.
الطريق من انترلاكن الى لوقانو السويسرية
the road from interlaken to lugano
هطل المطر علينا مساء الرابع من شهر أكتوبر العام الماضي وكانت تلك هي ليلتي الأخيرة بمدينة انترلاكن الحلم كنت متوجساً قلقا خوفا من استمراره إلى الصبح لعزمي الرحيل إلى مدينة لوقانو السويسرية
ما إن فتحت عيني صباحا وتوجهت إلى النافذة حتى وجدت ماكنت أخشاه وقع ، كنت قد جمعت أغراضي واستعددت للرحيل ليلة البارحة وكان الرحيل امراً لابد منه ولا سبيل للعدول عنه ، سحقاً لشركة الطيران وضيق الوقت الذي لم يسمح لي بان أضع خياراً أخر
نزلت وزوجتي للإفطار أكلت على مضض وعقلي وتفكيري مع طريق الهاوية الذي سيكون لي أرضاً تطأها عجلات مركبتي الصغيرة كنت قد سمعت عن هذا الطريق حتى وصفه احدهم بطريق الشيطان المرعب الذي يجب على المرء أن يصلي صلاة مودع قبل أن يسلكه -الله حسيبه هذا ماكان ينقصني-
كانت زوجتي تبتسم وتلزمني بالأكل وتتحدث عن حالنا مع وداع انترلاكن كنت انظر إليها وهي تأكل واحدث نفسي لأقول كلي وأكثري ربما هذا أخر طعام تتناولينه بحياتك على هذا الكوكب كانت تتبسم تارة اشتياقاً إلى لوقانو وكذلك ميلانو الايطالية وتحزن تارة لفراق انترلاكن وأنا حبيس الهم مع حتفي ، فرغنا من الأكل وتوجهت بعدها إلى موظف الاستقبال لأنهي إجراءات الخروج قال بصوت مرتفع سعدت صباحا سيدي نظرت خلفي لأرى إلى من يتحدث ذلك المعتوه فلم أجد أحداً..! كان الحديث موجها لي نظرت إليه و هززت رأسي ولم انطق بكلمة وقلت في نفسي:أي سعادة تتحدث عنها يارجل..! كان ذلك اليوم بالنسبة لي كسعادة سيء الذكر الرئيس الإيراني احمدي نجاد صبيحة أول يوم بعد فوزه بإعلانات نتائج الانتخابات الأخيرة بعدما ثار عليه الشعب كله ، أنهيت الإجراءات وصعدت بعدها للغرفة لأحمل أغراضي إلى المركبة مودعا هذه المدينة
ركبنا المركبة وانطلقنا إليك يا لوقانو كانت الساعة وقتها تشير إلى الثامنة والنصف صباحا ً والمسافة إلى هناك 220 كيلو تقريبا كانت انترلاكن خاوية ذلك الصباح تحركت مع عراب تلك الرحلة يوجهني معه حيث يشاء يمنة ويسرة - هنا وقفت قليلاً لأشكر البارع صاحب هذا الاختراع الذي يسر الكثير للرحالة في مغارب الأرض ومشارقها بإبداعه وتحفته جهاز الملاحة المدعو قارمن - أكملت طريقي وقرأت دعاء السفر بصوت عالي كان المطر يتساقط بشدة ووقفت بعدها لأزود مركبتي بالوقود
يتبع
الناري