- نظرة عامة
- درب زبيدة
- مما قاله المستكشفون عنها:-
- قال عنها بلجريف :
- وقال عنها أويتنج :
- جبة، من أغرب الأماكن في العالم، ومن أجملها. إنها إحدى مباهج النفود.
هذه مقتطفات عن مدينة حائل جمعتهامن موسوعة (ويكيبيديا) لعلها تنال أعجابكم.
نظرة عامة
منطقة حائل منطقة إدارية سعودية تقع شمال غرب ويقع مقر الإمارة للمنطقة في مدينة حائل وكانت كانت تسمى في السابق (أرض الجبلين) أو (جبلي طيء) أو (أجا وسلمى) واكتسبت في أواخر القرن الثامن عشر اسم (جبل شمر) وقبل نهاية القرن التاسع عشر أصبحت تسمى : (الجبل) . غير أن حائل المدينة ظلت محافظة على اسمها منذ العصور القديمة فقد وردت بهذا الإسم في شعر لأمرئ القيس وشعراء قدامى آخرون. و مدينة حائل هي عاصمة المنطقة.
ويبلغ عدد سكان منطقة حائل 519.984 ألف نسمة حسب إحصاء عام 2000 . وأما مساحة أرضها الإجمالية فهي تقدر وفقاً للتقسيم الإداري السعودي بنحو 118232 كم مربع . و يحد المنطقة من الشمال صحراء النفود الكبير ومنطقة الجوف فيما تحدها من الشرق أجزاء من صحراء النفود وصحراء الدهناء، ومن الجنوب تجاورها منطقة القصيم أما من الغرب فهي تحاذي حدود منطقة الحجاز. ويتحدد موقع منطقة حائل على خط الطول 30 / 41 وخط العرض 30 / 27 ، وترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 980 متر .
وأما سبب تسمية المنطقة ب حائل فهو لأنها كانت تحول بين الجبلين، أي تحجز وتقطع الطريق بينهما في أوقات الأمطار وعند جريان الأودية .
وتتعدد أنواع التضاريس الجغرافية في منطقة حائل، ففيها الجبال والسهال والأودية والصحاري الرملية وكذلك أراضي صخور الحرّة . وأهم المعالم الجغرافية :
جبال أجا و سلمى ورمان.
صحراء النفود الكبير.
الحرّة.
وادي الأديرع.
ويتبع منطقة حائل رسمياً ثلاث محافظات ، هي :بقعاء
الشنان
الغزالة
الأثار
تتعدد الآثار في منطقة حائل من حيث تاريخها، وإجمالا تعتبر المنطقة من أغنى المناطق السعودية بالآثار، وفيها نقوش تاريخية لعصور مختلفة، وأهم مناطق الآثار فيها هي :
ياطب: وهو موقع أثري (جبل) يقع في شرق منطقة حائل على بُعد 38 كلم، وتوجد على صخوره كتابات ورسوم ثمودية.
جانين: وهو جبل كبير شرق مدينة حائل ويقع على مسافة 60 كلم ، وفي الجبل كهف نقشت على جدرانه كتابات ثمودية وأمهرية ورسوم لأشخاص وحيوانات تعود إلى عصر ما قبل التاريخ
فدك مدينة تاريخية تعرف حاليا بالحائط تعود لحقبتين تاريخيتن قديمة وإسلامية وتقع جنوب حائل على بعد 250 كلم عثر فيها على تماثيل ومجسمات وقد كانت اقطاعا لفاطمة بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
قفار مدينة تاريخية تعود بداياتها غير المحددة بدقة للقرن السادس الهجري فيها آثار أكبر مدينة نجدية وقلاع وأسوار ضخمة وتقع على بعد 15 كلم عن حائل والمدينة الأقدم فيها غياض يضمها ثلاثة أسوار.
فيد: وهو اسم واحة قديمة يمر منها درب زبيدة الشهير، كما يوجد فيها كثير من البرك والآبار القديمة وأنظمة الري وقصر خراش الأثري الذي يعود إلى ما قبل الإسلام.
جبل حبشي: منطقة غنية بالآثار، وفيهاأطلال دور وأبراج ومقابر يعتقد أنها عمرها أكثر من أربعة آلاف سنة.
الثعيلبي: وهي منطقة تقع بين جبل حبشي وسميراء، وفيه صفوف من الحجارة المتوازية يمتد كل منها مسافة تقارب 750 م.
سميراء:وهي منطقة تبعد عن حائل حوالى 140 كلم، وقد كشفت السيول عن معالمها الأثرية ومن أهمها غرفة تحت الأرض بمسافة متر ونصف المتر، كما عثر بها على جرار من الفخار تحوي نقوداً إسلامية يعود بعضها إلى العام 134ه.
ضايف: موقع أثري وجدت على صخوره خطوط كوفية وثمودية ورسوم لأشخاص وحيوانات.
السفن: منطقة تبعد عن حائل حوالى 53 كيلو متراً، وتوجد في جبالها رسوم وكتابات ثمودية ومقابر وحجارة ضخمة مستديرة.
سراء: قرية أثرية تبعد 50كم جنوب حائل فيها آبار وكتابات جاهلية وصور وقلاع حجرية بما فيها آثار جبل جبل الأسد وجبل النفيشي وهدباء ودارة طئ.
وهناك أيضاً مناطق أركان، المعلق، السبعان، الماوية، توارن، الشملي، جبة، وغمرة، و(لينة)وجميعها تضم نقوشا ومقابر وحجارة تحوي كتابات مختلفة.
درب زبيدة
تعتبر محطات طريق الحج من أهم الآثار عن العصور الإسلامية ومنطقة حائل واحدة من أهم وأكبر هذه المحطات حيث كان يمر بها طريق الحج العراقي القادم من الكوفة إلى مكة المكرمة "درب زبيدة"، ومن محطات هذه الطريق ومدنها في منطقة حائل: (( المجاشعية )) ويقال لها الخزيمية و( بدع والخضراء) والأجفر، والخوير، وفيد، وسميراء، البعايث، وفيد من أكبر مدن طريق الحج في منطقة حائل حيث كانت ولاية من ولايات الدولة الإسلامية منذ أن أسند الرسول محمد ولايتها إلى زيد الخيل (الخير) في سنة 10 للهجرة، وبها الكثير من الآثار.
مما قاله المستكشفون عنها:-
قال عنها بلجريف :
" ... من هنا يظهر جبل شمر بشكل عام ، عندما نقارنه بالمناطق الأخرى المحيطة به ، قاصيها ودانيها ، يظهر وكأنه قطعة من النقود ، جرى سكّها حديثاً ، تتلألأ بكل نقائها وبريقها ، بين كومة من العملات المكررة و المشوهة ...... كانت المسافة الزمنية التي تفصل الشمس عن أفق الغروب ، قرابة الساعتين ، عندما دخلنا الشِّعب الضيق المنحني ، إلى أن وصلنا طرفه الآخر ، وهنا وجدنا أنفسنا على حافة سهل كبير ، يصل طوله وعرضه إلى عدة أميال ومحاط من جميع الأجناب ، بمتاريس أو استحكامات جبلية عالية ، في حين كانت تقع مدينة حائل أمامنا ، على بعد مسيرة ربع ساعة .... وأوحت لنا المدينة بشئ من المعاصرة ، بل وبشئ آخر من قبيل الأناقة غير المعتادة ، التي طالعتنا من قبل في القرى التي مررنا عليها ، ولكن الواضح ، أن حائل ، كانت مدينة بمعنى الكلمة ، فضلاً عن أن مساحتها كانت تتسع لحوالي ثلاثمائة ألف نسمة أو ما يزيد على ذلك ، ولو أن شوارعها ومنازلها كانت متجاورة وقريبة من بعضها مثل شوارع كل من بروكسل وباريس ومع ذلك فإن عدد سكان حائل ، لايزيد ، في واقع الأمر ، على عشرين أو أثنين وعشرين ألفاً ، وذلك بفضل البساتين والساحات الكبيرة التي تدخل ضمن الأسوار الخارجية للمدينة ... " .
وقال عنها أويتنج :
" ... وبعد أن تجاوزنا مرتفعاً رملياً صغيراً انتقلنا إلى طبيعة مختلفة تماماً حيث سرنا وسط سهل خصب من الرمل ترعى فيه أعداد كثيرة من الإبل ، مما يعني دخولنا في منطقة الجبل ، وهذه التسمية تطلق على تلك المساحة الواقعة بين النفود شمالاً والقصيم جنوباً ، وتعتبر هذه المنطقة من أفضل المناطق مناخاً ، مما يجعلها أكثر مناطق شبه الجزيرة العربية خصوبة واخضراراً ...... قبل دخولنا في الممر الجبلي خيّمنا لتناول العشاء تحت مجموعة من شجر الطلح ، ولقد أدى منظر المرتفع الخصب والمواشي التي ترعى فيه ، وكذلك أشجار البرية وروعة الواجهة الجبلية خلف المنظر ... لقد أدى ذلك إلى إضفاء حالة من الرضا الشديد على محيانا ..." .
وقال عنها والن : "
تكثر في جبلي أجا وسلمى الينابيع والآبار، ومياه آبارها، دون استثناء، من نوعية ممتازة، عذبة وخفيفة، وتساعد على الهضم السريع.
إن الحبوب المزروعة في حائل تفضّل على المستوردة من بلاد مابين النهرين، بسبب جودتها وطبيعة مادتها، وتباع بسعر أعلى من سعر الحبوب المستوردة.
بخلاف سكان البلدات الصحراوية الأخرى، فإن (الحضر) من قبيلة شمر، يعدون أكثر تفوقاً من (بدو) القبيلة، في الشجاعة وفن استعمال السلاح، ودون أدنى شك يعود الفضل إليهم (أي الحضر)، وليس إلى البدو، في كل انتصارات عائلة آل رشيد.
إنني أعد شمر، على نحو لا نزاع فيه، واحدة من القبائل الأكثر نشاطاً وقوة في بلاد العرب في الوقت الحاضر (عام 1845م)، وقوتهم ونفوذهم يزدادان بإطراد كل سنة. فمن القصيم إلى حوران، ومن ديار ابن سعود في شرق نجد إلى جبال الحجاز، خضع العرب لإبن رشيد والتزموا بطاعته من خلال أداء الزكاة له.
في أثناء إقامتي في حائل كان هناك نحو 200 شخص من جميع أنحاء بلاد العرب ضيوفا على الأمير عبدالله (عبد الله بن علي الرشيد) ينتظرون صدور قرار في قضية أو قضاء حاجة أخرى.
يقول السكان أن أي فرد يمكنه أن يسافر عبر أراضيهم من أدناها إلى أقصاها حاملاً ماله فوق رأسه دون أن يعترضه أحد أو يخاف، مجرد خوف، من نهبه.
في المراحل الأولى للوهابيين كانوا يحرّمون التبغ (الدخان) تحريماً قطعياً، ويحرّمون لبس الحرير للرجال، ويحرّمون الشعر والموسيقى وكافة أنواع الفنون واللهو، وقيّدوا أكل الأرز لفترة لأنه لم يكن موجودا على عهد الرسول، ويحرّمون العلاقات الودية مع المسلمين الآخرين فضلا عن غير المسلمين، ويعدّون قتالهم واجباً دينياً ان استمروا في زيارة أضرحة الأولياء. أهالي حائل من جهتهم، كانوا قد أخبروني بطريقة لا تخلو من التهكم والسخرية أن أتباع ابن سعود لا زالوا يعتقدون بهذه المبادئ الوهابية ويتمسكون بهذه الآراء. أما أهالي حائل وشمر فقد أبطلوا هذه الممارسات، ويتحلون بالتسامح إزاء زوارهم أيا كانوا.
تحتوي مكتبة القاضي في حائل على كتب فقهية فقط، اشتراها جميعا من مشهد علي (النجف).
حينما قدمت إلى حائل دهشت كثيراً ليس فقط لرؤيتي الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث واثنتي عشرة سنة في مجالسة كبار السن، ومبادلتهم الحديث، ولكن أيضاً أخذ رأيهم في مواضيع تفوق مستواهم، والاستماع إلى مايقولونه باهتمام. ويعيش الصغار مع آبائهم في محبة وألفة، ولم أر في حائل تلك المشاهد الكريهة المألوفة بمصر، والد حانق يضرب ابنه، ولا رأيت الإذلال الذي يعانيه صغار الأتراك الذين لا يُسمح لهم ابداً بالجلوس أو حتى الكلام في حضرة آبائهم المتغطرسين، ولم أر في العالم كله أولاداً أكثر تعقلاً وأحسن خلقاً وأكثر إطاعة لآبائهم من الحائليين.
على الرغم من آراء الوهابيين ضد الشعر، إلا أن جبل شمر (حائل) يعتبر موطنه، وهم رجالاً ونساءاً ينظمون قصائد غالباً ما تكون مرتجلة، ويحفظ كل شخص صغيراً وكبيراً قصائد كثيرة، وأمراء عائلة الرشيد كلهم شعراء، كما كان امرؤ القيس، الشاعر الشهير الذي كان ملكاً عليهم قديماً.
وقالت عنها الليدي آن بلنت:إن عظمة ابن سعود والوهابيين الآن، شيء يتعلق بالماضي، ومحمد بن رشيد في عاصمته حائل، أقوى حاكم في جزيرة العرب (6 يناير 1879).
إننا نسمع تقريرا ساحراً عن نجد، على الأقل عن الجزء الشمالي منه، يمكنك أن تسافر في أي مكان، من الجوف إلى القصيم بدون حراسة. إن الطرق آمنة في كل مكان.
دواس، (نائب حاكم ابن رشيد في الجوف)، امرؤ ينتزع الحب، وجميع جنوده لطفاء وفضلاء للغاية. إنهم مجموعة من الناس تثير البهجة، وإنهم ليتكلمون معنا بصراحة، في السياسة وكل شيء. إنهم يؤكدون ان ابن رشيد (في حائل) سيسر لرؤيتنا.
جبة، من أغرب الأماكن في العالم، ومن أجملها. إنها إحدى مباهج النفود.
(في الطريق من جبة إلى حائل) صعدنا إلى قمة إحدى التلال لنرى الجهات المحيطة بنا من البلاد... هناك سلسلة طويلة من الجبال الرائعة، تمتد بعيداً إلى الشرق والغرب، وتذكر الإنسان ب (سييرا جوداراما) في أسبانيا.
صرّح (ولفرد : زوج الكاتبة) أنه سيموت سعيداً الآن، حتى لو قطعت رؤوسنا في حائل، وإنها لقاعدة مطردة ومفضلة لديه أن كل مكان هو مثل أي مكان آخر تماماً، إلا جبل شمر فلا شيء يشبهه، على الأقل فيما شاهدت في هذا العالم.
كان المنظر من أمامنا جميلاً يفوق الوصف، سهل كامل الإستواء، يتدرج في الارتفاع، ومنه تنبثق هذه الصخور والتلال كجزائر، ومن ورائه الجبال القرمزية اللون قريبة منا الآن، ذات طرف منيف كان هادينا لعدة ايام، تشمخ على الجميع. إن معالم جبل شمر لها روعة غريبة، ترتفع مكونة ذرى وقبابا، تاركة هنا وهناك كوة تستطيع من خلالها أن ترى السماء، أو صفاة عجيبة جاثمة وكأنها صخرة تتدحرج على خط السماء.
لن أنسى الانطباع الذي أخذني حين دخلت المدينة من نظافة الجدران والشوارع الخارقة للعادة، والذي يكاد يعطي جواً خيالياً.
للأمير (محمد العبدالله الرشيد) وجه غريب، ملامحه أعادت إلى ذاكرتنا صورة "ريتشارد الثالث" وجه نحيل، ووجنات شاحبة غائرة، وشفتان دقيقتان، مع تعبير عن الألم، إلا حينما يبتسم، ولحية سوداء خفيفة وحاجبان معقودان أسودان،وعينان رائعتان عميقتان ونفاذتان كعيني صقر... بدا الأمير متميزا في مظهره، وكل جزء منه يعبر عن ملك.
كانت قدور القصر وأوانيه (قصر برزان) هائلة، هناك سبعة قدور يتسع كل منها لثلاث جمال، وعدد منها كانت في حالة استعمال، إذ يستقبل ابن رشيد يوميا ما لا يقل عن 200 ضيف وقائمة الطعام اليومي 40 خروفا أو 7 جمال، وكل غريب في حائل له محله على مائدة ابن رشيد.
لقد وجدنا في حائل لعبة (التلفونات) يلعبها العبيد في القصر ، وقد كانت في العام الماضي بدعة جديدة في أوروبا، وهو أمر فريد أن تجد اختراعا حديثا كهذا قد وصل إلى حائل.
" تعني بلعبة التلفونات، اللعبة التي يشترك فيها أكثر من شخص ويتناقلون من خلالها عبارة معينة يهمس بها كل واحد في أذن الثاني، ويرون إن كانت العبارة التي وصلت إلى الشخص الأخير، هي ذاتها التي قالها الشخص الأول أم لا ".
إن الدستور السياسي لجبل شمر عجيب للغاية، ليس فقط من حيث أنه غير مألوف لنا في أوروبا، بل ربما كان فريدا، حتى في آسيا، وفي الحقيقة يبدو أنه يمثل شكلاً قديما من اشكال الحكومة، خاص بالبلدة.
إنها لغرابة مفاجئة يقابلها المسافر الجديد، أن يسمع التعليقات التي يطلقها سكان حائل عن حكوماتهم، فمن المستحيل أن تتحادث عشر دقائق مع أحد منهم دون أن يؤكد لك أن حكومة الأمير أحسن حكومة بالعالم .
في حائل يعيش الأمير في أبهة، وله حرس خاص مكوّن من 800 أو 1000 رجل لهم نوع من الزي الموحد، أثواب بنية وغتر حمراء، ومسلحون بسيوف مقابضها من الفضة.
عرب نجد، عنصر فريد في اعتداله، وقلما يدخلون في شغب أو تعكير لصفو الأمن، فإن ثار نزاع بين مواطنين فإنه يسوّى في الحال بتدخل الجيران، ومبدا المشاغبة والعنف المعروف في المدن الأوروبية غير معروف في حائل، وحينما لا تسوّى الخصومات بتدخل الأصدقاء، فإن المتنازعين يذهبون بقضاياهم إلى الأمير، وهو يصدر قراره فيها في محكمة مفتوحة، وكلمته نهائية.
يخيل لي أن قانون القرآن، ولو أنه يشار إليه، إلا أنه ليس القاعدة الرئيسية في قرارات الأمير.
مواطنو جبل شمر ليس لهم ما نسميه بالحقوق الدستورية، فليس ثمة جهاز منهم لتأكيد سلطتهم، غير أنه من المحتمل أن ليس هناك مجتمع ما، يُمارس فيه الشعور الشعبي نفوذا على الحكومة أقوى مما في حائل.
كان صباحاً لا يمكن للمرء أن يجد مثله إلا في حائل، فالجو مشرق ومنير إلى درجة لا يستطيع المرء أن يتصورها - مجرد تصور- في أوروبا، ويملأ النفس بمعنى للحياة مثل ذلك الذي يتذكر الانسان أنه أحس به في الطفولة، ويملؤه رغبة في أن يصيح. والسماء كثيفة الزرقة، والتلال من أمامنا كأنما هي منحوتة من ياقوت أزرق، والسهل متجعد ومستوٍ كمنضدة بلياردو، يرتفع بلطف في اتجاهها.
عقدة، هي بكل تأكيد من أغرب الأمكنة في العالم. ولست على حلّ في أن أقول أين تقع بالضبط، فقد أرسلنا الأمير لنراها على وعد الكتمان، ولو أني آمل ألا يتعرض ابن رشيد لخطر غزو أجنبي فلن أقدم مفتاحاً لأعداء محتملين، يكفي أن أقول أنها تقع في الجبال، في مركز ذي قوة طبيعية.
" عقدة، بلدة وسط جبال أجا، الدخول إليها يتم عبر منحنيات ضيقة وسط الجبال، وتحيط بها سلاسل جبلية ضخمة من ثلاث جهات، ولها مدخل ضيق محصّن. تبعد البلدة عن وسط المدينة مسافة 15 كلم تقريباً، وقد وصلها الآن التمدد السكني، وتعتبر حاليا واحدة من المزارات السياحية الممتازة".
لو كنا في تركيا أو أي مكان آخر عدا حائل، لكان علينا أن ننفح الفارسين الذين ارسلهما معنا الأمير إلى عقدة، بسخاء، بعد رحلة من هذا النوع. أما في حائل فشيء من هذا القبيل لم يكن ليتوقع، وكان كل من هذين الشمريين بالغ الذكاء، حسن السلوك، وروحاهما تسموان على النقود. كانا يقومان بواجبهما نحو الأمير، وليس نحونا كغربيين، وقاما به متحمسين.
يعطيك العافيه على النقل