- جدة زمان
- بقلم : عابد هاشم
- المصدر : صحيفة عكاظ - يوم الجمعة 16-11-1432ه
جدة زمان
بقلم : عابد هاشم
- «جدة زمان» هو عنوان حملته تلك المسابقة التشكيلية التي بادر للمشاركة في تجسيد هدفها التفاعلي البناء، أكثر من مائة فنانة وفنان ساهموا بتقديم ما يعبر عن ردة فعلهم الغيورة والجادة أمام رفض منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إدراج المنطقة التاريخية في جدة ضمن قائمة التراث العالمي. فطرزوا من فيض حسهم الفني الصادق ومسؤوليتهم الوطنية الأمينة، تفاصيل ملحمة إبداع من خلال لوحات فنية تفوح بعبق الأصالة. وتزهو بمكنوزات تليدة ومورث عريق يحكي بما ظل من شواهده على أرض الواقع في حارات جدة القديمة، ومبانيها المترعة بفنون المعمار السهل الممتنع قياسا لقدم تاريخها المفتقر لأي تقنيات ومعدات، والمتكئ على مواهب وملكات وإبداعات فطرية عززت بقوة الإرادة وشحذ الهمم وغزير الصبر عظيم البذل، وبفضل الله ثم بهذا القدر من المقومات التي أودعها عز وجل في أولئك الأوائل من الأجداد والأفذاذ بشكل عام، ومن شيدوا أمجاد وصروح ونقوش وتصاميم وفنون هذا التراث العريق والعتيد على وجه الخصوص فما بقي من شواهد أمجاد أولئك الرجال العظماء في حارات جدة القديمة ومنطقتها التاريخية، يبعث مع كل الفخر والاعتزاز بما كانوا عليه بناة منجزاته من إعجاز و إبداع يتجلى في اعتمادهم على توظيف خامات البيئة، وما ذكر من قدراتهم ومواهبهم وعزائمهم، ليقدموا تلك المباني المبهرة في تعدد طوابقها وجماليات رواشينها ونوافذها بأرقى حرفية الفنون الخشبية التي سبقت زمنها وأدواتها بعقود السنين، أقول يبعث كل هذا شديد الأسى على ما أصاب هذا الكنز التاريخي الوطني من تآكل قضى على بعضه بين انهيار وحريق ولا يلوح على أرض الواقع ما يحول دون مضاعفة هذا الفقد الذي لا يعوض ولا يقدر كل شبر منه بأموال الدنيا
- • ولذلك يحسب لهذه النخبة من تشكيليي جدة نهوضهم بهذا الدور التفاعلي الغيور من خلال مسابقتهم التشكيلية التي انطلقت في منتصف شهر شعبان الماضي، وتضمنت أعمالا فنية تهدف في مجملها إلى التوثيق لما تحفل به المنطقة التاريخية في جدة من تراث عريق، ليس هذا فقط، بل حملت هذه المبادرة على عاتقها كما أشارت منظمة هذه المسابقة دعاء ثابت، مواصلة دأبها وإيصال مخرجات هذا المعرض الفني التوثيقي للعالم أجمع ليبصر ويتأمل ويدرك بأن المنطقة التاريخية في جدة جديرة بأن تكون ضمن قائمة التراث العالمي
- • هكذا يكون حس الفنان وتفاعله، ورسالة الفن ودورها الإيجابي في خدمة المجتمع والتفاعل مع همومه، ويا حبذا تعزيز هذا الدور بملء المساحات الخالية في الواجهات والمباني والجدران في جدة ببعض هذه الرسومات، والله من وراء القصد.
المصدر : صحيفة عكاظ - يوم الجمعة 16-11-1432ه
رأي شخصي : فاقد الشيئ لا يُعطيه ، كيف نطالب منظمة اليونيسكو بضم المنطقة التاريخية في جدة ضمن قائمة التراث العالمي ، في حين أن الأخيرة لا تلقى أي اهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة محافظة جدة ؟ وما انهيارات العديد من المباني التاريخية واحتراق بعضها وترك البعض منها مسكنا للمتخلفين إلا دليل دامغ على مدى التقصير والإهمال تجاه هذا التراث القيِّم
وعندنا مع الاسف العكس المناطق التراثية =مباني متهالكة وخطرة
الله يستر بس لايقولوا حقون اليونيسكو بعد مايشوفوا لوحات التشكيليين نبغى نشوفها على الطبيعة
الله يصلح الحال