- كنتُ الحسام لأمتي=و اليوم للوطن الفدا
- أنا لن أعيش العمر عبداً=بل سأقضي سيِّدا
- في قصة قائدنا موسى ابن أبي غسان عبرة وعظة لمن يعتبر ..
أنا لن أقر وثيقةً=وضعت و أخضع للعدا
ما كان عذري أن جبنت=وخفت أسباب الردى
والموتُ حقٌ في الرقاب=أطال أم قصر المدى
إني رسمتُ نهايتي=بيدي و لن أترددا
كنتُ الحسام لأمتي=و اليوم للوطن الفدا
أنا لن أعيش العمر عبداً=بل سأقضي سيِّدا
بهذه الكلمات .. انطلق موسى ابن أبي غسان ذلك القائد المسلم الذي أبى إلا أن يجاهد في سبيل الله شاكياً إلى الله ظلم وذل الحاكم وفساده .. باكيا بيعةً ما ارتضاها تليق بأندلسٍ كانت يوما ما نبراس الحضارة في العالم الأجمع و مشعل النور الذي اهتدى به الغرب فأخرجه من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم ..
فلهذا البطل موقف سجله التاريخ له وسيظل يذكره أبداً ، .. لما أراد عبد الله الصغير (حاكم غرناطة و آخر حكام المسلمين بالأندلس) أن يسلم غرناطة ، وزين له أصحابه وحاشيته أنه لن يستطيع أن يبقى في مقاومة النصارى..
جاءه موسى بن أبي غسان وقد كان قائد جند غرناطة .. وقال له: لا تسلموا غرناطة، دعونا نجاهد في سبيل الله، دعونا نقاتل في سبيل الله، ولكن صيحاته ذهبت سدى!
فقد قال رجال ابن الأحمر: إن النصارى عرضوا علينا معاهدة، فيها حفظ لكيان المسلمين، ولن يؤتَ المسلمون بأذى ولا بشر. فهيا نسلم الأندلس، حتى نحافظ على ما بقي لنا بالعهود والشروط.
فقال لهم موسى : إياكم أن تركنوا إلى النصارى، إياكم أن تثقوا في النصارى. لكنهم رفضوا أن يستمعوا إليه.
قال لما أعيته الحيلة و هو يذكر لهم ما سيحدث في مدن الأندلس إن فعلوا ذلك وكأنه يقرأ التاريخ - رحمه الله - وكأنه يقرأ ما حدث بعده بسنوات معدودة :
" لا تخدعوا أنفسكم، ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم، إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهْبُ مدننا ، وتدميرها، وتدنيس مساجدنا، وتخريب بيوتنا، وهتك نسائنا وبناتنا، وأمامنا الجور الفاحش والتعصب الوحشي والسياط والأغلال، وأمامنا السجون والأنطاق والمحارق ... هذا ما سوف نعاني، أما أنا فوالله لن أراه .. "
ثم ركب فرسه، وتقلد سيفه، وجاهد رحمه الله وحيدا حتى قضى شهيدا رحمه الله .
وبعد تسليم غرناطة وبعد أن وقع حاكمها وثيقة بيعها .. جلس يبكي هزيمته فمرت به أمه وقالت :
" ابكِ كالنساء ملكاً لم تصنه كالرجال "
في قصة قائدنا موسى ابن أبي غسان عبرة وعظة لمن يعتبر ..
لقد رأى ما تعامى عنه أميره .. وآثر ان يجاهد حفاظا على الكرامة التي أراد أميره بيعها .. فقاتل حتى استشهد وفاضت روحه الطاهرة ..
وها نحن نرى اليوم التاريخ يكرر نفسه .. فلا زال هناك من رفع اللواء وسار على الدرب لم يأبه بظلم الظالمين ولا خنوع الخانعين أمثال الشيخ أحمد ياسين و الرنتيسي وأمثال مئات الشهداء الذين يتساقطون على أرض المقاومة رافضين الذل والخضوع والخنوع .. كما لا زالت هناك الفئة الخائنة الذين ارتضوا الدنية والدون ..
اللهم أعز الإسلام بجندٍ أمثال القائد البطل موسى ابن أبي غسان وتقبله في الشهداء و ألحقنا به في الفردوس يا أكرم الأكرمين ..
ولغلي الطنطاوي رحمه الله في كتابه قصص من التاريخ اضاءه قدمها عن هذا البطل..رحمه الله
ولالانسى الاشاده بكتابه الآخر ..رجال من التاريخ