ربما يأتي الزائر لبيروت ويخرج منها دون أن يشاهد أي من معالمها المشهورة . صخرة الروشة مثلا . شارع الحمراء . ساحة النجمة وغيرها . لكن من الصعب وربما من المتعذر زيارة بيروت دون مشاهدة درة بيروت وتاجها ومعلمها الجديد جامع محمد الأمين
فبمجرد دخولك لبيروت لست بحاجة سوى ان ترفع رأسك قليلا لتشاهد منارات ذالك الصرح الأسلامي العملاق وقبابة الفيروزية شامخة تعانق السماء ...
ولتعلن بذالك وبوضوح أن بيروت لأهلها الذين أنتظرو 55 عاما لتحقيق هذ الحلم . أن بيروت مدينة عربية أسلامية وفي الوقت نفسة متسامحة ومتأخية مع بقية الطوائف حيث يتجاور الجامع وفي مشهد نادر مع كنيستين أظنهما أبرشية بيروت للموارنة وكنيسة مارجرجس للروم الأورثوذكس ولا يفصل بينهم أي شئ
بالأمس وبعد كل هذه السنين من الإنتظار أفتتح جامع محمد الأمين وأديت فية أول صلاة جمعة و أصبح عيد البيارتة عيدين يوم جمعة . وإفتتاح جامع محمد الأمين تحفة بيروت وهدية أهلها للعالم الإسلامي
ذالك الجامع الذي تتقاطع في هندسة بنائة وؤبهتة أجمل وأروع مأنتجتة الحضارة الإسلامية العثمانية والمملوكية والأندلسية في فن العمارة
ولنعرف مقدار الجهد الذي بذل في أنشائة وحجم التكلفة يكفي أن نستمع لماقالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند بنائة وهو صاحب الشركة المنفذة للمشروع الوداعم لة في نفس الوقت (لقد بنيت في ربع قرن الاف المباني والقصور الرائعة . لكنني أردت أن يكون هذا الصرح المبارك تحفتي المعمارية )
الجامع كان في الاساس مسجد صغير وقبل ذالك زاوية لأتباع الطريقة الخلوتية الصوفية
وفي منتصف القرن الماضي بدأ أهل بيروت جمع التبرعات لشراء الأراضي المجاورة والبناء عليها وبسبب نشوب الحرب الأهلية ونهيار الليرة اللبنانية تبخر الحلم إلى أن بث فية الروح من جديد الرئيس الحريري رحمة الله
وعند الإ‘نتهاء منة تأخر أفتتاحة بسبب الإزمة السياسية والطائفية في لبنان
أخيرا" إذا كان وجود مايقارب التسعة دور عبادة مابين إسلامية ومسيحية في مساحة ربما لاتتجاوز الكيلو مربع داخل سور بيروت القديمة علامة على التعايش بين الطوائف في الماضي فأرجو أن يكون وجود ثلاثة دور عبادة . محمد الأمين وأبرشية الموارنة والروم الأرثوذكس لايفصل بينهم فاصل علامة على عودة التسامح والأنفتح بين الطوائف اللبنانية من جديد
صورة للجامع من الجو ويلاحظ الكنيستين على يمين الجامع
وجزاك الله الف خير