في رحلة خاطفة وقت أمطار البركة يوم الثلاثاء الموافق الرابع من شهر المحرم لعام 1433ه كانت رحلتنا لرؤية سيول جبل حمراء جودة وهي على غرب مدينة جودة قرب الطريق السريع الرياض الدمام .
وقد رافقني الأخوة محمد الفارس وطلال الخليوي في هذه الرحلة التي ابتدأناها صباح الثلاثاء وعلى مسافة 120 كيلومتر غرب الخبر وعند مفرق جودة أخذنا الطريق المحاذي بين جبل حمراء جودة والطريق السريع لنعبر المسافة بين كثبان رملية وأرض طينية هشة كانت مزعجة جداً وقت الامطار وكادت أن تسبب لنا المتاعب لولا فضل الله وحفظه.
كان الجو باردا والهواء قويا متسارعا والغيوم متلبدة والرذاذ مستمر بديم جعلها الله أمطار خير وبركة.
ومن التساهل في ركوب الرمال أحيانا وظناً منّا أن الأمور سهلة ووقت الأمطار في بداياتها عادة تكون الرمال مصيدة بحيث تقسى الرمال السطحية بفعل الماء لسماكة 10 سنتمتر ومن الأسفل تكون هشة وإن ركزت العجلات في مثل هذه الحالة كما حصل لنا فالويل والويل لمن كان حظه كحظنا..
مكثنا تقريبا في محاولتين للخروج من هذه الرمال الناعمة والتي سقطنا فيها لساعة ونصف ولم تسعفنا الألواح التي معي عادة في مثل هذا الوضع بجعلها أسفل العجلات، لكننا بالنهاية وبعد تنفيس العجلات ووضع الالواح التي تمنع انغراس العجل لم يكن لنا بد من أستعمال الجك الكبير والذي رفع السيارة من الدعامية لنضع الألواح بكل سهولة ونخرج بعدها حامدين الله على أن فكّنا من تلكم الحادثة المزعجة ولتي أخرتنا كثيراً.
كان أستعمال الألواح الصفراء غير مجديا بسبب نعومة رمال المنطقة.
وكأن أستعمال الجمبو جك هو الملاذ الأخير بعد الأستعانة بالله
بلغ التعب منّا مبلغاً كبيرا بسبب الرياح الشديدة الباردة والرمال السافية على وجوهنا ورذاذ المطر الخفيف
وانتهينا بحمد الله من تجربة وأتجهنا الى جبل حمراء جودة لنكمل زيارتنا الى تلك المناطق والوقت ضحى تقريبا الساعة 11 صباحا .
وعندها بدأ المطر بالأزدياد في الهطول .
وصولنا لأصبع حمراء جودة الشهير وهو علم بالمنطقة ويقع الى الجنوب من جبل حمراء جودة بين الرمال والأرض الطينية .
وحينها كان الوقت ملائما لتناول وجبة الغذاء والاحتماء بأحد كهوف حمراء جودة المتعددة وأخترت منها كهف الرحال وأطلقت عليه التسمية لأكتشافي له ولم يعرفه أحد من قبل وكان ملاذا آمنا بأمتياز لتجاويفة الممتدة للداخل وبعدها عن تيارات الهواء وصعود ونزول بين تجاويف تشعرك وكأنك في باطن الارض ، كما أن نهايته عبارة عن صالة متسعة ارتفاعا وأما مساحة الارض في خمسة في خمسة أمتار ولكن السقف مفتوح بأرتفاع 30 مترا .
مدخل الكهف من جهة الجنوب وفتحته غير واضحة للعيان بسبب سقوط أحد الأحجار عليه.
صورة للصالة المظلمة ماعدا فتحتها من السقف على أرتفاع 30 مترا.
مع احد الزملاء لأعداد المكان وترتيب الغذاء.
وشبة حطب الغضا المتوفر بالمنطقة لتناول الشاي الحار بهذا الطقس البارد
محتمين بصخور الكهف الكبيرة عن تيارات الهواء والمطر
جلسة كايفة لنا في أحد تجاويف الكهف الرائعة.
ياهلا والله محييكم تفضلو تدفّوا من البرد.
صورة لمدخل الكهف وأحد الأخوة بالصورة.
صورة لبداية السيل لأحد الشعبان بالمنطقة ..كم هي رائعة تلك اللحظة..
وبدات السيول الجارفة تكبر شيئا فشيئا حتى عاد المكوث بالمنطقة خطيرا وقد أستطعنا قطع العديد من الشعبان لكننا فضلنا العودة بعد أن قطعنا شوطاً ولمسافة 15 كيلومتر حول الجبل المسنى حمراء جودة .
واليكم الصور التي تتحدث عن نفسها لسيل جعله الله سيل خير وبركة وعم بنفعه الجميع.
والمنطقة زاخرة بالعديد من الشعبان والتجاويف والكهوف الرائعة التي جعلت منها مزار للعديد من محبي الترحال والزيارات الربيعية ، وها أنا أنتهي في مساء يوم الثلاثاء من زيارة رائعة للمنطقة التي أنحصرت في جبل حمراء جودة والذي كان وقت الامطار ماتعا وجميلا وأشبعنا برؤية السيول والشلالات والألتجاء بالكهوف الطبيعية البديعة التي كانت هي الاخرى من مناطق الجذب لكل هاوي الترحال والكشتات.
وبعد إرخاء الليل ستاره والخروج من المنطقة قبل الظلام لئلا نقع في مصيبة أكبر مما وقعنا ببداية هذا اليوم فالسلامة مطلب شعبي والى النفود ومنها الى الطريق السريع لنحمد الله أن وفقنا لهذه الرحلة التي رأينا فيها سيول الخير وهطول البركة في أراضي جودة جعلها الله أمطار خير وبركة وعم بنفعها الجميع .
أخوكم وائل الدغفق -رحال الخبر
الثلاثاء الرابع من محرم للعام 1433ه