- فتحَ المدن التالية :
- نقل العاصمة إلى مدينة « أدرنه » .السلطان الشهيد
معلومات تاريخية :والده : أورخان غازي .
والدته : نيلوفر خاتون .
ولادته : 1326م .
سنوات حكمه : ( 1360-1389 م ) .
أهم فتوحاته : قام بفتح بعض سواحل البحر الأسود ، وفتحَ القلاع التالية :
« ديما توكا » ، « بنار حصار » ، « بابا أسكي » ، « لولو بورغازي » ،« كشان» ، « سيزابولو » ، « فيزا » ، « كيرك كليسة» ، « صاماكو » ، « بابا أسكي » ، « جورلو » .
فتحَ المدن التالية :
« أدرنة » ، « ينجة » ، « يانبولي » ، « إسليميا » ، « فيليبياري » ، « بيغا » ، قيزل آغاج » ، « كارنيوفا »، « أيدوس » ، « بورغاز » ، « آنجة كيز » ، « فيراجك » ، « وأجزاء من « مقدونيا و نيش » ، « جاتالاجة » ، « إشتب » ، « مناصتر » ، « صوفيا » وأجازء من « ألبانيا » .
نقل العاصمة إلى مدينة « أدرنه » .السلطان الشهيد
كان السلطان « مراد الأول » ( 1326-1388م ) سلطاناً غازياً ، صرف سنوات حكمه الطويل ( 30سنة ) في الفتوحات ، ووسع مملكته التي كانت مساحتها عند استلامه الحكم تبلغ (100000كم2 ) تقريباً ، إلى مملكة مساحتها ( 400000 كم2) أي وسعها أربعة أضعاف ، لذا يُعد أول إمبراطور أو أول سلطان في الدولة العثمانية ، إذ أن والده « أورخان » وجدّه « عثمان » كانا يلقبان ب « بك » .
ولما كانت معظم فتوحات هذا السلطان في قارة أوروبا ، فقد اجتاحت الدول الأوروبية موجة من الخوف من هذه القوة المتعاظمة، لهذه الدولة الفتية ، فعقدتْ بلغاريا ، والصرب ، وبولندا، والمجر ، حلفاً بينهم وهيؤوا جيشاً مشتركاً ضخماً ، وضعوه تحت قيادة ملك المجر « لايوش » لإخراج المسلمين من قارة أوروبا ، وإبعادهم عنها . كان السلطان « مراد » في « بورصة » عاصمة مملكته مع معظم جيشه ، ولكن أحد قواده وهو : « حاجي إل بي » ، الذي كان على رأس جيش قوامه عشرة آلاف جندي قريباً من الجيش الصليبي المتقدم نحو حدود الدولة العثمانية ، فتوجه إليه ولاقاه في الطريق . كان الجيش الصليبي أضعاف الجيش العثماني ، ولكنه لم يكن يتوقع هجوماً عليه ، إذ لم يكن علم بوجود جيش عثماني صغير بالقرب منه ؛ لذا فقد استفاد القائد العثماني من عنصر المفاجأة ،وهجم على معسكر الجيش الصليبي هجوماً صاعقاً ، فشتتهم ودحرهم . نزل خبر انتصار المسلمين في هذه المعركة نزول الصاعقة على أوروبا ، وتبخرت آمالهم في التخلص من العثمانيين بسهولة ولكن البابا « أريان الخامس » دعا كل دول أوروبا لإعداد حملة صليبية أضخم وأكبر ؛ لتحقيق دفع المسلمين من قارة أوروبا . لكن الخوف والرعب السائد في أوروبا عقب هذه المعركة كان كبيراً ، إلى درجة أنه لم يستجب أي ملِك من ملوك أوروبا لهذا النداء .
ولكن العثمانيين استمروا في فتوحاتهم في « مقدونيا » فزادت المخاوف هناك ، واضطر « لازار كرابلينوفيج » ملِك الصرب ، إلى توقيع معاهدة مع السلطان يدفع بموجبها ضريبة سنوية كبيرة للدولة العثمانية ، كما دخل « شيشمان » ملِك البلغار ، تحت حماية الدولة العثمانية وأهدى أخته « ماريا » للسلطان ، ولكنه ندم بعد ذلك على هذا ، وقال : « لقد خنتُ دماء المسيحيين التي أريقتْ كالسيل » ؛ لذا لم يتردد في الدخول إلى حلف سري ضد الدولة العثمانية ؛ هذا الحلف الذي أنشأه « لازار » ملِك الصرب وانضم إليه « توارتكو الأول » ملِك بوصنة أيضاً . ثم توسع هذا الحلف فدخل فيه الألبانيون ، والبولنديون ، والبوشناق . وجمعوا جيشاً ضخماً ، وضعوه تحت قيادة « لازار » . كان هذا الجيش ضخماً إلى درجة ساد شعار ( لو أن السماء وقعت لتلقيناها بأسنّة حرابنا ) بين جنود هذا الجيش اللجب .وبعد مفاوضات فاشلة تهيأ الجيشان للمعركة في ميدان «قوصوه» . ونظراً لأن الجيش الصليبي سبق الجيش العثماني في الوصول إلى هذا الميدان ، فإنه احتل أفضل التلال المشرفة على الميدان ، وحقق بذلك نقطة إيجابية لصالحه . في الليلة التي سبقت المعركة ، رفع السلطان « مراد » يديه نحو السماء بدعاء جهري ذكره المؤرخون جاء فيه :
( أعنْ بنصرك أهل الإسلام ، وتجاوز عن أخطائنا يا رب ، ولا تشتتْ المجاهدين في سبيلك بسبب خطايانا ، ولا تسوّد وجوهنا بين الناس ، واجعلني فداءً للدين ، وارزقني الشهادة يا رب ) . في صباح اليوم التالي ، أي في 15/ حزيران /1389م التحم الجيشان . وكان السلطان « مراد » ، وابنه وولي عهده « بايزيد » مع جميع وزرائه وقواده بأيديهم السيوف ، يقاتلون جنباً إلى جنب مع الجنود ، وقد أبدى ولي العهد – خاصة – شجاعة فائقة في هذه المعركة ، فكان ذلك برهاناً على صدق اللقب الذي لُقّب به سنة 1386م ، وهو لقب « الصاعقة » إذ كان ينزل كالصاعقة على الأعداء . انتهت معركة « قوصوه » في مساء ذلك اليوم ، بانهزام الجيش الصليبي ، وبمقتل قائده الملك « لازار » وبانتصار المسلمين انتصاراً ساحقاً ، وتعد هذه المعركة إحدى المعارك التاريخية المهمة في تاريخ الحروب . وفي صباح اليوم التالي ، خرج السلطان تحفّ به معيّته من الوزراء والقواد ، وبدأ يتجول في ميدان المعركة ... كانت الجثث من كِلا الطرفين تملأ الميدان ، وبدأ يتفقد الجرحى ويأمر بنقلهم ومداواتهم ، وفي أثناء تفقده هذا تقدم إليه أحد القواد وقال له :
- يا مولاي ... هناك بين الجرحى نبيل من نبلاء الصرب ، يرغب في رؤيتك ؛ لأنه يريد أن يُشهر إسلامه بين يديك .
- أين هو ؟
- هناك يا مولاي .
- وأشار بيده إلى مكان الجريح .
- هيا لنذهب إليه ، فنحن لا نستطيع رد طلب شخص يريد إعلان إسلامه .
كان هذا الجريح نبيلاً من نبلاء الصرب اسمه «ميلوش كابيلوفج» وكان جرحه بسيطاً ، ولم يرغب في الحقيقة ، إلا في اغتيال سلطان المسلمين ، الذي أوقع هذه الهزيمة القاسية بكل جيوش أوروبا ، لذا فقد خبأ خنجراً بين ملابسه . اقترب السلطان مع معيّته إلى موضع هذا الجريح ، الذي قام لاستقبال السلطان ، ثم تقدم إليه وكأنه يريد تقبيل يدَيه ، وبلمح البصر استل خنجره ، وسدّد به ضربة قوية إلى صدر السلطان .
تهاوى السلطان « مراد » بين أذرع قادته الذين أخذتهم المفاجأة، ولم يستطع إلاّ أن يقول كلماته الأخيرة :
- هذا هو قدَري ... ليكن « بايزيد » في مكاني .
ثم نطق بالشهادتين ، وجاد بروحه .
وهكذا استجاب الله لدعاء السلطان « مراد » فرزقه الشهادة .
ورجع الجيش العثماني إلى « بورصة » مع جثة السلطان الشهيد ، حيث دُفن هناك .
أم ذلك الصربي فقد تناوشته سيوف الجنود بعد اغتيال السلطان وقُتل هناك .
معلومات مهمة وسرد تاريخي جميل