- تطعيم « روثا فيروس } يشعل الجدل بين الأطباء والصحة
- بسام بادويلان – جدة
تطعيم « روثا فيروس } يشعل الجدل بين الأطباء والصحة
بسام بادويلان – جدة
تضاربت آراء الأطباء حول مدى جدوى التطعيم ضد مرض « روثا فيروس « الذي أصاب عددا من الأطفال بصورة ملحوظة خلال الأسابيع الأخيرة وظهرت أعراضه في صورة إسهال وارتفاع درجة الحرارة وجفاف في بعض الحالات وما نتج عن ذلك من كثرة تردد عدد من الأسر على العيادات الطبية والمستشفيات بعد ظهور أعراض على أطفالهم .. ففي الوقت الذي طالب فيه عدد من الأطباء السعوديين المتخصصين في طب الأطفال ببعض المستشفيات الحكومية وزارة الصحة بإدراج التطعيم ضمن جدول تطعيم الأطفال الأساسي ، وظهور إعلانات في المستشفيات والمراكز والجهات الطبية الخاصة تؤكد أهمية إجراء تطعيم الأطفال ضد الفيروس ،. رغم كل هذا لم توفر المستشفيات الحكومية هذا التطعيم .، وبرر الدكتور ماجد الغامدي نائب مدير الشؤون الوقائية بالرعاية الصحية الأولية بجدة عدم وجوده لدى وزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها إلى عدم وجود تعميم من منظمة الصحة العالمية بإجراء التطعيم ضد هذا الفيروس، مشيرا إلى أن نصائح الجمعية الأمريكية بضرورة تطعيم الأطفال ضد هذا الفيروس غير معتمدة وأن التعميمات والمسؤولية تقتصر على منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى عدم وجود أية دراسات تثبت فعالية التطعيم ضد هذا الفيروس.
وعن الدعايات التي تنظمها بعض المستشفيات والمراكز الخاصة للتطعيم ضد هذا الفيروس أوضح د. الغامدي أن الصحة هي الجهة المعنية بالتطعيم، ، والوزارة لم تقم بالتعميم لأن ما يتردد مجرد دعايات لا تستند على تعميم رسمي من قبل وزارة الصحة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المرض لا يمثل خطرا إلى هذا الحد.
وأرجع د. الغامدي انتشار « روثا فيروس « بين الأطفال إلى ضعف المناعة وتقلب الجو، مشيرا إلى أعراض المرض هي عبارة عن إسهال وارتفاع في درجة حرارة الجسم قد تصل إلى حد الجفاف بسبب فقدان السوائل إن ترك المصاب دون علاج، مبينا أن الجفاف قد يؤدي إلى وفاة المريض وخاصة إن كان من الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر.
وأكد د. الغامدي على ضرورة تعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها، مبينا أن الفيروس موجود في الجو ولا يمكن القضاء عليه ولكن يجب أن نقوم بالدور التوعوي للعامة حتى يتجنبوا الاصابة .
من جانبها أوضحت الدكتورة مها فادن استشارية طب الأطفال ونائبة مشرفة قسم الحضانات بمستشفى الولادة بالمساعديه بجدة أن « روثا فيروس « أصاب عددا من الأطفال وأن من أوضح أعراضه القيء والإسهال وقالت : إنه لم يتم تعميمه كتطعيم من قبل وزارة الصحة إلا أن القطاع الخاص يقوم بالتطعيم،
أوضحت د. فادن أن هذا المرض يتم علاجه بشراب يتناوله الطفل المصاب وفي بعض الحالات يتم اعطاؤه مع المحلول لصعوبة بقاء الدواء بالمعدة بسبب القيء إلى أن تتحسن حالته المرضية، ويتم تحديد فترة العلاج حسب قوة المناعة لدى المريض حيث تتراوح علاج الحالات الشديدة بين (3-5) أيام، بينما تتراوح علاج الحالات البسيطة بين يومين وثلاثة أيام، مبينة أن المرض يبدأ على هيئة نزلة معوية ولكن ليس كل النزلات المعوية سببها هذا الفيروس وإن كان معظمها ، مبينة أن عدد الحالات التي تصل إلى قسم الطوارئ بمستشفى الولادة بالمساعدية بجدة تتراوح بين حالتين و خمس حالات في اليوم الواحد.
وأوضح الدكتور جمال القثمي استشاري طب الأطفال بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة أن النزلات المعوية تشتد في موسم الصيف وتزيد عند الأطفال بسبب قلة المناعة لديهم.
وبين د. القثمي أن التطعيم ليس معمما لدى مستشفيات ومراكز وزارة الصحة بسبب ارتفاع تكلفته التي تصل إلى 750 ريال على للجرعات الثلاث أي بمعدل 250 ريالا للجرعة الواحدة، مبينا أن التطعيم الخاص بهذا المرض لا يعطي مناعة لجميع أنواع فيروسات النزلات المعوية.
من جانبها أوضحت الدكتورة نادية أبو ناصف استشارية الأطفال بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ورئيسة اللجنة الإعلامية بالجمعية السعودية لطب الأطفال أن التطعيم القديم للفيروس لاقى انتقادا من جهة أمريكية صحية عالمية حتى وصل التطعيم الجديد الذي يعتبر هو السائد.
وبينت د. أبو ناصف أن الجمعية السعودية وعددا من أقسام الأطفال في بعض المستشفيات الحكومية قاموا برفع توصياتهم لوزارة الصحة بإدراج التطعيم ضمن جدول تطعيمات الأطفال للوقاية من حالات الجفاف لأن الفيروس يسبب جفافا ونزلات معوية ويفقد الجسم السوائل .
من جانبها أوضحت الدكتورة منال خورشيد استشارية طب الأطفال بالرعاية الصحية الأولية بجدة أن انتقال عدوى هذا الفيروس تكون عن طريق الاطعمة الملوثة، مؤكدة أن المرض ليس له أي علاج في الوقت الراهن وأنه لم يعمم له أي تطعيم وإن كان التطعيم موجودا.
الثلاثاء 24 رجب 1428 - الموافق - 7 اغسطس 2007 - ( العدد 16176)