سدهارتا
08-12-2022 - 01:43 am
وصلتُ بوكيت في التاسعة مساءا ..
لم أكن في مزاج يسمحُ لي بتفقّدِ ما حولي ..
فالطريقُ من جزيرةِ لانكاوي الماليزيّة كان طويلا ومرهقا .!
غادرتُ فندقي هناك في الثامنة صباحا .. بالمصادفة اكتشفتُ أنّ تايلاند تتأخّر في التوقيت عن ماليزيا بساعة واحدة ..!
هذه المعلومة كان يفترضُ بي معرفتها مسبقا ..
سأقصّ عليكم فقط " رحلة جزيرة جيمس بوند " .. لأنّي أجدها مثيرة .. ولن يكون بمقدوري إثراء معلوماتكم بأي جديد .!
لكنّي سأحكي قصّتي معها .. أنا شخصيّا أستمتعُ بتجارب الآخرين وحكاياتهم ولو لم تضف لي معلومات حسابيّة وجغرافيّة جديدة
اسمُ الجزيرة يستفزّني جدّا .. لأنّه يشي برائحة تجاريّة بحتة ..
أكرهُ تلك البلاد التي لا تستعيدُ أسماء حضارتها الذي زوره الغزاة والمستعمرون فكيف ببلاد وبمحض إرادتها تعطي لمعالمها ولو كانت صخرة عارية في البحر اسما لا يمتّ لها .!
لا أفهمُ هذا المنطق .!
لا أتذكّرُ قيمة التذكرة .. لكنّ الفتاة المسلمة التي باعتني إيّاها حاولت إقناعي بأنها قدّمت لي سعرا مميّزا .. تقول بأنها دخلت الإسلام بعد زواجها .. أقنعها زوجها بالإسلام .!
التفتُ للزوج الذي كان سائقا للحافلةِ أيضا لأشكره ولو بنظرة لكنّه لم يكن مهتمّا بما تقول زوجته .. وربما لم يسمع ما قالت .!
كان صاحبنا يستعرض قدراته في الحركات الجسديّة للثقافة الغربيّة .. وحتى اسمه الذي اخترعه كان غربيّا بحتا .!
لا أذكره .. لكنّي لم أكن مرتاحا لذلك ..
في الميناء الصغير الملاصق للقرية .. كان يبدو أنّ المسلمين يشكّلون حضورا واضحا هنا .!
وكانت الحيرة أيضا حاضرة .. ففي الميناء قاربين سريعين ..
لكنّ أحدهما كان أكثر جاذبيّة وجمالا وأناقة وحتى حجما
والآخر أقل في كل ما سبق .!
لمحتُ في عيون كل من لمحتهم أنّهم يتمنون لو يكون القارب الأول من نصيبهم .. وبأنّ ذلك سيكون فاتحة خير عليهم .!
وإشارة بأنّ الرحلة ستكون جميلة وممتعة ..
واشتدّ الحماس والرجاء .. ونظرات التحدّي
بين مجموعتنا والمجموعة الأخرى ..
فكان النداء أولا للمجموعة الأخرى ..
وبشّرهم قائد المجموعة بأنهم سيكونون هم ركّاب القارب الأول! لم يترددوا في إطلاق صرخات الانتصار ..!
وكان الإحراج باديا على وجه صاحبنا .. قائدنا المهزوم !
وبدأنا نشكّكُ في أهليته وهو الخاسر من بدايتها ..