- تحقيق عاطف الجبالي :
- قطاع مزدهر
الطيران الاقتصادي يسحب البساط من الشركات الرئيسية
نظراً لأسعارها المنخفضة وخدماتها المميزة
التميمي : الطيران منخفض التكاليف يتيح المزيد من الخيارات أمام العملاء
حبراق: الطيران الاقتصادي يستحوذ على 15% من حصة الشركات الرئيسية
حسين: ارتفاع أسعار الوقود فرض على الشركات إضافة رسوم إضافية
طه : قطاع الطيران يتمتع بإمكانيات نمو كبيرة ولم يتأثر بالطيران الاقتصادي
تحقيق عاطف الجبالي :
تتزايد فرص النمو العالمي الكبير لقطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة في ظل ما تحققه من نمو وتوسع جغرافي في منطقة الشرق الأوسط ومختلف أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا .
اغتنمت شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفرصة لزيادة حصتها في السوق العالمية من خلال تركيزها على تحقيق النمو المستدام من الناحية التجارية في الوقت الذي زادت المنافسة على الصعيد الإقليمي بعد اعتماد المزيد من الدول لسياسة الأجواء المفتوحة .
وأصبحت شركات الطيران الاقتصادي منافساً على المستوى العالمي في حين تتحول الشركات الكبيرة في المنطقة بشكل متزايد لتكون من العلامات التجارية العالمية .
تعتبر فكرة الطيران الاقتصادي جديدة نسبياً في الشرق الأوسط مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولكنها سرعان ما أثبتت قدرة على المنافسة مع شركات الطيران التي تقدم خدمات كاملة .
قطاع مزدهر
وأظهر تقرير جديد صادر عن " إن بي كي كابيتال " ، أحد بنوك الاستثمار ومقره الكويت أن قطاع الطيران الاقتصادي في الخليج والبالغ من العمر أربع سنوات فقط أثبت أنه قطاع مزدهر مع إمكانات كبيرة.
وكانت شركة العربية للطيران، والتي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها أول شركة طيران اقتصادية في المنطقة، حيث تأسست عام 2003 ثم أنشئت شركة طيران الجزيرة في الكويت بعدها بعامين، تلتها شركتي طيران في المملكة العربية السعودية، هما طيران ناس وطيران سما ثم جاءت شركة طيران البحرين ويليها شركة فلاي دبي آخر شركة طيران اقتصادي تدخل السوق الخليجي في مارس 2008 .
وقامت الراية الاقتصادية بإجراء تحقيق لمتابعة تأثير توسعات شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة على الشركات الأخرى وهل تنال هذه الشركات من نصيب الطيران التجاري وإليكم تفاصيل المتابعة.
نتيجة طبيعية
في البداية نفى أسامه طه المدير الإقليمي للخطوط الجوية المصرية بالدوحة تأثر شركات الطيران التجاري بتوسعات الطيران التجاري في منطقة الخليج مشيراً إلى أن كلا النمطين يتمتع بعملائه .
أضاف أن الطيران الاقتصادي ظهر نتيجة الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها منطقة الخليج العربي لتسير حركة رجال الأعمال فيما بين الدول بالإضافة إلى حركة العمالة المتنامية.
وقال أسامة طه : الطيران الاقتصادي يصلح للرحلات القصيرة ورحلات الأعمال التي لا تتطلب حمل حقائب مرتفعة الأوزان مشيراً إلى أن انخفاض أوزان الأمتعة يعطي إمكانية لزيادة عدد ركاب الطائرة ما يعطي إمكانية أكبر لتخفيض حجم التذاكر .
ونفى المدير الإقليمي للخطوط الجوية المصرية بالدوحة ارتفاع أسعار تذاكر الناقلة خلال الفترة الأخيرة معرباً عن توقعاته في ارتفاع الأسعار في حالة وصول أسعار النفط إلى 90 دولاراً للبرميل.
أضاف حققت مصر للطيران نتائج مميزة خلال إجازة العيد حيث بلغت نسب إشغال مقاعد الناقلة أكثر من 90% في حين بلغت معدلات الإشغال في الفترة الحالية 85% لرحلات " القاهرة الدوحة " ، وبلغ معدل إشغال معدلات الناقلة 60% للرحلات المتجهة من الدوحة إلى القاهرة.
ومن جانبه قال عادل التميمي المدير الإقليمي لطيران الخليج : شركات الطيران الاقتصادي لا تشكل أي تأثير على نظيرتها التجارية مشيراً إلى أن هذه الشركات تتيح المزيد من الخيارات .
أضاف أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بسوق واعد خاصة في ظل الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها دول مجلس التعاون الخليجي التي تنعكس بالإيجاب على نتائج شركات الطيران .
وأبدى التميمي تفاؤله الكبير لتحقيق شركات الطيران نتائج إيجابية رغم التوسع الكبير لشركات الطيران الاقتصادي في المنطقة التي كان اخرها فلاي دبي والتي دشنت رحلاتها في مارس العام الماضي .
ورداً على سؤال حول نسب الإشغال لطيران الخليج خلال 2009 قال التميمي : حققت الشركة نسب إشغال مميزة خلال العام الجاري بلغت 80% مشيراً إلى أن هذه النسبة تعتبر مميزة في ظل الظروف العصيبة التي واجهت قطاع الطيران .
أضاف: يسير طيران الخليج 5 رحلات يومية ما بين الدوحة والمنامة معرباً عن أمله في تحقيق شركات الطيران نتائج مميزة خلال العام المقبل خاصة في ظل انحسار أزمة المال العالمية.
نجاح العربية
وتعتبر العربية للطيران السباقة ليس فقط في إثبات نجاح الطيران الاقتصادي في المنطقة ولكن قدرته على المنافسة القوية مع شركات الطيران الرئيسية في الشرق الأوسط .
وحققت طيران العربية نمواً كبيراً عام 2007، تمثل بزيادة عوائدها بمقدار ثلاثة أضعاف ليصل إلى 63 مليون دولار عام 2007 مقارنة مع 21 مليون دولار في عام 2006.
وتعتبر العربية للطيران مثالاً يحتذى به لمعظم شركات الطيران الاقتصادي، حيث تعتمد الشركة على عدم تقديم خدمات الرفاهية، ويضم أسطولها نوعاً واحدا من الطائرات، الأمر الذي يلغي رسوم الصيانة الزائدة عن طريق تخفيض استيراد قطع الغيار وتكاليف تدريب الموظفين.
وأدخلت العربية للطيران مؤخراً خدمة التسجيل المبكر لجميع ركابها، إدراكاً منها أن راحة المسافرين هي مفتاح نجاحها، ويوفر هذا النظام للركاب إمكانية تسجيل الوصول قبل 24 ساعة من موعد الرحلة.
تعتبر طيران الجزيرة شركة الطيران الدولية الوحيدة في الشرق الأوسط غير المملوكة وغير مدعومة من قبل أي حكومة، وقد حققت الشركة نمواً قوياً في عمر قصير نسبياً ويمكن للشركة أن تفتخر، بأنها الشركة الوحيدة إلى جانب العربية للطيران، التي بدأت بتحقيق أرباح في السنة الثانية من بدء عملياتها.
وكانت شركة طيران الجزيرة قد أعلنت أن أرباحها في الربع الأول من عام 2008 ارتفعت بنسبة 42% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من تضاعف تكاليف الوقود تقريباً مقارنة بتكاليف الشركة الإجمالية عند إطلاقها.
تطلعات المسافرين
ومن جهته أكد زهير حبراق المدير العام لسفريات عبر الشرق أن شركات الطيران الاقتصادي ستنال من نصيب شركات الطيران الرئيسية بنسب تتراوح بين 10% إلى 15% حسب النسب التشغيلية لشركات الطيران الرئيسية .
أضاف : يعتبر انخفاض أسعار تذاكر الطيران الاقتصادي المحفز الأكبر للسفر على متن طائرتها بالإضافة إلى تقديم خدمات مميزة ترتقي إلى تطلعات المسافر .
وأشار حبراق إلى أن العدد المطروح من شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط كاف في الوقت الحالي متوقعاً تزايد أعدادها في السنوات القليلة المقبلة في ظل الطفرة الاقتصادية الكبيرة للمنطقة .
ورداً على سؤال حول ارتفاع أسعار تذاكر الطيران قال حبراق : الأسعار المطروحة حالياً من جميع الشركات كما هي ولم يحدث لها أي تغير مشيراً إلى هبوط حركة السفر بسبب وباء أنفلونزا الخنازير التي قلصت حجم المسافرين .
وأعلن عدد من شركات الطيران في المنطقة أنهم بصدد دراسة إنشاء شركات طيران اقتصادي تابعة لها ، وتواجه شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة منافسة من شركات خارج الشرق الأوسط .
وتوفر شركة "انديا اكسبرس" الهندية للطيران منخفض التكاليف حالياً 48 رحلة أسبوعياً إلى دبي وحدها ويعد هذا أمراً في غاية الأهمية حيث تعمل شركات الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط على استهداف السكان الهنود العاملين في الخليج ، فعلى سبيل المثال أشار تقرير إن بي كي كابيتال إلى أن ثلث المسافرين على متن العربية للطيران في الربع الأول من عام 2008 توجهوا إلى شبه القارة الهندية.
ضربة موجعة
وقال أحمد حسين المدير العام لسفريات توريست : يعتبر زيادة شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة ضربة موجعة للشركات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط .
أضاف أن الطيران الاقتصادي يستحوذ على أكثر من 30% من نصيب شركات الطيران الأخرى وتوقع حسين أن يتزايد إقبال المسافرين على هذه الشركات مدعومة بأسعارها المنخفضة مقارنة بالشركات الأخرى.
وتواجه شركات الطيران الاقتصادي العديد من التحديات أبرزها ارتفاع أسعار الوقود والتي فرضت على العديد من الشركات إلى إضافة رسوم إضافية للوقود على الرحلات الجوية الدولية والمحلية لتعويض بعض التكاليف المتأتية من ارتفاع أسعار الوقود.
وقامت شركة طيران سما مؤخراً بإدخال بعض الطائرات الجديدة لأسطولها وبدأت بتنفيذ برنامج للحد من استهلاك وقود الطائرات عن طريق تخفيض المسارات وتقليل الوزن غير الضروري على متن الطائرة.
وقال المدير العام لشركة توريست للسفر والسياحة : تواجه شركات الطيران في المنطقة تحديات كبيرة تتمثل في زيادة المنافسة، خاصة في ظل تضاعف شركات الطيران الاقتصادي التي كان آخرها شركة فلاي دبي التي انطلقت مارس 2008.
وأشار أحمد حسين إلى أن شركات الطيران شهدت انخفاضاً كبيراً في حجم مبيعاتها خلال العام الجاري بنسبة بلغت 30% مقارنة بنتائج 2008 وأرجع المدير العام لسفريات توريست هذا الانخفاض إلى أزمة المال العالمية والتي مازالت تلقي بظلالها على اقتصاديات العام بالإضافة إلى وباء أنفلونزا الخنازير .
أضاف : ضاعف وباء أنفلونزا الخنازير من أعباء قطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق برحلات العمرة والتي تراجعت بنسب كبيرة خاصة بعد رفع درجة خطورة المرض إلى درجة التحذير القصوى .
أعلنت " فلاي دبي " أول ناقلة اقتصادية في دبي عن إطلاق خدمة جديدة إلى الدوحة بمعدل رحلتين يومياً اعتباراً من 18 أكتوبر الجاري، لتصبح العاصمة القطرية بذلك أول وجهة تطير إليها الناقلة في دول مجلس التعاون الخليجي، وسوف توفر الخدمة الجديدة أول رحلات مباشرة لناقلة اقتصادية بين دبي وقطر.
أبرمت الناقلة صفقة تاريخية مع شركة بوينج لشراء 50 طائرة من طراز الجيل الجديد " 737 – 800 " في معرض فانبره للطيران في العام الماضي بتكلفة إجمالية تصل إلى 4 مليارات دولار أمريكي مشيراً إلى أن الطائرات من طراز " 737 " من أكثر الطائرات العاملة من حيث الأمان والسلامة فضلاً عن أنها في الخدمة منذ أكثر من 40 عاماً .
علشان يكون التنافس رائع ويكون للمسافر خيارات كثيرة ومتعددة ،،،