- إبراهيم نيازي من أبها : واس
إبراهيم نيازي من أبها : واس
تنومة أرض الطبيعة والمطر أخت السحاب والزهر ينشر السحاب ردائه الأبيض وكأنه يخفى جمالها لعل الزائر إلى تنومة التي تقع شمال مدينة أبها بمنطقة عسير على بعد 100 كيلا يشهد تلك الجبال المرتفعة التي تحيطها من الجهة الغربية بتكويناتها الجميلة التي أبدع خلقها رب العزة والجلال.
استطاع المواطنون هناك أن يستغلوا الكهوف الكبيرة التي كانت تنحصر استخدماتها في الماضي دخولها عند هطول الأمطار أو لتخزين الحبوب والأعلاف ليطوعوها بعمل إبداعي فريد جعل أحدها قاعة تسع لأكثر من مائتين شخص تطل واجهتها الشمالية على محمية طبيعية بكل ما تحتويه من أشجار وصخور ومساحات وتعرجات ونباتات. يعد هذا الكهف من أكبر الكهوف حيث يبلغ طوله حوالي ثلاثين مترا بعرض عشرة أمتار وتم إدخال بعض التحسينات ويمكن للزائر أن يقرأ ويشاهد على امتداد الجدار الجنوبي للكهف الذي لم تمسه يد إنسان تشكيلات ورسوم وخطوط ومنحنيات طبيعية بفعل عوامل التعرية. يمتاز الكهف بالصلابة الشديدة لصخوره ويتحول في وقت الظهيرة إلى مكان بارد ذي نسمات عليلة وفي المساء يشعر الإنسان بدفء المكان.
وأوضح صاحب المنتجع رجل الأعمال علي بن عبدالرحمن الشهري أن الفكرة بدأت منذ مشاهدته الإطلالة المهيبة للكهف مما جعله يفكر في الاستفادة من عطاء الطبيعة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الكهف كان مرتفعا وقمت أولاً بإنشاء طريق يسهل الوصول إليه وبعد تحديد مساحة المكان بدأت في الحفر من جوانبه وعند الانتهاء من تطويعه أنشأت مصعدا كهربائيا يحمل من لايستطع الصعود على قدميه وتم تزويد الكهف بالانارة والفرش وشلالات المياه وجميع التحسينات محاكاة لطبيعة المكان حتى أضحى بفضل الله من أجمل وأندر المواقع السياحية في المملكة العربية السعودية. وكشف الشهري أنه تم استغلال كهوف صغيره بجوار الكهف الكبير لتكون جلسات للزوار تتسع إلى ربعه أشخاص كما تم عمل نوافذ دائرية إلى جانب التكوينات الصخرية الطبيعية المتعددة التضاريس والشجيرات التي تحف بها.
وأشار إلى أن المنتجع تم تزويده بجميع الخدمات الضرورية التي تمكن الزوار من قضاء أجمل الأوقات وسط الطبيعة البكر لاتسمع فيها إلا حفيف الأشجار وتغريد البلابل والطيور وتساقط المطر وحبات البرد. وأكد أن المشروع لم يشرف عليه مهندسون وإنما تم بأفكاره وتابع تنفيذه شخصيا واستمر خمس سنوات نظرا لما يحمله من خبرات وتجارب اكتسبها من تنقله الدائم داخل وخارج المملكة. ولفت إلى أنه بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من المنتجع من خلال إنشاء ستين نزلا سياحيا تحيط بها الملاعب والمسرح المفتوح ومطاعم كما يجرى العمل على إنشاء متحف القرية التراثية وأكد المشرف على المنتجع عبدالله بن عبدالرحمن الشهري " إن أجمل ما في المنتجع الحرص الشديد على عدم المساس بطبيعة المكان". وعبر عن اعتزازه بما سمعه من ثناء وإشادة من الكثير من الزوار خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي في صيف العام الماضي الذين حرصوا على زيارة الموقع والإشارة بهذا العمل الفريد.
من جهته بيّن محمد بن علي غرم الله أحد المتابعين للعمل أن المشروع ولد كفكرة لكن بتوفيق الله ثم بالعزيمة الصادقة تحول المكان إلى درة سياحية فائقة الروعة يكاد يندر وجودها في عالم اليوم ، وعبر عن أمله أن ينتهي المشروع كاملا خلال السنتين القادمتين ليكون ملبيا بإذن الله لتطلعات الزوار والمصطافين وأهالي المنطقة. وفي موقع آخر في تنومة في وادي (ذي القرية ) على طريق الأربوعة وسط الطبيعة البكر ينتصب كهف اسمر بارتفاع ستة أمتار وعرض ثمانية أمتار. وأوضح علي بن سعيد الشهري أن الكهف كان يستفاد منه إلى الماضي القريب كمأوى للإنسان حيث تمتاز المنطقة بوجود العديد من الكهوف والمغارات المختلفة الأحجام بدليل وجود كهف ضخم بجوار الكهف الأول لازال يستخدم حتى اليوم لإيواء الأغنام والأبقار لقربه من المزارع.
وأشار وهو يتحدث إلى مراسل وكالة الأنباء السعودية إلى كهف توسد كتفه رابية ملئت بأسراب النحل تتخذ منه بيتا لإنتاج العسل الطبيعي ولازال حتى وقتنا الحاضر. من جهة ذات صلة تحدث المواطن سعد بن فايز الشهري الذي قام باستغلال كهف مفتوح داخل أملاكه ليحوله إلى مجلس يتسع لثلاثين شخصا قائلاً " نظرا لصلابة الكهف وقوته خاصة سقفه قمت بإضافة بعض التحسينات وتم تزويده بالإنارة وأضحى اليوم وبفضل الله تحفة فنية رائعة". إن مركز تنومة ينتظره مستقبلا سياحيا كبيرا لاسيما وأن أرضها الجميلة المعطاءة تساعد على نجاح أي مشروع سياحي .
http://www.spa.gov.sa/readsinglenews.php?id=833331&scroll=1
والله مكان سياحي ولا في الخيال
شكراً على التقرير الرائع