- إليكم مع دعواتنا بأن يرحم الله المنصور ابن أبي عامر وأن يغفرله ..
- يقطع النصارى عليه الطريق، فيُملي هو شروطه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن أبي عامر .. تلك الشخصية التي حيرت المؤرخين والمطلعين
تذكر له مواقف كثيرة , ربما كان من أهمها ذلك الموقف البطولي الذي لن ينساه التاريخ
فربما تعلمون أن المنصور هو القائد الأول الذي كان يغزوا بلاد النصارى مرتين كل سنة
في حين أنه كان جميع الخلفاء من قبله يخرجون للجهاد مرة كل سنة تسمى ب ( الصوائف )
أما المنصور فكانت له ( الصوائف ) و ( الشواتي ) .. وبإحدى الصوائف التي خرج بها ليجاهد في بلاد النصارى بأوروبا .. حدث له هذا الموقف ..
إليكم مع دعواتنا بأن يرحم الله المنصور ابن أبي عامر وأن يغفرله ..
يقطع النصارى عليه الطريق، فيُملي هو شروطه :
يُذكر عن الحاجب المنصور أيضا أنه رحمه الله وهو في جهاده لفتح بلاد النصارى كان قد عبر مضيقا في الشمال بين جبلين، ونكاية فيه فقد نصب له النصارى كمينا كبيرا، فتركوه حتى عبر بكل جيشه وحين همّ بالرجوع وجد طريق العودة قد قطع عليه، ووجد المضيق وقد أغلق تماما بالجنود.
ما كان من أمر الحاجب المنصور إلا أن عاد مرة أخرى إلى الشمال واحتل مدينة من مدن النصارى هناك، ثم أخرج أهلها منها وعسكر هو فيها، ووزّع ديارها على جنده، وتحصّن وعاش فيها فترة، ثم اتخذها مركزا له يقود منه سير العمليات العسكرية، فأخذ يرسل منها السرايا إلى أطراف ممالك النصارى، ويأخذ الغنائم ويقتل المقاتلين من الرجال، ثم يأتي بهؤلاء المقاتلين ويرمي بجثثهم على المضيق الذي احتلّه النصارى ومنعوه من العودة منه.
وهنا ضج النصارى وذهبوا مغاضبين إلى قوادهم يعرضون عليهم أن يفتحوا له الباب حتى يعود إلى بلده مرة أخرى أو يجدوا حلا لهم في هذا الرجل، فاستجابوا لهم وعرضوا على الحاجب المنصور أن يخلوا بينه وبين طريق العودة ويعود من حيث أتى، ما كان من المنصور إلا أن رفض هذا العرض، ورد عليهم متهكما أنه كان يأتي إليهم كل عام مرتين، صيفا وشتاءا، وأنه يريد هذه المرة أن يمكث بقية العام حتى يأتي موعد المرة الثانية، فيقوم بالصوائف والشواتي من مركزه في هذه البلاد بدلا من الذهاب إلى قرطبة ثم العودة منها ثانية.
لم يكن مفر أمام النصارى سوى أن يطلبوا منه الرجوع إلى بلده وله ما يريد، فاشترط عليهم الحاجب المنصور في سبيل موافقته على عرضهم ما يلي:
أولا: أن تفتحوا المضيق ولا تبقوا فيه نصرانيا واحدا، فوافقوه على ذلك.
ثانيا: أن ترفعوا جثثكم التي ألقيناها من أمام المضيق، فبدأوا يرفعون جثث الجنود الذين قتلوا أمام المضيق وأبعدوها عنه.
ثالثا: أن تحملوا لي جميع الغنائم من هنا إلى مقري في قرطبة، وبالفعل أجابوا إلى ذلك، وحملوا الغنائم التي حصّلها من بلادهم من ليون في الشمال حتى أوصلوها إلى قرطبة في الجنوب.
الموقف ( 2 )
يُسيّر جيشا جرارا لإنقاذ نسوة ثلاث :
جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان.وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات، فقالوا: لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن؛ فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء.
.
.
1 - نسخة مع التحية لحكام المسلمين .
2 - نسخة مع الإعتذار لفتيات العراق وفلسطين .