- تسمية مدينة درعا:
- الموقع القديم الذي قامت عليه مدينة درعا:
- قلعة بصرى والآثار الإسلامية فيها :
- ومن مناطق السياحة التاريخية الجديرة بالزيارة في هذه المحافظة نذكر.
تشمل المنطقة الجنوبية من سورية ثلاث محافظات هي: درعا والسويداء والقنيطرة. وهي منطقة ذات طبيعة متباينة من الغرب إلى الشرق: ففي حين يطلق على الجزء الغربي اسم الجولان، الذي يبدو للقادم من الشرق على شكل هضبة متموجة ذات أرض تكثر فيها الصخور والصبات البركانية، وتنحدر بهدوء نحو الجنوب، وتعلوها مرتفعات جبلية، هي عبارة عن مخاريط بركانية متباينة الارتفاع، وتشرف عليها من الشمال كتلة جبل حرمون (الشيخ). ويلي الجولان سهل حوران الواقع في الوسط بين الجولان في الغرب، وجبل العرب (جبل حوران)، وصبّة اللجاة في الشرق. حيث يصل الارتفاع في أعالي جبل العرب إلى نحو (1800متراً). وتنحدر من هذه المناطق الثلاث أودية تصب جميعها في وادي اليرموك، ذلك الوادي الذي اشتهر من خلال معركة اليرموك التي دارت بين جيوش الفتح العربي الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد، والجيوش البيزنطية إلى الغرب من مدينة درعا (بين وادي الرقاد والعلان المنتهين في اليرموك).
ولهذه المنطقة من سورية تاريخ عريق منذ أقدم العصور. ففيها ازدهرت ممالك ومدن كثيرة. وكانت سهول حوران مصدراً هاما للقمح في الإمبراطورية الرومانية، وجبل العرب موطناً للكروم والأشجار المثمرة. وكل قرية من قرى المنطقة لها تاريخ طويل، تشهد عليه حجارتها وسجلها التاريخي. ولعل وقوع بعض حواضر هذه المنطقة على طريق التجارة والسفر بين شبه الجزيرة العربية والشام كان السبب في ازدهارها الذي طال مع اختلاف الدول؛ فهذه شهبا مدينة فيليب العربي (امبراطور روما)، وتلك بصرى الشام مدينة الراهب بحيرى، ومحطة الحجاج التاريخية تشهد حتى الآن على تاريخ لا يضاهى.
تسمية مدينة درعا:
من أقدم مدن بلاد الشام التي تواجدت في العصر البرونزي وربما قبله وقد ورد ذكرها في وثائق تل العمارنة المكتشفة في مصر من القرن الرابع عشر قبل الميلاد كما ورد في التوراة أيام كانت عاصمة للملك (عوج الجبار) ملك باشان وتعني حوران .. اختلف المؤرخون حول تسميتها (أدرعا أو ادرعي ) تعود إليها او إلى مدينة (ازرع ولكن الرأي الأكثر قبولا يقول بانها (ادرعي) وهي كلمة سامية امورية وفي العهد الروماني تبدلت الى درعا ثم صارت بعد الفتح العربي (اذرعات وايضا اترعات) .
وإن أول اسم عرفت به درعا هو ( أذرعي ) بمعنى قوة او حصن كما وردت في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام الجزء الثالث للدكتور جواد علي وفي الروايات العربية الإسلامية عرفت باسم ( اذرعات ) ومازال العوام يلفظونها ذرعات او ذرعا.
وقد أطلق عليها الفرعون تحوتمس الثالث اسم ( أتارعا ) أما العهد القديم فسماها (أدرعي) و أطلق عليها الجغرافيون العرب اسم ( أذرعات ). من آثارها الكهوف التي كانت مساكن للإنسان القديم ثم المسجد العربي الذي شيد في العهد الأموي ثم الأيوبي .
الموقع القديم الذي قامت عليه مدينة درعا:
لعبت مصادر المياه دوراً أساسيا في تمركز الجماعات البشرية لذا فان لوادي الزيدي الدور الأساسي في نشؤ المدينة كما ولعب الوادي خطا دفاعيا لمدينة درعا من جهتي الشرق والشمال وان بقايا الجسور والسدود القائمة على الوادي وخزانات المياه والآبار خير دليل على إمكانات المنطقة الواسعة لظهور مدينة هامة .
إن التل القائم على الجانب الأيسر من وادي الزيدي والمعروف حالياً باسم الكرك هو المكان الذي قامت عليه المدينة القديمة وان هذا التل تميز بتوفير الحماية للمدينة ويعتبر محطة الإنذار المبكر لدرء الخطر عن المدينة.
أولاً - وإذا ما حاولنا استعرض أهم المعالم السياحة في محافظة درعا، لتبين لنا غناها بالمعالم التاريخية والأماكن الأثرية وبعض المعالم الطبيعية، فيما نورده لاحقاً ونحن نبتدأ ببصرى ذائعة الصيت ووجهة كل سائح يفد سورية.
1- فبصرى؛ التي تقع إلى الشرق من درعا بنحو 40كم (تبعد عن دمشق 140كم) تضم آثاراً من العهود النبطية والرومانية والإسلامية، أهمها على الإطلاق: المسرح-القلعة، الذي يعد أكبر وأسلم المسارح التي بنيت في العهد الروماني، ليس في سورية فقط وإنما في أنحاء العالم القديم. وإلى جانب المسرح يمكن ذكر البوابة الغربية الفخمة (باب الهوا)، والباب النبطي، وقوس النصر، ومعبد حوريات الماء، والسوق التجاري القديم، وبركة الحاج والبركة الشرقية. ومن العهد الإسلامي يمكن ذكر: جامع الخضر، والجامع العمري، وجامع فاطمة، وجامع مبرك الناقة. ويوجد فيها أيضاً مدرسة أبي الفداء، وبقايا دير الراهب بحيرى، والكاتدرائية، والعمود النبطي، والحمامات الرومانية، والملعب، والمدفن. ولأهميتها التاريخية يُقام فيها سنوياً مهرجاناً فنياً (مهرجان بصرى للفنون) في شهر أيلول.
قلعة بصرى والآثار الإسلامية فيها :
تحول المسرح الروماني إلى قلعة في العصر الأموي والعباسي إذ سدت حميع أبوابه ونوافذه بجدران محدثة من الخارج. وفي العصر الفاطمي تم بناء ثلاثة أبراج ملاصقة لجدار المسرح تماماً. الأول في الجهة الشرقية . والثاني في الجهة الشمالية الغربية . والثالث في الجهة الغربية. وكلها تتصل بأبواب تفتح على النوافذ الرومانية العلوية على مسار الممشى الوسط في المدرج. وفي العهد الأيوبي تم بناء تسعة أبراج زمن الملك العادل ابن أيوب وولده شرف الدبن عيسى عام /599ه/ وأحاطوها بخندق ودعموا جدرانها بل جدران بعضها من ناحية الخندق بجدران مائلة. ويمر من فوق الخندق جسر مؤلف من خمسة أقواس يتقدمها جسر من الخشب متحرك يرفع بواسطة الحبال مثبتة عند باب القلعة وعند الحاجة وبذلك تبقى القلعة واحدة من أفضل أمثلة العمارة العسكرية في العصور الإسلامية.
في عام 1076 تم في هذه الحقبة وكإجراء لحمايتها من المهاجمين تحويل البرجين المزودين بسلالم والواقعين على جانبي منصة المسرح من الخارج وذلك لاستخدامها في الأغراض الدفاعية. هذه الأعمال الإنشائية كانت في عام 1088. أما البرج الغربي الذي يعدّ أفضل الأبراج تماسكاً فقد أضيف عليه طابق يتكون من غرفة واحدة في نفس هذه الحقبة تم أيضاً إغلاق جميع منافذ المسرح المؤدية إلى الخارج. بعد حقبة فاصلة متدتها ستون عاماً أمر حاكم دمشق بتقوية التحصينات الأولى عن طريق بناء برج آخر في الزاوية الجنوبية الغربية.
في بداية الحكم الأيوبي في دمشق بدأت المرحلة الثانية من بناء هذه القلعة حيث تم على مدى عقدين من الزمان بناء سلسلة من الأبراج مستطيلة الشكل عددها ثمانية تلتف حول المسرح، المبنى السابق. وفي المساحات التي تقع بين هذه الأبراج أنشئت غرف وممرات داخلية وتجهيزات دفاعية أخرى قام ببناء معظمها حاكم دمشق الأيوبي الملك العادل أبو بكر 1196-1218.
تعتبر أيام حكم الصالح إسماعيل الذي حكم بصرى حتى عام 1246 العصر الذهبي لهذه المدينة، فقد أقام معظم هذه الحقبة في القلعة.
ونظراً لأن قلعة بصرى كانت مقراً لهذا الأمير الأيوبي فقد تواصلت النشاطات المعمارية فيها، حيث بدأ العمل في إنشاء الجامع عام 620ه /1223-1224م فوق منصة المسرح وتلا ذلك إنشاء خزان مياه مقبى في تجويف المسرح كانت تصل مياهه بواسطة أنابيب تمتد من بركة الحاج الواقعة بالقرب من المسرح والتي أعيد استخدامها في نفس هذه الحقبة، ومن هذا الخزان يتم توصيل المياه اللازمة إلى الحمام الفاخر الذي كان في الجانب الشرقي من المسرح.
2- أما مدينة درعا؛ فتبعد عن دمشق نحو (100كم)، وتحتوي العديد من المواقع الأثرية أهمها: المدرج
الروماني، وبقايا حمامات رومانية، والجامع العمري. إضافة إلى كونها مركز محافظة، تتوفر فيها جميع الخدمات السياحية.
3- الصنمين؛ مدينة تقع على الطريق القديم بين دمشق ودرعا (40 كم عن دمشق). فيها معبد روماني قديم.
4- الشيخ مسكين: بلدة قديمة تبعد عن دمشق نحو (75كم) باتجاه درعا.
5- ازرع: تقع على الطريق الجديد الواصل بين دمشق والحدود الأردنية. تضم العديد من الآثار الرومانية والبيزنطية، أهمها: كنيسة القديس مارجرجس، وكنسة مار الياس.
6- جاسم: قرية تقع جنوب غرب الصنمين. ولد فيها الشاعر العربي أبي تمام (حبيب بن أوس الطائي).
7- تل شهاب: تل أثري إلى الغرب من درعا، يطل على وادي اليرموك. ويشتهر الموقع بالشلالات المائية المجاورة. وإلى الشمال الغربي بنحو (5كم) توجد شلالات زيزون.
8- بحيرة مزيريب: غرب درعا (13كم)، وهي بحيرة طبيعية عميقة، تقع علىضفافها العديد من المتنزهات الجيدة. وبحيرات ينابيع أخرى صغيرة (بحيرة الأشعري، وبحيرة العجمي…إلخ).
ثانياً - أما في محافظة السويداء التي تضم جبل العرب، الذي يصل ارتفاعه حتى (1803 متراً) في تل غينة، وتنتشر فيه بعض أجزائه الغابات والأحراش، ويضم الكثير من المواقع الأثرية. وهذا جعل له قيمة كبرى في السياحتين التاريخية والطبيعية، يقصده عدد كبير من السياح والمتنزهين.
ومن مناطق السياحة التاريخية الجديرة بالزيارة في هذه المحافظة نذكر.
1- السويداء: مركز المحافظة على بعد (105كم) من دمشق. وترتفع بنحو (1100متر) عن مستوى سطح البحر. وفيها الكثير من المعالم الأثرية العائدة للعهود النبطية والرومانية والعربية الإسلامية، من بينها: مسرح، ومعبد نبطي، وبقايا كنيستين، وبرك رومانية. وفيها متحف تاريخي حديث غني بمعروضاته. ويُقام في السويداء سنوياً معرض الكرمة والتفاحيات في شهر أيلول.
وتمتاز بمناخها اللطيف وهوائها المنعش . تنتشر في معظم أراضيها كروم العنب وبساتين الأشجار المثمرة كالتفاح والدراق كما يوجد فيها بعض الينابيع العذبة كنبع القينة.
تتسم محافظة السويداء بصخورها الحممية البازلتية السوداء التي تطبعها بطابع خاص متميز وتتصل هذه المحافظة بغيرها من محافظات القطر بشبكة من الطرق الجيدة كما تتوفر فيها بعض المنشآت السياحية والخدمية وفي مقدمتها مركز الاستعلامات السياحي، وهو بناء حديث يقع في مدخل مدينة السويداء بالإضافة إلى بعض المطاعم والفنادق الموزعة فيها على اختلاف درجاتها إضافة لعدد وافر من مكاتب السياحة والسفر تؤدي الخدمات للسواح والزائرين.
وتشتهر محافظة السويداء بصناعاتها اليدوية التقليدية ,اهمها صناعة السجاد والبسط والمطرزات والقش والأطباق وتقام فيها مهرجانات ومعارض عديدة أهمها معرض الكرمة والتفاحيات الذي يقام في شهر أيلول من كل عام، وتتميز المحافظة بنشاطاتها الأدبية والفنية والثقافية وبها عدد وافر من الأندية والجمعيات والمراكز الثقافية التي تشرف وترعى هذه الحركة الناشطة.
عرفت المحافظة جغرافياً بجبل حوران وفي العهد القديم بجبل باشان وفي الأدب العربي بجبل الريان وعرفت حديثاً بجبل الدروز ومؤخراً بجبل العرب.
وبالرغم من ارتفاع الققم في جبالها (1500 - 1700م) إلا أن التضاريس لا تبدو وعرة فيها بل ترتفع تدريجياً مشرفة على سهول حوران الخصبة وعلى ذرى جبل الشيخ المكسوة بالثلج.
تعتبر المحافظة من أقدم مناطق الشرق القديم موطناً لإنسان ما قبل التاريخ، وقد توالت عليها عدة موجات بشرية من العرب القدماء كالاموريون فالأراميون فالانباط فالغساسنة فالعرب المسلمون كما توالت عليها في فترات أخرى موجوات متنوعة كاليونانية والرومانية والبيزنطية، وقد تركت كل موجة آثارها المنتشرة في كافة أنحاء المحافظة كالآثار الصفوية والنبطية وآثار العهود اليونانية والرومانية والإسلامية وغيرها.
وكان اسمها أيام الأنباط (سودا) اي السوداء الصغيرة لأن المدينة بنيت بالحجارة البركانية السوداء أما الرومان الذين جعلوها في القرن السادس واحدة من أهم مدن ولاية الجزيرة فأطلقوا عليها اسم (ديونيزياس) لأنها بلد العنب الشهي . آثارها كثيرة ولكن مبعثرة البقايا وقد جمعت أهم هذه الآثار في متحفها الغني الذي يضم مجموعة رائعة من لوحات الفسيفساء من عصور مختلفة في أحدها مشهد لربة الصيد ارتميس محاطة بالحوريات ومشهد آخر لمولد فينوس وعرس تيتيس آلهة الأرض.
2- شهبا: تبعد عن دمشق بنحو (90كم)، وهي مدينة الإمبراطور فيليب العربي الذي حكم روما بين (244-249م) ولذلك سميت المدينة التي أعاد بناءها ونظمها باسمه (فيليبوليس). وفيها الكثير من آثار العصر الروماني (آثار السور المربع، الشارعان الرئيسان، المعبد، الكليبة، المقبرة، المسرح المدرج، الحمامات، الدارة المحولة إلى متحف، آثار قناة مياه)، ومتحف هام بما يملكه من لوحات الفسيفساء الرائعة.
3- قنوات: تقع شمال شرق السويداء بنحو (5) كيلومترات، كان لها دور كبير في العهد الروماني بسبب وقوعها على واد غني بمياهه، كانت تجر منه قنوات الماء لإدارة الطواحين، وللشرب. وفيها بقايا معابد وثنية مثل: معبد إله الشمس، ومعبد إله المياه، ومعبد الإله زيوس. وفيها مسرح روماني، وخزان كبير للمياه، وحمامات، وساحة الأغورا المرصوفة. والأهم من ذلك سراياها الأثرية.
4- صلخد: مدينة قديمة تقع جنوبي السويداء بنحو (38كم). تشتهر بقلعتها النبطية القائمة فوق تل صلخد البركاني، والتي أعيد بناؤها في العهد الأيوبي.
5- عريقة: تشتهر بمغارتها الأثرية التي تحول مدخلها إلى منتزه سياحي جميل.
6- ويمكن ذكر قرى عتيل وسليم وسيع وسالة والقريا وسواها من البلدان والقرى ذات التاريخ القديم والآثار الباقية. بل من الصعوبة بمكان العثور على موقع بدون تاريخ وآثار حتى تلك المناطق الشديدة الوعورة في صبة اللجاة البركانية نجد آثار الطرق الرومانية، والمواقع المحصنة، وهذا ما نراه أيضاً في الجهات الشرقية من محافظة السويداء حيث تسود الصبات والمرتفعات البركانية الوعرة، والتي لا تخلو من مواقع استقرار بشري قديمة بدءاً من خربة الأنباشي إلى الشمال الشرقي من شهبا وحتى الزلف إلى الجنوب الشرقي من السويداء.
ثالثاً - أما محافظة القنيطرة التي تعرضت معظم أراضيها للاحتلال الإسرائيلي في عام (1967م)، وحرر جزء منها في عام (1973)، فإنها مليئة أيضاً بالمواقع التاريخية والطبيعية: فحمامات الحمة في وادي اليرموك تشتهر بينابيعها الحارة، التي استخدمت تاريخياً للعلاج والاستجمام. والإطلالة على بحيرة طبريا من قرى منطقة فيق (الزوية) وعلى سهل الحولة وجبال الجليل الأعلى وجنوبي لبنان. وهناك الينابيع الغزيرة العذبة المياه التي تشكل روافد لنهر الأردن، ومن أهم هذه الينابيع نبع بانياس. وبلدة بانياس ذات التاريخ المليء بالأحداث منذ آلاف السنين، وتطل عليها قلعة النمرود (الصبيبة). وإلى الشرق منها أحراش جباتا الزيت ومسعدة مع بحيرتها الطبيعية البركانية الأصل، وغابة جباتا الخشب المحررة إلى الشمال من القنيطرة، وأحراش بريقة وبئر عجم إلى الجنوب من القنيطرة، وآثار نبع الصخر إلى الشرق من بئر عجم وغير ذلك من المعالم.
يعطيك العافيه علي هذه المعلومات الوافيه الكافيه