سفير الغيوم
08-01-2022 - 12:09 pm
لم تكن مجرد بئر يتم حفرها لاستخراج مياه نقية صالحة للشرب.. لكنها كانت بالفعل ملحمة مصرية شارك فيها أساتذة الجامعات والوزارات, لتحويل مواطنين مصريين من مجرد رعاة للحيوانات في قلب الصحراء الموحلة, إلي مواطنين يقيمون في مناطق مستقرة, بعد أن ازدهرت حياتهم وتعددت نشاطاتهم في الزراعة والري والبناء والتعمير.
الملحمة انطلقت من مرارة الإحساس بالإهمال والنسيان التي يعانيها25 ألف نسمة من قبيلة العبابدة التي تعيش في قلب الصحراء, وعلي بعد1600 كيلومتر من القاهرة, والذين كانوا يسافرون يوميا لمسافات تصل إلي35 كيلومترا للبحث عن جرعة ماء نظيفة خالية من التلوث.
وانطلق فريق من أساتذة كلية العلوم بجامعة أسيوط بعد أن وفرت له هيئة المعونة الدانماركية مليون جنيه لتنفيذ مهمة حفر البئر لاستخراج الماء النظيف من باطن الصحراء.
لم تكن المهمة سهلة, كما أكدت الدكتورة ميرفت الحداد, المشرفة علي المشروع, لمندوبة الأهرام أميرة يوسف, فقد تم المسح الجوي بالأقمار الصناعية لتحديد المواقع الأربعة المقترحة لحفر البئر, فضلا عن المسح البري الذي استدعي إجراء دراسة جيولوجية بالمنطقة, ورصد طبقات الصخور من خلال خريطة جديدة للمعادن والصخور والجبال والوديان, فضلا عن الجهد الإداري الذي تم القيام به من أجل الحصول علي موافقات الري والبيئة والدفاع, بعد تحديد موقع البئر. وقد تم أيضا وعلي مسافة40 كيلومترا شق طريق أسفلتي للوصول إلي موقع البئر, التي تضخ8 أمتار مكعبة من المياه في الساعة, يتم رفعها باستخدام الطاقة الشمسية, في تحريك أجهزة الرفع, ثم تخزينها في مستودعات من الاستانلس ستيل.