1. الجوهرة الثالثة :


2. نظرات على بنغلور :

الجوهرة الثالثة :

رجعت لمطار البحرين في الساعة 10 ليلا تصحبني سلامات وتحيات اهل البحرين الدافئة الممتزجة بملاحة اهلها و من بها ، انتظرنا قليلا ثم نادوا على رحلة اخرى لمدينة كوتشين الهندية اظن اسمها تنطق هكذا ثم نادوا على ركاب رحلة بنغلور فصعدنا الطائرة التي لا تختلف عن الأولى بشي سوى ازدحامها عن بكرة ابيها و جلست على الكرسي الأول بجانب اسرة لديهم طفل جميل والأجمل ان الفتاة التي كانت معهم لم تخلع حجابها حتى وصلنا لبنغلور، الرحلة كانت ليلية فغفوت قليلا لم استيقظ الا على نور خفيف يتسلل من النافذة فعرفت ان الفجر خرج فبدات انظر من النافذة فوجدت الأرض خضراء يختلط بالأراضي الطينية في بعض المراحل وكنت اعجب من الجو ان بعض الأراضي شاسعة وفارغة من السكان لأن المعلومة التي لدي ان الهند كلها ممتلئة ولا يوجد فيها موطيء قدم فارغة لكني دائما يبدوا اني اصدق المبالغات .

المهم اعلن الطاقم اننا وصلنا قريبا من بنغلور فحسبت الوقت بحسبة بسيطة عبر ساعة الجوال التي كانت تشير الى الرابعة والنصف بتوقيت السعودية اذن كانت الرحلة قريبا من اربع ساعات ونصف وليست ستة ساعات كما هي مذكورة في التذكرة .
عندما اقتربنا من المدينة لاحظت بعض صور الحضارة والتقدم متمثلة بالمجمعات السكنية الضخمة التي يتجاوز اعدادها العشرات وبعد سؤالي الأخوة عن ذلك اخبروني انها الدولة بنتها لتبيعها باسعار مخفضة لبعض طبقات المجتمع حتى يسكنوا بعيدا عن المدينة وهم يسمونهم هنا (حوش) بنفس النطق الذي ننطق به هنا في السعودية والعجيب انهم يقصدون نفس القصد وهم الجماعة الذين لا ادب لهم ولا خلاق و لا يقدرون ولا يحترمون الأعراف والتقاليد ، وقد حدث موقف مع احد هؤلاء انقله لكم حتى تتبين الصورة وذلك اني كنت جالسا مع رفيقي بالسكن في مدينة جوا على قارعة الطريق وبينما كنا نؤكل من احد هذه المطاعم التي تمتليئ بها الشوارع هنا في الهند اتى احدهم وجلس بجانبنا و بعد ان انتهى من صحنه التفت الى صحن زميلي و قال له ان صحنك ممتلي وجيد فلنتشارك فيه ومن دون ان ينتظر الدعوة اراد ان يدخل يده في الصحن ، فنهره زميلي بان هذا عمل سيء ، فقام من عندنا وهو يتلفظ وغضبان واتجه الى هندي اخر جالس و بدا ياكل معه .

نظرات على بنغلور :

• مطار بنغالور فاخر جدا جدا جدا وهو رائع من ناحية الترتيب وكنت اردت التصوير لكن اخبرني احدهم انه ممنوع فنهيت نفسي عن التصوير امتثالا للمثل ياغريب كن اديب .
• معاملة الموظفين في المطار كانت سلسة و ان كان يشوب لكنتهم الإنجليزية بعض الغموض المشهور في اللهجة الإنجليزية الهندية و بهم بعض الود .
• المطار هو اشبه بساحة منه للدهاليز التي تكثر في مطاراتنا فانت في اي موقع في المطار تستطيع ان ترى كامل المطار بطريقة فنية رائعة ، والمطار مصمم على شكل اجنحة و هي واضحة للقادم من داخل بنغالور .
• عند نزولي من المطار كان ياستقبالي احد الزملاء الإعزاء وهو يدرس في بنغالور فاخذني للباص العمومي وامره بالتوجه لحيهم وهو يسمى (كمنهللي ) ب 120 روبية =12 ريال سعودي ، والباص ايضا مرتب ولا يحمل اكثر من عشرة ركاب وهناك مكان مخصص في الأمام للحقائب ، المطار يبعد عن وسط المدينة قريبا من 50 كم تقريبا نصف ساعة بالباص او السيارة .

• عجبت ايما عجب من روعة طرق بنغلور ففيها طرق رائعة جدا وان كان ما ادوخني قليلا هي القيادة التي هي باليسار بعكس طرقنا اضافة الى دوخة الدوارات التي لا تنتهي ، لكن بشكل عام الطرق جميلة ومرتبة ولكن يعيبها في بنغلور الزحمة وسنتحدث عنها لاحقا اضافة الى الحيوانات التي تسرح وتمرح من دون رقيب ولا حسيب و من المتناقضات ان دية الرجل الميت 20 روبية ولا يسجن القاتل الا في المرة الثالثة ولكن دية الحيوان ربما تكون حياتك ولأدلل على عظم الإقتراب من الحيونات اضرب لكم هذا المثل الذي ذكر الإخوان لي قصته : وهو ان احد الأخوة من السعودية اصطدم ببقرة فماتت وهو جرح جرحا شديدا اشرف فيه على الهلاك ولكن العجيب ان الهندوس تجمعوا باعداد كبيرة تحت المستشفى يريدون قتله بعد ان سمعوا انه قد نجا ولم يمت ، ولكن السفارة السعودية في بومباي قامت مشكورة بارسال المحامي الخاص بها مع ثلة من الحراس الشخصيين الذين نقلوه على وجه السرعة الى العاصمة ومن ثم الى السعودية بعد ايام معدودة ولا زالت القضية متفاعلة لديهم حتى هذه اللحظة ، والحيوانات هنا تسرح اكثر ما تسرح على الشوارع العامة و هي تتنوع بين الأبقار و الكلاب المتواجدة بكثرة اضافة الى بعض الأغنام وقد ذكر بعض الزملاء انك لا تستطيع النوم من كثرة نباح الكلاب وهذا صحيح جزئيا ولكن ليس لدرجة انك لا تستطيع النوم .
• اول ما وصلني الى منزل زميلي الذي يقطنه في بنغلور اصبت بصدمة شديدة لكنها هذه المرة مفرحة فعند وصولنا تقريبا الساعة 7 صباحا للبيت سمعنا صوت الشيخ عبدالرحمن السديس يخرج لنا نديا وبصوت مرفوع ويسمعه كل من في الحي فسالت صاحبي عن هذه المفارقة العجيبة فذكر لي ان هذا الحي اغلبه مسلمين وستعجب من اشياء اخر وصدق فمع كل فرض نسمع صوت الأذان كأنك في المملكة اما الأعجب من هذا فهو انتشار الحجاب الإسلامي الكامل بين معمعة التبرج والتفسخ فكان والله انتشي فرحا عندما ارى احداهن وهي تلبس الحجاب الكامل مع تغطية الوجه واقول في تفسي والله هذا هو العزة لا ذل بعض بناتنا اللاتي لا يكدن يخرجن من السعودية الا ويبادرن وهن في الطائرة بخلع كل شي يشير الى دينهن او اصلهن وما علموا انهم مهما ابتغوا العزة بغير دين الله اذلهم الله كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه .

• الزحمة في بنغلور شديدة واهلها الأصليين قليلون وكما سمعت فان المدينة اقيمت لتكون محضنا للطبقة الراقية في الهند وتكون في نفس الوقت المدينة محصنة ضد الزحام والتلوث و تبعات العصر المتقدم لكنهم لم بنجحوا لأن المدينة استقطبت في سنوات قليلة اعداد بالملايين والكل يعد نفسه بجوهرة او فلاش ميموري من وادي السليكون الشهير ببنغالور ولذلك اصبحت مزدحمة بدرجة لا تطاق ولا تستطيع القيادة به في السيارة ابدا فعند عودتي للمطار للسفر الى غوا بقيت في الطريق ما يقارب الساعة والعجيب ان السرعة المسموحة بها هي ستين كيلومتر بالساعة فقط ولعلهم يعلمون ان الإنسان لو اراد ان يتجاوز تلك السرعة ما استطاع من كثرة الخلق و المركبات عندهم ، والحل الوحيد هو الدباب الذي تستطيع به الوصول الى اي مكان و يبدو انه هو الشائع لديهم كوسيلة مواصلات اولى ثم السيارات واكثر الشعب يستعملونها في تنقلاتهم واسعارها لا تتجاوز 60000روبية =6000 ريال سعودي والشباب الطلاب رايتهم يستاجرونها بكثرة و ايجارها شهريا بمبلغ زهيد يقارب 2500 روبية = 250 ريال سعودي ولكن الداهية العظمى لديهم هي البنزين فالوقود والمحروقات غالية جدا جدا تصوروا ان فل الدباب 800 روبية=80 ريال سعودي وفل السيارة 2000 روبية=200 ريال سعودي وهذه اكبر مشكلة ستواجه من يزور الهند .

ولنا رجعة لرحلة العجائب