زراعة الحشيش تزدهر في المغرب
http://www.middle-east-online.com/pictures/biga/_20604_opium_12-1-2004.jpg
مئة ألف اسرة مغربية تعتاش على زراعة الحشيش الذي يصدر انتاجه بالكامل للسوق الأوروبية محققا ارباحا خيالية.
أخيرا اتخذ المغرب المعتقد منذ زمن بعيد أنه أكبر مصدري الحشيش في العالم الخطوة الاولى الاساسية وهي الاقرار بأن لديها مشكلة تتعلق بالمخدرات.
ففي تقرير مشترك مع مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة التزمت حكومة المغرب الصراحة والوضوح بشأن حجم ونطاق تجارة الحشيش.
وقدر التقرير أن نحو مئة ألف أسرة مغربية تعيش على زراعة نبات القنب. والحشيش هو شكل نقي من المخدر مصنوع من مادة صمغية تستخلص من الاجزاء العليا من زهور النبات.
ويرتفع استهلاك الحشيش المغربي في أوروبا بشكل صاروخي. ففي أسبانيا المجاورة، وهي البوابة الرئيسية للدخول إلى السوق الاوروبي، يقول مسئولو الشرطة والجمارك الان أن القوارب السريعة تقوم بتهريب شحنات الحشيش عبر البحر المتوسط حتى في وسط النهار.
وبلغ انتاج المغرب ام 2003 (47 ألف طن) من القنب أنتجت بدورها 3080 طن من الحشيش وذلك حسبما جاء في التقرير.
وتزرع الكمية الاكبر من القنب في جبال منطقة الريف وهي منطقة فقيرة مكتظة بالسكان تتعرض للاهمال من جانب الحكومة المغربية منذ تمردها الذي سحقه عام 1928 ولي العهد آنذاك الامير الحسن - الملك السابق ووالد الملك محمد السادس.
وفي حين اقتصرت زراعة القنب تقليديا على منطقة كتما فإنها انتشرت الان لتغطي مسافة تقدر ب 400.13 هكتار من الارض في خمسة أقاليم وذلك حسبما جاء في التقرير. ويقدر خبراء آخرون المساحة المنزرعة بالقنب بنحو 200 ألف هكتار.
والحشيش ثاني مصدر للعملات الصعبة في المغرب بعد تحويلات المهاجرين المغاربة وذلك حسبما ذكرت مجلة تل ويل. وتزعم السلطات أن القنب يسهم في الناتج القومي الاجمالي بنسبة 0.57 في المائة.
ويعمل ثلثا مزارعي منطقة الريف في زراعة القنب الذي يسمى في المنطقة بالكيف والذي يدر عليهم دخلا يعادل ثماني مرات ما تدره زراعة القمح. وأدت زراعة القنب لرفع مستوى المعيشة في القرى التي كانت تعاني من القذارة والفقر والتي تنشر فوق أسطح منازلها الجديدة الان الاطباق اللاقطة لارسال محطات التليفزيون الفضائية.
ولا يزال دخل المزارع الذي يبلغ متوسطة السنوي 2200 دولار متواضعا مقارنة بدخل مهرب المخدرات. وتدر التجارة مع أوروبا ما يقدر باثني عشرة مليار دولار سنويا.
وتحمل الزوارق المطاطية ذات المحركات الثلاث الحشيش والمهاجرين غير الشرعيين إلى الشواطئ الاسبانية حيث يقوم مهاجرون قدامى تستأجرهم عصابات المخدرات بتفريغ الشحنات بسرعة في شاحنات تقوم بدورها بإدخالها إلى السوق الاوروبية.
ومع ازدياد نشاط الشرطة الاسبانية في خليج جبل طارق فإن قوارب المخدرات تفضل الان الرسو في أماكن أبعد إلى الشرق حسبما تقول صحيفة الموندو.
وفي منطقة موريكا على سبيل المثال تسهل أغلبية من المهاجرين المغاربة عمليات تهريب المخدرات حيث تمر الشحنات دون أن يلحظها أحد كما أنهم يقيمون شركات وهمية لتخزين الخضروات.
يقول خبير بجمارك أسبانيا أن القوارب المحملة بالمخدرات تعبر حتى في ظل أحوال الطقس السيئة. وفي الصيف الماضي كانت تأتي حتى في وضح النهار لان لديها الكثير لتبيعه كما أن هناك سوقا يطلب المزيد".
وعمليات الدهم التي تقوم بها الشرطة بين الحين والاخر لمزارعي القنب المغاربة ليس لها سوى تأثير طفيف. وفي بلد فقير مثل المغرب فأن الامر يستحق المخاطرة. كما يتردد أن الضباط المحليين لا يتورعون عن زيادة دخولهم المتواضعة عن طريق الرشاوي.
وربما تتحول منطقة الريف إلى "وقود للمدافع" حالما تفرض السلطات حظرا على التجارة المربحة وذلك حسب الباحثة انصاف كوازاني.
ويؤثر ازدهار صناعة القنب على البيئة المغربية بصورة عكسية. فقد تم محو الغابات لزراعة القنب مكانها كما أفسد المزارعون التربة بالاسراف في استخدام الاسمدة.
يقول انطونيو ماريا كوستا مدير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن المغرب اتخذ "خطوة شجاعة" بإقرارها بالمشكلة. ويؤكد انطونيو أن على أوروبا أيضا أن تتحمل مسئولياتها.
ويتابع "على أوروبا أن تركز على الرقابة وذلك بخفض استهلاك الحشيش بين الشباب".
تظهر أرقام رسمية أسبانية أن نحو 37 في المئة من الشباب الاسباني اعترف بتدخين الحشيش مقابل 28 في المئة عام .2000 ونحو 22 في المئة من هؤلاء يقولون أنهم مدمنون للحشيش.
المصدر : http://www.meo.tv/morocco/?id=20604