بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أيها الاخوة الاعزاء أعضاء ومتصفحي هذا المنتدى العزيز يسعدني أن أقدم تقرير رحلتنا الشامية الاولى لصيف 1428ه
الحلقة الاولىكانت انطلاقتنا من الطائف عصر الاربعاء لعشر ليال خلون من شهر رجب لعام ثمانية وعشرون وأربعمئة وألف للهجرة ونحن عائلة واحدة (7) أشخاص وبالطبع أنا أمير الرحلة (جبرا) وبجانبي عضدي الايمن زوجتي الغالية تراعي أحوال الامير ورعية الامير وتنبهني ان تجاوزت السرعة أو تشاغلت بأي أمر أثناء القيادة وهي أيضا جزاها الله خير تقدم لي القهوة والتمر والحلى والشاي والساندويتش أي خدمات درجة أولى وتقدم أيضا نفس الخدمة لبقية المرافقين ولكن بمستوى أقل أي خدمات درجة سياحي وهناك مساعدي الشبل ياسر والذي يقود السيارة عندما أكون مرهقا وكان له دور كبير في مساعدتي في أعباء التحميل والتنزيل طوال هذه الرحلة وكل المرافقين الآخرين كان لهم أدوار مساعدة أثناء الرحلة، حتى أصغر المرافقين (سديم) (5)سنواتdata_travel/data/2291/medium/jpg0035.jpg كانت تسلينا في الرحلة وتتشاقى ودوما ماتزرع البسمة بتقليدها السريع للهجة السورية وبهذه العائلة الصغيرة كانت انطلاقتنا وذلك بعد أن جهزنا راحلتنا بالزاد والمتاع ولم ننس تركيب الرائي في سقف راحلتنا وتأمين مايلزم من برامج ومن ذلك مسرحية (شقتكو) للضبعان وعدد من الاشرطة المسموعة قران ومواعظ ووناسة (حورنيات 4وأبوملوح) لكي يستونس الابناء خلال الرحلة ونستغل بعض الاوقات المناسبة للاستماع إلى أبوبشيت والراشد في مواعظ مناسبة وذلك من نعم الله العظيمة علينا
data_travel/data/2291/medium/jpg0004.jpgوكانت وجهتنا الاولى بيت الله الحرام ومع مرورنا من عند هذا المسجد
data_travel/data/2291/medium/jpg0009.jpgنوينا العمرة ووصلنا بيت الله الحرام
data_travel/data/2291/medium/jpg0014.jpgثم أتممنا عمرتنا بفضل الله وبحثنا عن سكن نقيم فيه إلى عصر الغد باذن الله ويسر الله ذلك وتزودنا من مكة بما يقارب (60)دينار أردني وحوالي (10) آلاف ليرة سورية وندمت لاحقا اني لم أتزود بأكثر من ذلك من هناك فلم أجد في سوريا سعر تحويل عملة أفضل من ذلك، وعدد (2) جالون 5 ليتر ماء زمزم هدية لمن تحصل بيننا وبينه جيرة ومحبة في سوريا ، ثم بعد صلاة العصر واصلنا المسير متجهين مباشرة إلى مدينة الحبيب (محمد) عليه من الله أفضل صلاة وتسليم
data_travel/data/2291/medium/jpg0020.jpgووصلنا هناك حوالي العاشرة ليلا وبحثنا عن سكن قريب من الحرم النبوي الا أن الاسعار كان مبالغ فيها ثم وجدنا شقق مفروشة نظيفة اجارها مناسب بالقرب من أمارة المدينة بمقربة من الحرم وبعد صلاة الجمعة في اليوم التالي قمنا بالسلام على أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، وبعد صلاة العصر شددنا الرحال مرة أخرى متجهين إلى حائل عن طريق القصيم ووصلنا هناك حوالي التاسعة ليلا وبتنا ليلتنا هناك لننطلق فجرا إلى الجوف سالكين عملاق النفود الجديد وهو بحق عملاق. طريق سريع مزدوج فسيح يمتطي كثبان الرمال العظيمة متخطيا بحرا من الرمال
ومدخله غير واضح من ناحية حائل وعليك بالسؤال والتأكد وأول مامسكنا هذا الطرق كنا تقريبا وحيدين عليه حتى أنا شككنا أن يكون هو الطريق المطلوب حتى وجدنا سيارة متوقفة بالجانب الآخر فتأكدنا من صاحبها أننا على الطريق المطلوب وواصلنا مسيرنا مستمتعين بالنفود وعظمة خلق الله ولم يكن هناك إلا القليل من السيارات العابرة بالاضافة الى شاحنات ومعدات الشركة المنفذة لهذا الطريق وربما يعود سبب ذلك إلى حداثة فتح الطريق ولازال بالطريق بعض التحويلات الا انها تحولك من مسار إلى لآخر فقط أي أنك تسير على الطريق الجاهز الآخر ، ومررنا بقافلة أبهجنا مرآها وجمالها
data_travel/data/2291/medium/jpg0033.jpgحتى وصلنا إلى نهاية الطريق فإذا هو ينتهي بقرية بها مباني بعضها حديث شككنا في الأمر هل من الممكن أن تكون هذه هي الجوف فتوقفنا وسألنا سائق شاحنة هل هذه هي الجوف فأجاب أن نعم هذه هي الجوف ولازلت إلى وقت كتابة هذه الاحرف أشك أن تلك القرية التي مررنا بها هي الجوف ،وسألنا عن طريق القريات فدلنا عليه مع أن اللوحات واضحة هناك لكن للتأكد فوضعنا لايسمح بالأخطاء وتوقفنا لدى محطة ساسكو لأخذ قليل من الراحة والتزود بالشاي والماء البارد ودورات المياه أعزكم الله كانت في حالة سيئة ووجدنا حافلة بها ركاب شاميين يأخذون قسطا من الراحة وكان ذلك مؤشر لنا بأننا بتنا قريبين من الشام فأرتفعت المعنويات وحثثنا المسير إلى القريات التي وصلنا اليها مع الظهر وكانت الأجواء حارة ثم بعد قليل من البحث والسؤال داخل المدينة ذات الطرقات السيئة على الرغم من النهضة العمرانية وجدنا شقق نظيفة جيدة
أقمنا فيها استعدادا لدخول الشام واستكمالا لأي متطلبات نحتاجها قبل مغادرة بلادنا الحبييبة.
وفي فجر اليوم التالي انطلقت بنا راحلتنا على بركة الله باتجاه منفذ الحديثة وتوقفنا لدى احدى المحطات للتزود بالوقود ثم إلى المنفذ
data_travel/data/2291/medium/jpg0046.jpgولم تواجهنا أي مشاكل في المنفذ السعودي ثم المنفذ الاردني وهناك تم تأخيرنا حوالي الساعة لوجود ملحوظة فيما يبدو عند اسمي لديهم وذلك على جوازي فقط اما جوازات العائلة فقد ختمت بدون أي ملحوظات وسئلت عن اسم أمي رعاها الله ووظيفتي ثم بعد فترة من الوقت تم ختم جوازي واعطائي البراءة ، ولم يظهر لدى الجمارك الاردنية أي اهتمام بدفتر التربتيك بل اكتفوا بادخال معلومات السيارة وأخذ التأمين المطلوب ولولا اصراري لما تم توقيعه منهم ثم انطلقنا على بركة الله في الاراض الاردنية متجهين إلى الازرق باحثين عن الكبدة والافطار الشهي ووصلنا إلى هناك وكان لنا ما أردنا بفضل الله
وبعد الافطار كان الحساب (12) دينار وهو مبلغ كبير علما أننا لم نطلب سوى معلاق كبدة وماء والقهوة والشاي معنا فقد أعدتها مديرة الرحلة وفقها الله قبل تحركنا من القريات كعادتهاوبعد المساومة وصلنا إلى (10) دنانير علما بأننا متفقين في البداية على (9) دنانير وأغلب العاملين في المحل من الجنسية المصرية ومدير المطعم أردني موجود مشرف على أعمال الطهي والمحاسبة
data_travel/data/2291/medium/jpg0049.jpgوانطلقنا بعد ذلك باتجاه الحدود الاردنية والسورية وأغلب الطريق كان سيئا كما يعلم الجميع ولم تواجهنا أي مشاكل بفضل الله ولم أترك لأحد فرصة لمساومتي بل أنهيت اجراءاتي بنفسي وهناك بعض الاستغلال يحتاج إلى التأكد لماذا هذا المبلغ قبل دفعه لتجنب الوقوع في فخ الاستغلال لكن الوضع عموما في الجوازات السورية كان جيدا وبهذه البداية الطيبة زال عن نفوسنا جزء كبير من القلق الذي كان يساورنا جراء كثير من الاشاعات التي كانت تروج عن الاوضاع التي يقابلها السعوديون في سوريا، ثم انطلقنا في الاراض السورية مرورا بدرعا والاراض الزراعية التي تحف جانبي الطريق تكحل عينيك بأشجار الزيتون والخوخ والعنب وأشجار مثمرة كثيرة لاتستطيع تمييزها بدقة وانت تسير على الطريق وكان هدفنا هو منطقة ريف دمشق (الزبداني وبلودان) فلم نعر اهتماما لما سوى ذلك خصوصا وأن الاجواء كانت حارة ولاتساعد على التوقف أو المرور بداخل المدن والتعب والملل بدأ يتسرب إلى بعض أفراد العائلة فواصلنا المسير إلى أن دخلنا دمشق وبدأ الزحام وعند توقفنا عند احدى الاشارات سألت صاحب سيارة أجرة عن الاتجاه إلى الزبداني فوصف لي الطريق بكل رحابة صدر ثم قال لي اتبعني حتى أوصلني مشكورا إلى بداية الطرق ثم ودعني وكانت هذه بداية أخرى مشجعة لنا حيث كان يجثم على صدورنا صورة مظلمة عن الناس في دمشق
وفي الحلقة القادمة نكمل المسيرة باذن الله.
أبو ياسر حفظك الله ورعاك
ترددت كثيراً في الكتابة لأعبر لك عن الشعور الذي بدأ يسري في نفسي تجاه رحتلك
أنت والعائلة الكريمة . لا أستطيع إلا أقول لك الحمد على سلامتك أنت والعائلة
والله لايحرمكم من المتعه في الدارين مثلما أمتعتنا في هذا التقرير .
وننتظر منك سرد المزيد عن تلك الرحلة . وفقك الله ورعاك
.