- «الحريرة» شوربة المغرب الأولى بأكثر من مذاق
- تتصدر طاولة الإفطار الرمضانية
«الحريرة» شوربة المغرب الأولى بأكثر من مذاق
تتصدر طاولة الإفطار الرمضانية
تتصدر شوربة «الحريرة» مائدة الإفطار الرمضانية، وتتفنن المرأة المغربية في تحضيرها رغم ما تستغرقه من وقت ومجهود. واعدادها لا يقتصر على ربات البيوت، بل ايضا على الموظفات اللواتي يبدأن قبل أيام من قدوم رمضان بشراء كل لوازمها وتحضيرها وحفظها في البراد، حتى يسهل عليهن تحضيرها بعد عودتهن من العمل. والمرأة الحاذقة تأخذ احتياطاتها باكرا وتشتري ما تحتاجه من مكونات والتي يرتفع سعر بعضها خلال شهر رمضان. لذا فإن الكثير من النساء يشترين كمية المواد التي تكفي شهرا كاملا، توفيرا للوقت ولتنظيم نمط الغذاء الجديد في الشهر الكريم. ورغم الأضرار الصحية التي يتحدث عنها الأطباء بسبب تناول «الحريرة» كل يوم، خاصة من لدن أصحاب الوزن الزائد والمصابين بالسكري وأمراض المعدة، فإن الحريرة لا تغيب أبدا عن الموائد المغربية في رمضان، إلا أن ربات البيوت اصبحن يحرصن على التقليل من كمية التوابل والقطاني. وبدلا من إضافة الدقيق اهتدت بعضهن إلى طحن الخضر لتعويض الدقيق الذي يتكدس في الأمعاء، وتنتج عنه أعراض عسر الهضم، الذي يصيب الصائم عادة بسبب الإكثار من شرب الحريرة وتناول الحلويات المرافقة لها.
والمثير هو أن المغاربة الذين يجمعون ويجتمعون حول الحريرة، يطبخون هذه الشوربة حسب تقاليد وأعراف كل عائلة، ففي سلا المجاورة للرباط يفضلونها بالحمص والفول والعدس والأرز، بينما يحرص الرباطيون على أن تكون بالحمص والشعرية فقط مع قطع اللحم طبعا.
وفي المغرب يقال عادة «كلها وحريرتو»، وهو تعبير مجازي أيضا يعني اختلاط الأمور وتشابكها في الحياة اليومية، لكن في الواقع لكل منطقة من المغرب حريرتها، فأهل مكناس مثلا يطبخونها مع الملفوف، وفي فاس بالحمام، ويعوض اللوز أحيانا الحمص، عند أهالي المدينة العريقة، وفي تطوان تحضر الحريرة خفيفة، وتأخذ لونا أصفر وليس أحمر مع اضافة البيض المخفوق جيدا. ويفضل المراكشيون «الحريرة» حارة وحمراء من خلال الإكثار من الطماطم الطازجة والمعلبة أيضا، بل ثمة ربات بيوت يفضلن الطماطم المعلبة أكثر لأنها تعطي المذاق الحامض المطلوب.
وحريرة الأغنياء ليست هي حريرة الفقراء لكن اللذة في اليدين كما يقول أهل الطبخ المغربي، إذ يمكن للشوربة أن تكون غنية باللحم والتوابل من دون أن تمنح النكهة المطلوبة، وهذه اللذة أو «البنة»، كما يقول المغاربة، تكمن حسب عبد الرحيم بركاش، أحد أشهر المهتمين بالطبخ، في سر اضفاء المقادير والتوابل بشكل متجانس بحيث لا تغلب نكهة على أخرى، وهي من جهة تأتي نتيجة التمرس بالطبخ أو لمن له حاسة ذوق رفيع. هناك كذلك من يحرص أن ينوع حريرته، وأن يصنع حريرة «الدشيشة» التي تعد بنفس طريقة الحريرة عند بعض أهالي المغرب في شماله وشرقه، الذين يفضلون البرغل المصنوع من الشعير المكسر، ويطبخ مع مرق اللحم أو الدجاج، أما أصحاب شربة الخضار فهم بالتأكيد يضطرون للإفطار بها بأمر من الطبيب لا غير.
«الشرق الأوسط»
سأقوم بعمل الحريره بنفسي ( ولأول مره ) غداً ان شاءالله وسأوافيكم بالنتائج
مودتي