- المنطقة التاريخية في جدة ثروة أثرية في طريقها إلى الظهور
- وجهة سياحية بمستوى دولي
المنطقة التاريخية في جدة ثروة أثرية في طريقها إلى الظهور
وجهة سياحية بمستوى دولي
مدينة جدة، على الساحل الغربي من السعودية هي وجهة سياحية على مستوى عالمي، وهي كغيرها من المدن السياحية تختلف سياحياً من وجهة نظر زوارها بطبيعة الحال عن رؤية سكانها لها. فجدة لدى كثير من زوارها هي الساحل والبحر والألعاب البحرية من جهة، والأسواق والتسوق من جهة أخرى. أما بالنسبة لعاشقيها من سكانها، فهي «غير». وقد انتشرت مقولة «جدة غير..» في السنوات الأخيرة بشكل واسع وشعبي، بعد ان استخدمت تسويقياً بنجاح، لوصف المدينة السعودية الساحلية كجزء من الحملة الدعائية التي استخدمت لجلب زائرين جدد لعروس البحر الأحمر.
«جدة غير» لأنها مدينة ذات تاريخ متميز ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحر والتجارة نظراً لكونها ميناء طبيعيا استخدم لذلك الغرض منذ مئات السنين، لكن الأهمية الاستراتيجية لموقع جدة الجغرافي كميناء مهم وقربها من المدن الإسلامية المقدسة لم يستطع أن يحل مشكلتها الأكبر منذ الأزل وهي أزمة مياه الشرب.
وظلت مدينة جدة على مدى ألفية كاملة صغيرة الحجم وقليلة عدد السكان بسبب شح مياه الشرب بها، فقد بقي حجمها كيلومترا مربعا واحدا محصورا داخل حدود ذلك السور، الذي كان يحيط بها حتى عام 1948، عندما دخلت إليها تقنيات تحلية المياه المالحة، وتدريجياً بدأ الناس يسكنونها باطراد، ثم جاءت فترة النفط السعودي لتحملها كباقي المدن السعودية على موجة التطور والتوسع والبناء كونها المدينة التجارية الأولى في السعودية.
وتحولت تلك المدينة الصغيرة ذات الشخصية المتميزة والروح الأصيلة التي تشكلها مجموعة من البيوت المبنية بأسلوب خاص من المرجان البحري والرواشين الخشبية التي كانت تعيش داخل حدود السور، إلى مجرد حي قديم على طرف مدينة جدة الجديدة المتطورة ذات المباني الخرسانية المرتفعة والأسواق التجارية المكيفة والمتراصة. وأصبحت شهرة المدينة القديمة، أو المنطقة التاريخية كما تسمى أحياناً، أو حي (البلد) كما صار يطلق عليها مجرد مجموعة، من الأسواق التقليدية (العتيقة) والبيوت القديمة المهددة بالسقوط في أي لحظة، التي يسكنها الكثير من أعضاء العمالة الوافدة بأسعار رخيصة، وبدأ ينصرف عن البلد النظر والاهتمام شيئاً فشيئاً.
أحد أبناء (البلد) هذا الحي «الشعبي» القديم، هو سامي نوار، الذي ولد فيه عام 1959، وتابع دراسته في مدارسه حتى تم ابتعاثه لدراسة الهندسة المدنية في الولايات المتحدة الأميركية. في 1991 صدر القرار بإنشاء إدارة لحماية المنطقة التاريخية، وكان من حيثيات القرار تعيين المهندس سامي نوار مديراً لها. مكان العمل الذي يدير منه سامي نوار حماية المنطقة التاريخية في ما بات يعرف اليوم ب «بيت نصيف»، يقع على بعد عدة أمتار من مكان مولده، وهو أحد البيوت الأثرية التي تم تحويلها إلى متحف يضم العديد من الصور والمعلومات عن المدينة القديمة.
«الشرق الأوسط» التقت المهندس سامي نوار في مكان عمله ببيت نصيف وسألته عن السبب الذي من أجله أنشئت إدارة حماية المنطقة التاريخية وما يستحق الحماية بها وإنجازاته حتى الآن وأهدافه التي يطمح للوصول إليها مستقبلاً..
يقول نوار، إن في المنطقة التاريخية ما يقارب 500 مبنى تاريخي تتراوح أعمارها بين الخمسمائة والمائتي سنة، 17 بالمائة منها مهجورة و13 بالمائة منها قابلة للسقوط، يتم ترميمها وإصلاحها باستخدام نفس الآليات والأدوات والمواد القديمة. حتى العمالة التي توجه هذه الأعمال هم مجموعة من البنائين القدامى من أهل جدة الذين يقومون بتدريب جيل جديد من البنائين الشباب على أساليب البناء القديم.
يقول نوار: إن أهم ما يطمح إليه هو تطوير فهم «الجداويين» وثقافتهم للتعرف على أهمية المنطقة التاريخية، مما يمكن أن يحولها تدريجياً إلى استثمار سياحي ناجح قادر على تمويل نفسه. ويذكر نوار أن ترميم هذه المباني لا يكلف أكثر من ثمانين ألف ريال (21.3 ألف دولار).
كما ان الهدف الأساس من إنشاء إدارة حماية المنطقة التاريخية هو هدف ثقافي وطني يهدف للمحافظة على ثروة تاريخية تحتضنها المنطقة. الجدير بالذكر أن أسلوب البناء الذي تتميز به المنطقة التاريخية في جدة ليس مقصوراً عليها، فهو أسلوب معروف في كثير من المدن والقرى الساحلية على كافة سواحل البحر الأحمر في السودان واليمن ومصر والأردن وإريتريا.
منقول
الرابط: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=41&issue=9829&article=330187
بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد .
تحياتي لك