الشبورة تنزل الى ادنى مستوياتها والصقيع يلف المكان ويترك اثارة على سيارات الدايو واللانسر المنتشرة على جانبي الشارع المتفرع من طريق البطل احمد علدالعزيز ..
هدوء عارم يخترقة صوت بضعة تكاسي توصل بضعة شباب انهوا للتو سهراتهم في اماكن مختلفه ,, يستيقظ على بعضها العم عبدة الذي تلحف بجلابيته الصوفيه الواسعة وارتدى فوقها جاكيتاً من الجلد البني الذي تركت السنين اثرها عليه وغطى راسة بطاقيه من الصوف ترفع الاشارة الحمراء في وجه نسمات البرد التي تحاول ان تخترق جسده النحيف .. ليقول لا حول ولا قوة الا بالله .. كلما ايقظه صوت احدهم بضحكاته العاليه ورزعة لباب التاكسي الذي لن يغلق الا بتلك الطريقه ..
على بعد خطوات من هنا يقع المطعم الشهير (( التابعي الدمياطي )) عزمت امري لانقلكم الى هناك حيث القليل منكم راه شتاءاً .. المنظر ذات المنظر ,, بضعة تكاسي اتت بزبائن وتنتظر الفرج بالبقيه .. ومجموعة من كبيرات السن يتنقلن من سيارة الى اخرى ومن تاكسي الى اخر في استجداء ممل لروادها (( ولكن ممن الخطأ ))
المهم ان الهواء شديد البروده لذا يجب ان تدلف سريعاً الى داخل الكان الشهير لتصم اذانك من ازعاج غريب وكان جميع من بالقاهرة قد اتفقوا ان يلتقوا هنا مع ان عدد الموجودين لايتجاوز بضعة شباب وشابات .. ولكن يجمع بين اغلبهم حال معلوم وعدم سمع سببه الازعاج الذي استسلموا له برضاهم لعدة ساعات ..
اربع طاولات قريبه من المدخل ضمت على بعضها بامر الكابتن محمد ,, لان الشيخ خالد وصل وبرفقته ضيوفه الكرام ثلاثة شباب خليجيي السحنة يربط بينهم شبه ورابع معهم ولكنه ليس قريب بل هو صديق احدهم .. اذاً العدد خمسة يكمله ثلاث صبايا احداهن افضل من البقيه واثنتان لم ينجح احد
كل الطاولات تحمل ذات التفاصيل ولكن الاعداد تختلف والاشباة متباينه .. ليبقى عدد من الشباب اتى وحيداً يهيم بنظراته في وجوه البقيه ويتابع كل من تدخل .. ويبقى للفتيات نصيب من افتتاحهن لطاولات يجلسن عليهن بمفردهن يقلبن النظر يمنة ويسره بعدد اقل ولكن باصبع لا يتوقف عن مداعبة مفتاح البلوتوث بالقبول تارة والرفض تارات ..
كل هذا يحدث وسط مرور المهندس / علي المصري ذي ال45 عاماً الذي استيقظ في صبيحة هذة الجمعه المباركة ليصحب ابنته ايه لاحضار افطار الاسره لهذا اليوم من هذا المكان ليقف امام الكاشير لدفائق خمس ينتظر الطلب ان يكون جاهزاً وهو يحترق وياكل في نفسة من تلك المناظر وتلك المباهاة بالقصص البطولية التي يسردها اصحابها باصوات بجيحه ,, حتى اذا ما انقضت تلك الدقائق تناول الطلب واستلم يد ابنته ليمخر بها بين صفوف الابطال وهو يسب ويلعن بينه وبين نفسة ذاك الحظ الذي جعله يصطبح بوجيههم
انتبة يجب ان تلف الشال جيداً فنسمات الشتاء في القاهرة ليست كالصيف ,, فنحن سنفتح الباب بعد قليل لنخرج من التابعي .. بعض اشعة الشمس تخترق السحب المتناثره في سماء القاهرة ((ولطشة)) هواء واحده كفيلة بان تجلسك في بيتك لايام ثلاث تداعب فيها الانفلونزا ولن تجد حينها سوى كبر الغرام لتشتمه لانه هو من اصحبك في هذه الرحلة القصيره في هذا الوقت وهذه الايام من السنة ...
تذكر معي الساعة انها الثامنة و10 دقائق وشارع جامعة الدول العربية يكاد يكون خالياً الا من بضعة تكاسي وقليل من الطلاب المجتهد في طريقة لاخذ درس خاص في يوم جمعة وانا وانتم نتجول بعربتنا الرائعة وندلف من بوابة مصر لنصور شوارعها في كل وقت وكل فصل ..
فتحياتي للجميع ولمشرفنا القدير .. والقاكم في مكان اخر ووقت اخر وقاهرة اصيلة لا تتغير ..