الأندلسي
27-04-2022 - 03:51 am
رأت إعتماد الروميكيه الناس يمشون في الطين فاشتهت المشي في الطين , فأمر المعتمد , فسحقت أشياء من الطيب , وذرت في ساحة القصر حتى عمَّته , ثم نصبت الغرابيل وصُبّض فيها ماء الورد على أخلاط الطيب وعجنت بالأيادي حتى عادت كالطين وخاضتها الرميكية مع جواريها , وغاضبها المعتمد بن عباد في بعض الأيام , فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط , فقال : ولا يوم الطين ؟ فاستحيت واعتذرت وهو مصداق قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حق النساء (( لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط )) .
وفي أول يوم عيد بسجنه بأغمات أفطر على تمرات وقد دخل عليه بنيه وبناته عليهن أطمار وأقدامهن حافية , فقال المعتمد بن عباد شعرا يوزن بالذهب:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ************ فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة ************يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة *************** أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية ************* كأنها لم تطأ مسكاً و كافورا
لا خد إلا تشكى الجدب ظاهره ******** وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عادت مساءته ******** فكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً *********** فردك الدهر منهياً ومأمورا
من بات بعدك في ملك يُسَرُّ به ********** فإنما بات بالأحلام مغرورا
( )
..