- الفن والموسيقى
الفن والموسيقى
يعتبر حب الجمال اهم سمات الشخصيه الايطاليه زمع ذلك فليست غالبيته حبا لجمال الطبيعه .. إذ بالرغم من ان الايطاليين محاطون بأكثر السماوات صفاء وزرقه وأشدها شمسا وبالبحار دائمه التغيير . وببعض اجمل الماظر الطبيعيه فإنهم يستجيبوا لتذوق الفن اكثر من الطبيعه . فالماظر الطبيعيه التر رسمها فنانوهم فى عصر النهضه كانت تستخدم كمناظر خلفيه ملائمه لأشخاص لوحاتهم ...
ومن هنا برزت العماره الكلاسيكيه لروما . بأمدتها ونسقها الفاخر المأخوذ من بلاد اليونان والمبانى الغريبه فى باليرمو بعمدها المبرومه . وفى الشمال نجد العظمه البزنطيه لمنائر وقباب فينيتسيا المذهبه والاقواس الحلزونيه لكاتدرائيه ميلانو وهى مثال لععماره القوطيه النادره فى ايطاليا . والبرج المائل العجيب فى بيزا . والحصون المفزعه الشاهقه المربعه .. فى " سان جميتانو " وكاتدرائيه فلورنسا بقبتها التى صممها " برونللسكى " ..
وما هذه الا امثله قليله من المبانى الايطاليه المشهوره إذ كل مدينه مهما صغر حجمها لها كنيستها او قصرها او متحفها .. ومع التغييرات التى حدثت فى التاريخ دثت ايضا تغييرات فى الذوق . لم تكن دائما نحو الاحسن !! وقد عانت العماره والفن من التأثير الاجنبى لطرازى " باروك " ومن بعده " روكوكو" وهذان الطرازان اللذان ادخلا الى فرنسا فى القرنين السابع عشر والثامن عشر أصبحا يتصفان بالذوق غير السليم بسبب الاسراف والمغالاه فى الزخرفه .
ومن الامثله النوذجيه للعماره الايطاليه ذاك الذى يعرف بالجاليريا - الاسواق المسقوفه- وهو لا علاقه له بصاله عرض الفنون التى نعرفها بهذا الاسم الان . والجاليريا عامل مهم فى الحياه الاجتماعيه الايطاليه وهى عباره عن طريق فسيح تعلوه بواك مسقوفه لوقايته منالمطر والشمس وباخله حوانيت ومطاعم ومقاه ودور للسينما . ويوجد فى كل مدينه عدد من هذه الاسولق المسقوفه . ولعل اجملها الذى يوحجد فى ميلانو . ولكن روما ونابولى وجنوا وتورينو لها جاليريتها ايضا وهى تقوم مقام النوادى بالنسبه للايطاليين .
اما بالنسبه للفن الايطالى فلم يولد الا عندما بدأ " تشيمابو " الفلورنسى يرسم فى القرن الثالث عشر وكان يلقب بشيخ الرسامين . ولا يعُرف عنه الا القليل وكان يعمل فى الفسيفساء كغيره من مهره الصناع ولكنه عندما كان يرسم كان يعطى الاشخاص المرسومه طبيعيه يسعد بها كل من يراها . وكان تشيمابو مشهورا فى ايامه ولكن سرعان ما احتل مكانه رسام اعظم من تلامذته يدعى " جيوتو " . ويحكى ان تشيمابو اخذه ورباه معه عندما رأه يرسم على صخره خارج فلورنسا
وفى المشغل قام جيوتو كغيره من التلاميذ بسحق الالوان لتشيمابو وفرشه وكنس الارض وهو يحمد الفرصه التى -اتيحت له ليكون بجانب المعلم الكبير . ولم يكن يروق له ان يقلد الصور البيزنطيه الجامده فكان يرسم من الحياه كلما امكنه ذلك وبدلا من الاشكال الممهده رسم اشخاص حقيقين وسرعان ما تفوق على استاذه
وترك جيوتو فى فلورنسا وروما وبادوا كثيرا من اعماله . وفى احد الايام زاره صديقه دانتى - سبق وان تكلمنا عنه - ليشاهده وهو يعيد خلق الدنيا بريشته كما صورها دانتى فى اشعاره . ومنحته فرنسا لقب شرف ( السيد المعلم العظيم ) وكنب عنه كل من بترارك ودانتى فى اشعارهما .. ووافته المنيه فى فى عام 1337 زاكن يستحق هو لقب شيخ الفن الايطالى ...
ولم يكن من غير المعتاد ان تعدد ميول الفانين الايطاليين فالكثيرون منهم مثل جيوتو ومن بعده مايطل انجلو و ليوناردو دافينشى كانوا نقاشين ومهندسين معماريين وهم كانوا يعتبرون انفسهم صناعا مهره بسطاء.
وقد وثب اكثرهم من بين الشعب . إذ كان النبلاء مشغولين بمحاربه بعضهم البعض فلم يكن لديهم متسع من الوقت لعمل اى شئ اخر وكان تعضيد النبلاء للفن مقصورا على حمايتهم ورعايتهم للفن . ولدينا اسر " ميديتشى " و " كولونا " و " دى استا " و " المالاتستا " الذين كانوا جميعا ينشدون تخليد ذكراهم عن طريق الفن ولكن فيما عدا القليلين منهم كان الفنانون المبدعون من أصل متواضع وقد رأينا ان " جيوتو " كان راعيا للغنم و " بوللايولو " كما يستدل من اسمه باللاتينيه كان بائعا للطيور .و " فيليبو ليبى " و " اوتشيللو " كانا ابنى حلاق .. اما ليوناردو العظيم فقد كان نتيجه تزاوج فتاه قرويه بموثق عقود .
وقد انجبت ايطاليا الكثير من عظماء الفن فى الفتره التى بين " جيوتو " وميلاد " مايكل انجلو بوناروتى " فى عام 1475 ولكن ظهر ان هذا العبقرى الجبار بلغ بقرائح كل من سبقوه متجمعه الى ذروه الجهد الادمى وكان ابوه " لودوفيكو "رجلا مهذبا كنوسط الحال من مدينه صغيره تدعى " كابريزى " بالقرب من فلورنسا . وفى سن مبكره من حياته ابدى لابيه رغبته فى ان يتعلم الرسم والنحت وقد صُدم ابوه فى بادئ الامر ورفض طلبه . ولكن عنما بلغ مايكل الثالثه عشر من عمره سمح له والده بأن كان يعمل كصبى فى ورشه " جرلاندايو " وكان الغلام نابها الى درجه ان " لورينتسو دى ميديتشى " امير فلورنسا ضمه الى حاشيته وكان مايكل انجلو فى السابعه عشر من عمره عندما قام بنحت تمثال "كيوبيد نائما " باغ درجه من الكمال جعلت احد التجار غير الشرفاء يبيعه كقطعه اثريه طريفه ونادره !!!!! .
وارسل البابا " يوليوس الثانى فى طلبه ليقوم بزخرفه سقف كنيسه سستينى . زلمده اربع سنوات عاصفه اخذ مايكل انجلو يصور الجصيات ( الفرسكو) , صور "الخلق" و "ادم وحواء" على مسطح عشره الاف قدم مربعه قام وحده بتغطيتها بتصاوير رسومه الرائعهولكى يمكنه ان يشتغل كان مضطرا لان يستلقى على ظهره فوق سقاله اقيمت اسفل السقف وعلى بعد ثلاث او اربع اقدام منه . فكان جسمه يوجعه وذراعاه تخدران واصلبعها تتشنج ولكنه كان يرسم يوما ويستريح يوما اخر .
وسوف تظل هذه التحفه الكامله اعجوبه من عجائب الفن والذين يذهبوا الان لمشاهده هذه الجصيات يسمح لهم بأن يرقدوا على ظهورهم على المقاعد كما كان يفعل مايكل انجلو عندما رسمها .. اما اعظم اعماله فيوجد فى فى كنيسه سان لورينتسو بفورنسا هى عباره عن تماثيل الاربعه المتكئين على الاثار المديسيه .
وتوفى مايكل انجلو وهو فى سن التاسعع والثمانين . والى جانب ما تركه من اعمال فنيه فى الرسم والنحت فقد صمم الكثير من القصور والنافورات وعلاوه على ذلك فقد ترك عدد من القصائد الغزليه التى كتبها الى " فيكتوريا كولونا " وايضا مجموعه من الرسائل الدينيه والفلسفيه .. وكان هناك فنان اخر يمكن ان يقارن بمايكل انجلو ذلك هو " ليوناردو دافينشى" الذى قان قد ولد قبل ذلك بربع قرن وفى حاله ليوناردو كانت مواهبه المتعدده تحول دون بلوغه ذروه الكمال فى اعماله كما كان الحال مع مايكل انجلو ...!!
..
..
.. ....!!
..
.. ..
..
.. .. .. ..
..
.. ....!!!!
..
..