المغرب المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
-
- الدول العربية
- المغرب
- المغرب و الأمطار
بوينج
09-08-2022 - 08:33 pm
تهطل الأمطار في المغرب وسط ابتهاج عام بين الناس على الرغم من أنها تترك في طريقها ضحايا، «تهطل» فوقهم أيضا أسقف منازلهم المهترئة فيرون في ذلك قضاء وقدرا، وقليلا من الإهمال من طرف الحكومة.
ويعيش المغاربة قصة حب من جانب واحد تقريبا مع الأمطار، خصوصا أنها أصبحت تغيب لسنوات، ثم تعود لتذكر الناس بأنها ما زالت موجودة، فتكون الحكومة أول من تسعد بذلك علنا وتصدر إحصائيات عن المنتوج الزراعي المرتقب وارتفاع نسبة المياه في السدود، فيتوقع الناس انخفاضا في أسعار البطاطس، وكثيرا من المياه في الصنابير، وينسون أرجلهم الغارقة في الوحل في مناطق وحارات تعودت على الجفاف، وحين يفاجئها المطر تتحول إلى مستنقعات وكتل من الطين.
وفي شوارع الكثير من المدن المغربية تتكون برك هنا وهناك تحتاج إلى قوارب لعبورها. وفي شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، الذي خضع قبل سنوات قليلة فقط لإصلاح «عميق» كلف ملايين الدولارات، لا تحتاج الأمطار سوى إلى نصف ساعة حتى يصبح المارة مجبرين على تعلم القفز من طريق إلى آخر، أو التضحية بدفء أرجلهم وهم يغطسون في المياه المتجمعة على حواف الأرصفة.
وفي الأحياء الهامشية من مدينة طنجة (شمال) وجد شبان ومراهقون عاطلون مهنة جديدة وهم يقفون بين الأرصفة العامرة بالمياه الموحلة ويرتدون أحذية طويلة من البلاستيك، ومهمتهم حمل المارة على أظهرهم من رصيف إلى آخر مقابل بضعة دراهم، ومن دون هؤلاء «العبّارين» الأشاوس يصبح التنقل مستحيلا بين طرقات وأحياء تغرق في المياه عند أول زخّة مطر.
وفي مدينة فاس، تحولت عراقة وقدم هذه المدينة إلى نقمة حقيقية بالنسبة للكثير من سكانها الذين يجدون أنفسهم في منازل عتيقة تختمر جدرانها بالماء سريعا، وفي أحيان أخرى تسقط وتخلف عددا من الضحايا. وفي أحياء القصدير بالدار البيضاء، أكبر مدن المغرب، تصبح الحياة عبارة عن أمل كبير ومتواصل بتوقف الأمطار، على الرغم من أن السكان سرعان ما يبدأون بطلب الغيث والرحمة بمجرد أن تتوقف.
وداخل أحياء الصفيح، وهي في الغالب مؤثثة بأحدث أنواع التكنولوجيا الرقمية وتلفزيونات بالألوان تنقل أحداث «ستار أكاديمي» أولا بأول، يضع السكان صحنا هنا، وكوبا هناك تحت الأسقف التي تقطر، أو يقوم الكثيرون بتغليف أكواخهم القصديرية بقطع كبيرة من البلاستيك.
وتقول الحكومة المغربية إن هناك نصف مليون مغربي مهددون بأن تسقط منازلهم فوق رؤوسهم. وفي الأسبوع الماضي تظاهر عشرات السكان في الدار البيضاء بعد أن «ذهبت منازلهم مع الريح» بسبب الأمطار، وأصبحوا يعيشون في أكواخ تشبه الخيام البدائية، بينما الأطفال يبحثون عن مكان آمن يفتحون فيه دفاترهم وكراساتهم المدرسية حتى لا تبللها مياه الأمطار.
وتمتلئ وسائل الإعلام في المغرب، بما فيها شاشات التلفزيون العمومي، بإعلانات كثيرة عن منازل حديثة يمكن أن تحقق أحلام البسطاء الذين يسكنون منازل القصدير، وأشقائهم من الموظفين البسطاء الذين نبت القصدير في صدورهم من فرط التفكير في سكن لائق. غير أن أسعار هذه الشقق ما زالت تسبب رعبا للكثيرين، على الرغم من أنها أنقذت كثيرين أيضا من جحيم الشتاء والصيف.
وتتنافس مقاولات أجنبية على بناء عشرات الآلاف من الدور الشعبية في كثير من المدن المغربية، أهمها مقاولة «فاديسا» الإسبانية التي استطاعت كسب صفقات كثيرة. غير أن المغاربة يعبرون عن تمنياتهم من أجل فتح هذا المجال أمام المزيد من المقاولات، وخصوصا الصينية، التي يقولون إنها يمكن أن تخفض أسعار الشقق الشعبية بشكل أكبر، ويأخذون العبرة بأسعار النسيج التي تهاوت إلى الحضيض بمجرد أن دخل الصينيون المنافسة.
وكان المغاربة في العقود الماضية يتجمعون في المساجد أو الساحات لطلب «اللطيف»، وهو دعاء من أجل ألا تتحول مدنهم وقراهم إلى بحيرات بسبب غزارة الأمطار. غير أن تلك الأيام المجيدة صارت اليوم ذكرى من الماضي، وأصبح الناس في العقود الثلاثة الأخيرة يتجمعون من أجل صلاة الاستسقاء وطلب الغيث من السماء.
وتزامن موسم الأمطار الكثيف الذي يشهده المغرب هذا العام مع موجة برد تكاد تكون قياسية. وقبل بضعة أسابيع تحدثت أخبار عن وفاة طفل من شدة البرد بين يدي والده في طريق بين جبال الأطلس وسط البلاد، حين حاصرت الثلوج حافلة للمسافرين ظلوا ساعات طويلة من دون أية مساعدة، في وقت وجهت انتقادات شديدة للسلطات بعد أن راجت أخبار عن قيام طائرات مروحية بإنقاذ سياح من وسط الجليد بمنطقة قريبة من حافلة المسافرين المحاصرة.
وكشفت الأمطار والثلوج في المغرب هذا العام عن اختلالات فظيعة في حياة الناس والبيئة. ففي جبال الأطلس تقوم دوريات بحراسة الغابات من الناس الذين يبحثون عن حطب للتدفئة، وغالبا ما يتم تغريمهم بشكل صارم، مما يضطر بعضهم إلى التدفؤ عبر إشعال النار في عجلات السيارات القديمة، لكن ليس داخل منازلهم طبعا. وتقول السلطات إنها تحاول حماية البيئة والأشجار من الانقراض، بينما يقول السكان إنه من الأنجع حمايتهم هم أيضا من الانقراض، ليس عبر تركهم يقطعون الأخشاب من الغابات لتدفئة أجسادهم الباردة، ولكن على الأقل عبر تزويد قراهم النائية بالماء والكهرباء، حتى يستطيعوا شراء أجهزة تدفئة كهربائية، عوض حمل فؤوسهم سرا كل ليلة والتوجه إلى الغابات ل«سرقة» بعض الحطب.
وتساقطت هذا العام ثلوج كثيفة على منطقة الأطلس مما تسبب أيضا في قطع طرقات وحوادث سير مميتة ومعاناة يومية ما زالت مستمرة.
وتساهم الحالة الاقتصادية السيئة للكثير من سكان المناطق الشعبية في تدهور منازلهم بسبب غياب الصيانة والإصلاح، مما يجعلها معرضة في أي وقت للسير قدما نحو الانهيار، مع أن المغاربة يتشوقون إلى الأمطار بكثير من الحب... فمن الحب ما قتل.
منقول من الشرق الأوسط للإطلاع
ومانقول اللهم حولينا ولاعلينا
ولاكن كلمت حق فقد زرت معظم المدن
المغربية وقد لاحظت كثرت الصيانة والمشاريع
وأن كانت صغيرة ولاكنها مستمره ... والله يرزقهم
ويرحم حال جميع بلاد المسلمين ... آمين