- منقول للعلم
- "تاكسي: حواديت المشاوير": مواجهة الخراب بالنكته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا طبعا عارفين اننا لم بنركب مع اى سواق تاكسى فىمصر
يمطرنا بسيل غزير من القصص والحواديت والتى تتعدى الخرافات والاساطير فى بعض الاحيان
ولقد شدنى هذا العنوان
واتمنى ان ينال اعجابكم هذا الكتاب
منقول للعلم
"تاكسي: حواديت المشاوير": مواجهة الخراب بالنكته
أول ماجذبني إلى كتاب خالد الخميسي "تاكسي: حواديت المشاوير" ترويسة الطبعة الثانية عشرة التي احتلت مكاناً بارزاً على غلافه، ولها يعود الفضل في اقتنائي للكتاب الذي اكتشفت فيما بعد وأنا أتصفحه أن هذه الطبعات الاثني عشر تمت خلال سنتين، وهو مازاد من فضولي لقراءته، وكان من الصعب علي أن أحتفظ بحماسي الأول للكتاب بعد أن قرأت بعجالة شذرات متناثرة من قصصه المروية عبر 220 صفحة، إلى الدرجة التي رميت فيها الكتاب زمناً لم ألمسه فيه، إلى أن أتت لحظة شعرت فيها أن علي معاودة محاولة القراءة من جديد، وخلال جلستين طويلتين شدتني فيها قصص الكتاب، ودفعتني كل قصة يرويها خالد الخميسي على لسان سائق سيارة أجرة في مصر، إلى القصة التي تليها، لأكتشف عالماً غنياً وطريفاً وعميقاً يرسم صورة الحياة المصرية الشعبية، بدون روتوش، وبعيداً عن أية حذلقة، وخارج التنظير، عالم يموج بالحياة ويمتلئ بالأصوات والألوان والروائح، حتى ليكاد قارئ الكتاب الذي يعرف مصر وسائقيها وسيارت أجرتها يتوهم بأنه هو الذي يجلس قرب سائقي التكسي هؤلاء، ويسمع قصصهم.
لايضم "تاكسي: حواديت المشاوير" مجرد قصص وطرائف مروية على ألسنة رجال هذه المهنة فقط، بل يركب صورة لمجتمع مصر يحتاج أي عالم اجتماع لسنوات من العمل والبحث والتجوال للوصول إلى خلاصاتها، في حين تمر على ألسنة سائقي التاكسي ببساطة وتلقائية عجيبة، وأهم مايخرج به قارئ الكتاب بعد إكمال صفحاته هو أن الشعب المصري يتحدث ويناقش ويفتي في كل أمر، من الكرة إلى الطعام إلى الدين إلى السياسة إلى الدروس الخصوصية، كما لو أنه أكثر المتخصصين معرفة ودراية في كل المواضيع، وأي واحد من سائقي التكسي الذين ترد قصصهم في الكتاب يتنقل بين الأفكار والمواضيع كما لو أنه حفظ عن ظهر قلب الموسوعة البريطانية، وتخرج من كلية الطب وحصل على العمامة الأزهرية، وجالس عشر رؤساء أمريكيين واطلع على طريقة إدارتهم لشؤون العالم، وتعلّم أسلوب القص وبناء الحكاية على يدي غابرييل غارسيا ماركيز وفيدور ديستوفسكي، وأنهى دورات مكثفة في الموسيقا والمغاوير وإدارة المؤسسات العامة، وكل ذلك من أجل جنيه أو جنيهين يطمع في الحصول عليهم من الزبون، ثمناً لاستعراضه الأكروباتي في المعلومات والحكايات، وهو إلى ذلك معارض لحكومته في كل قرار وفي أي سياسة، ولكنها معارضة سلبية لاتتجاوز حدود النكته وفي أقصى المواقف قوةً تصل إلى حد الشتيمة التي يسرّ بها شخص لآخر يجلس قربه، ويعتقد أنه يستطيع إدارة شؤون البلد وحتى انقاذ العالم نفسه بما يتفوق على جهابذة السياسة وفطاحلة الاقتصاد، فلديه لكل مشكلة حل، ويستطيع أن يفهم المغزى غير المرئي من كل قرار تتخذه الحكومة، وهو لايكتفي بالشكوى من أفعالها والتفسير لنواياها ومراميها بل يصل إلى حدود التنبؤ بما ستقدم عليه، ويكتشف الخطأ فيه، ويحلف الأيمان مؤكداً فشله مسبقاً، ورغم حالة الشكوى والاعتراض التي تظهر في أحاديث السائقين التي يضمها الكتاب، إلاّ أن القارئ سيرى بوضوح المعدن الطيب الذي تتشكل منه شخصياتهم، والرضى بما قسم الله، بطريقة أقرب إلى الخنوع، والاحساس بفقدان الأمل وانسداد الآفاق وضعف الحيلة وشح مصادر الرزق، وتسليم الأمر إلى الله.
لا يتدخل خالد الخميسي في أحاديث السائقين الذين جمع قصصهم بشكل مباشر، وأقصى مايفعله في هذا الخصوص هو اختيار القصص التي تخدم غايته من الكتاب، أو بجملة تعليمية عابرة يمررها في نهاية قصة ما، وهو دائماً يخشى الوقوع تحت مادة السب والقذف في القانون، فيحذف اسماً يرد، أو ينوه بهامش بأن المذكور برئ مالم يصدر بحقه حكم، ولايطرح نفسه كدارس أو باحث، فمقدمته الصغيرة أقرب إلى مدخل للكتاب، تعريفية وتعليقية على ماسمعه من أحاديث، أكثر من كونها دراسة، لكن قراءة الكتاب إضافة إلى متعتها، تثير في ذهن قارئها أفكار البحث والاستخلاص والاستنتاج.
فكرة كتاب "تاكسي: حواديت المشاوير" طريفة وجديدة لتصوير حال مجتمع، وتقديم شخصيات وكاركترات، وشريحة سائقي التاكسي الأكثر مناسبة لتقديم بانوراما عامة للحياة الاجتماعية، لأنهم إضافةً إلى الثرثرة التي تجمع مهنتهم بمهنة الحلاقين، يلفون ويجولون متناقلين القصص من راكب لآخر، فضلاً عن أنها مهنة لاتحتاج في العالم العربي لاتقان مهارات خاصة أو أصول صنعة أو أوراق ممارسة مهنة باستثناء شهادة في قيادة السيارة، ولذلك فالعاملون فيها من أدنى الفئات، وتكاد تكون مهنة الذين لامهنة لهم.
الكتاب: تاكسي حواديت المشاهير
المؤلف: خالد الخميسي
الناشر: دار الشروق/ القاهرة
الطبعة الثانية عشرة 2008
علي فكرة ديه مش لاموبلاه .. بالعكس دية بتبقي تفريج عن النفس بالضحك .. لان بذلك يقدر تستمر حياته ..
يعني شوف عند الشعب المصري من القدم القوة في الحزن من الداخل والضحك من الخارج .. ودية ميزة اعتبرها جميلة جدا .. لان لو الناس بطلت تضحك اعتقد هتبقي مشكلة كبيرة ..