هناك
30-04-2022 - 05:26 am
لقد سافرت كثيراً وزرت العديد من البلاد. ولكنها المرة الأولى التي أذهب فيها إلى بلد مشرقي. كان ينبغي علي أن اتجه إلى هناك قبل اتجاهي لبلاد الغرب. فالشرق هو البداية الحقيقية حيث تشرق الشمس.
عندما ذهبت إلى أندونيسا كانت ما تزال تعيش عصرها الذهبي وكانت ما تزال تحت حكم العسكر بقيادة سوهارتو. قبل هبوط الطائرة في مطار سوكارنو لم أكن أعرف الكثيرعن هذا البلد الإسلامي الكبير. في المطار كل شيء يوحي بأنني في دولة ثالثية. أنهيت جميع الإجراءات وأقتربت من بوابة الخروج من المطار وعندما خرجت من البوابة و خطوت أول خطوة على الرصيف ساورني شعور غريب! تساءلت هل فعلاً أنا الآن قد أصبحت في خارج المطار أم ما زلت بالداخل؟ أين الهواء؟ أين الأكسجين؟ الرطوبة شديدة.. شعرت كما لو أنني أقف في داخل غرفة سونا. أوراق الأشجار لا تتحرك ربما بسبب غياب نسمات الهواء. شعرت أن كل شيء أشبة بصورة فوتوغرافية حالمة كنت أنا جزء منها.. وهكذا علقت هذه التفاصيل في مخيلتى.
لم يكن اختيار الفندق قراري. إنه القدر. بعض التفاصيل غير مهمة.. لا أريد تذكرها. ولكن كيف أنساها وقد حفرت في الذاكرة؟
في غرفتي جلست قرب النافذة. نظرت للشارع الناس تتحرك بخطوات بطيئة بسبب الرطوبة والحر. منظر حركة الناس في الشارع وكل شيئء يشبه فلم سينمائي موسيقاه التصويرية عبارة عن أصوات محركات الدراجات النارية التي لا تتوقف. الرطوبة تزداد كثافة شيئاً.. فشيئا..ً حتى درجة اللزوجة. ثم فجأة يهطل المطر. المطر هو البداية حيث تولد الحياة.. تماماً كما الشرق هو البداية حيث تولد الشمس.
ما زلت حتى اليوم لا أدري تماماً لماذا قررت الذهاب إلى هناك. ولكني أعلم أنني كنت أبحث عن شيء ..ربما كنت أبحث عن حلم . ولكن الحلم مجرد سراب.. لذلك أخشى أن لا أجده أبداً...
يتبع
وصف رائع وكتابة مشوقة ننتظر التتمة .
عصويد