمكانها الأصلي.
ومن المعروف ان هذه المناظر الجدارية كانت من أساسيات التجميل في بيوت تلك الفترة وان كان معظمها قد اندثر اما لعدم اهتمام قاطنيها بتلك اللوحات أو لعدم إمكانهم تحمل تكلفة صيانتها أو كما هو المرجح تغير الذوق الفني على مر السنين وعدم الاهتمام بالحفاظ عليه.
وأثناء العمل في المنزل تم إجراء الحفائر للكشف عن أجزاء المبنى والوصول لخير تصور للمبنى وعناصره المفقودة والمتمثلة في فسقية المنذرة الرئيسية التي تم العثور عليها تحت الرديم الكبير بالبيت والتي تتوسط فراغ المنذرة الرئيسية، ولم يتم الكشف عن أي آثار للفسيفساء أو الرخام الذي كان يكسوها.
ويضم البيت نماذج نادرة من اللوحات الزيتية للاماكن المقدسة في الحجاز، حيث يوجد بالجزء الشمالي للقاعة رسم لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إضافة إلى رسومات منازل في المدينة المنورة، فيما تضم اللوحة الأخرى منظر الكعبة المشرفة والحرم المكي ومنازل مكة التي تحيط بالحرم بشرفاتها الصغيرة.
والك كل الشكر