الموزاييك، البروكار، الدماسكو وأطباق الفضة منتجات قديمة توارثتها العائلات الدمشقية عب 2010-06-13
نوبلزنيوز: يقصد السائح دمشق القديمة لتسوق المنتجات والصناعات السورية اليدوية من الشرقيات التي امتازت دمشق بصناعتها وتوارثتها العائلات الدمشقية جيلا بعد آخر خاصة صناعة النحاس وحفر وتنزيل الفضة منذ العهد المملوكي بما فيها من حرفية واتقان
وقال هادي القاضي صاحب محل شرقيات.. إن الفضة لا تعلق على أي معدن حيث اخترع الدمشقيون ومنذ ذلك العهد تعليق الفضة بقلب النحاس وحفره ثم تلبيس الفضة بطريقة تعتمد على الخبرة
وأصحاب الورش التي تعمل في هذه الصناعة يحتكرونها وتبقى ضمن عائلات محددة خاصة أنها غير موجودة إلا في دمشق كما هو الحال بالنسبة لصناعة الموزاييك "حفر الخشب وتنزيل الصدف عليه
وأضاف القاضي أن السائح الأوروبي يقتني هذه الشرقيات ويعبر عن مدى إعجابه بالصناعة الدمشقية حتى أن بعض السياح يطلبون من البائع توصيل تلك الصناعات الى بلدانهم
وبين القاضي أن الصناعات الشرقية تصنع بشكل آلي ويدوي أما عدد الورش التي تعمل في هذه الصناعات فيصل إلى حوالي 50 ورشة موزعة بين باب شرقي والقباقبية والتكية السليمانية
وقال صبحي الخياط صاحب محل آخر إنه يعمل في هذه الصناعة منذ أكثر من ثلاثين سنة وأن عائلته تمارسها منذ أكثر من قرن وبحكم خبرته بالسوق ومعرفته بالسياح أكد أن بعضهم يسأل عن المنسوجات الحريرية التي تصنع في دمشق وعن أطباق الفضة إضافة إلى البسط التي يتم شراؤها بالعملات الأجنبية
وأضاف الخياط أن السائح يقتني اغلب الصناعات اليدوية مثل حرير دماسكو وحرير البروكار والأغباني والزجاج المصنع يدوياً إضافة الى التحف القديمة ويصل عدد المحال التي تبيع هذه الشرقيات إلى 200 محل موزعة في أحياء دمشق القديمة
وقال محمد سمير سنان صاحب محل بيت الانتيك.. نحن نعمل في صناعة الموزاييك منذ اكثر من مئة سنة والسائح يقبل على هذه الصناعة من المغرب العربي وأوروبا وبعض سياح الخليج يقومون باقتناء الموزاييك الدمشقي وهو موجود في أغلب القصور الخليجية
وأضاف سنان أن تاريخ صناعة الموزاييك يعود الى أكثر من 600 عام حيث اشتهرت هذه المهنة أيام الأتراك والدمشقيون هم من صنع الموزاييك الموجود في الاستانة وآية صوفيا وأشار الى أن عدد عمال ورشته يصل إلى 145 عاملاً موزعين على عدة أقسام وأشار سنان إلى أن بعض القطع المصنعة تم بيعها في أفضل المزادات العالمية مثال مزاد سوز بيز وكريستيز وبأسعار عالية جدا وأن اكبر مزادات التحف تعتمد على الموزاييك الدمشقي
وقال عبد الكريم الاصيل صاحب معمل بروكار حرير طبيعي إن هذا المنتج لايصنع إلا في دمشق تحديدا ويقصده السياح من كل دول العالم وأضاف ان ملكة بريطانيا اليزبيث صنعت فستان زفافها ذات يوم من البروكار الدمشقي
وأوضح الأصيل أنه لايوجد في العالم سوى نولان لصناعة البروكار وهذان النولان في دمشق حيث تصل تكلفة المتر المربع الواحد من البروكار إلى حوالي 2000 ليرة سورية ويصل وزنه إلى 160 غ ويحتاج لحوالي ساعتين من الوقت لصناعته مبيناً أن كل السياح الذين يقصدون دمشق القديمة يقتنون البروكار الطبيعي حتى أن ملكة اسبانيا عندما زارت سورية قبل سنوات أخذت هدية من البروكار الطبيعي الأبيض.
عمران عيسى
تحياتي