البركان من جديد

قالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية «يوروكونترول»، إن نشاط الرماد الناجم عن بركان آيسلندا لايزال يؤثر إلى حد كبير في المجال الجوي الأوروبي، وبشكل خاص في المسافة التي تصل حتى 2000 قدم طيران.
وأشار بيان للمنظمة إلى أن المطارات في شمال ووسط البرتغال وشمال غرب إسبانيا تأثرت بالسحابة، بالإضافة إلى مطارات في منطقة ميلانو في إيطاليا، إذ تم إغلاق المجال الجوي حتى منتصف النهار، كما تم إغلاق مطاري بيزا وفلورنسا، مضيفة أنه من المتوقع أن تتقلص المنطقة المتضررة من سحابة الرماد، وقد تفتتح معظم المطارات المغلقة في وقت لاحق.
ولفتت المنظمة إلى أن الرحلات عبر الأطلسي لاتزال تتأثر بسحابة الرماد، مشيرةً إلى أن المطلوب هو تحويل مسار الرحلات الجوية لتجنب مجال التغطية سحابة الرماد، لكن ذلك يؤدي إلى بعض التأخير في وصول الرحلات إلى محطاتها.
وكانت المنظمة قد توقعت، أمس، تسيير 24.5 ألف رحلة جوية في أوروبا وهي أقل من المتوسط بنحو 500 رحلة في الأيام العادية في هذا الوقت من العام مقابل 42.4 ألف رحلة أول من أمس، وبنسبة انخفاض عن المعدل الطبيعي ب200 رحلة.
إلى ذلك، قالت شركات الطيران الإماراتية إن رحلاتها إلى أوروبا لم تتأثر بامتداد السحابة في الساعات الماضية، لافتة إلى أنها تمتلك خططاً لإدارة أية أزمات تظهر مستقبلاً.
وأشارت شركة «طيران الإمارات» إلى أنها تراقب الوضع في أوروبا عن كثب في حال ظهور أي مستجدات، لافتةً إلى أن الشركة تسير جميع رحلاتها إلى أوروبا بانتظام».
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الإعلام في شركة «الاتحاد للطيران»، حارب المهيري، إن «جميع رحلات (طيران الاتحاد) إلى أوروبا لاتزال تسير وفق الجدول الزمني من دون إلغاء أو تأخير لأي رحلة»، مضيفاً أن «الناقلة لا تطير إلى بعض المناطق التي تأثرت جزئيا بالرماد البركاني في الفترة الراهنة».
وأكد أن «الشركة أخذت منذ فترة جميع احتياطاتها بالإضافة إلى خطة بديلة لمواجهة أي طوارئ أو أزمات جديدة وإدارتها وفق معايير ذات كفاءة عالية»، لافتاً إلى أنه «من غير الممكن التنبؤ بحركة السحب البركانية، نظراً لأنها تتحرك تحت تأثير التيارات الهوائية».
وأغلقت إيطاليا جزءاً من مجالها الجوي في شمال البلاد حتى بعد ظهر أمس، وقالت هيئة الطيران المدني الإيطالي إن الإغلاق لن يؤثر في المجال الجوي في الجزء الشرقي من شمال ايطاليا ومطارات البندقية وتريستي وريميني.
فيما أعيد فتح مطارات عدة في شمال اسبانيا بما في ذلك مطار برشلونة يوم أمس بعد إغلاقها السبت إجراءً احتياطياً.
وكانت سلطات الطيران المدني في إسبانيا قررت إغلاق 15 مطاراً على الأقل تقع في النصف الشمالي، وكذلك المناطق القريبة من الساحل الشمالي الغربي، غرب أوروبا، أمام حركة الملاحة الجوية بعد ظهر الأربعاء الماضي.
من جانبه، توقع معهد الارصاد الجوية البرتغالي، أن تمتد سحابة الرماد البركاني الجديدة بحلول مساء الاحد «على كامل شمال البرتغال ووسطها بما في ذلك لشبونة».
وأوضح جواو أندرادي من المعهد، أن السحابة غطت صباح أمس منطقة شاسعة تمتد «من أرخبيل الازور البرتغالي إلى شمال غرب شبه الجزيرة الايبيرية».
وأضاف أن السحابة «يفترض ان تنتقل جنوبا وتطاول قبل نهاية النهار كامل مناطق شمال الاراضي البرتغالية ووسطها بما في ذلك لشبونة».
وبين اندرادي أن «شريط الغيوم يمتد حاليا على آلاف الكيلومترات من الغرب إلى الشرق لكنه ليس عريضا جدا، إذ يقدر عرضه بنحو 300 كلم».
لكنه اشار الى أن كثافة السحابة «كافية» لمنع الملاحة الجوية في المنطقة بكاملها، كما في جزر الازور وبورتو، حيث علقت جميع الرحلات الجوية حتى الساعة «00،23 ت غ» على اقل تقدير.
وكانت وكالة الملاحة الجوية حذرت الليلة قبل الماضية من أن سحابة الرماد قد تنتقل جنوبا وتؤدي الى «حظر عمليات» جوية في لشبونة، إذ ينتظر وصول البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء في زيارة للبرتغال تستمر اربعة ايام ستكون الاولى لهذا البلد.
وفي فرنسا، ألغي الليلة قبل الماضية، نحو 70 رحلة في مطارات عدة معظمها متوجه الى شمال ايطاليا والبرتغال، غير ان سحابة الرماد البركاني لم تطاول المجال الجوي الفرنسي بحسب مصادر ملاحية.
والمطارات التي طاولها إلغاء الرحلات، هي مطارات باريس ونيس (جنوب شرق)، وليون (وسط شرق)، وبوردو وتولوز (جنوب غرب).
وفي أيرلندا، أعلنت سلطات الطيران المدني الاحد إغلاق المجال الجوي فوق غرب البلاد وقسم من اسكتلندا، فيما بقي مطار دبلن مفتوحا بشكل عادي، كما أعلنت السلطات الملاحية الالمانية إغلاق مطار ميونيخ منذ الساعة «00،13 ت غ» امس حتى إشعار آخر.
وفي فيينا، اعلنت سلطات الملاحة الجوية إغلاق المجال الجوي النمساوي بشكل جزئي أمس وحتى صباح الاثنين. وأغلقت مطارات انسبروك، ولينز، وسالزبورغ في فيينا.
وفي كرواتيا، اعلنت شركة الخطوط الجوية الكرواتية ان مطاري سبليت وزادار على ساحل البحر الأدرياتيكي جرى إغلاقهما الاحد جراء سحابة الرماد، فيما استؤنفت الملاحة الجوية في مطارات بولا، ودبورونفيك، وأوسيجيك في زغرب.
وعاد بركان ايافيول الايسلندي الخميس يقذف كميات كبيرة من الرماد، بعدما هدأ أياماً عدة وقد شل ثورانه حركة الملاحة الجوية في أوروبا على مدى نحو اسبوع في منتصف ابريل الماضي، ما ادى الى احتجاز ملايين الركاب في مطارات العالم وتسبب في خسائر مالية فادحة.
وأعلن باحث في معهد العلوم الجوية والمناخ الايطالي، أمس، أن رماد البركان الايسلندي اقل خطورة على الملاحة الجوية من رمال الصحراء لأنه يتضمن كثافة اقل من الغبار.
وأوضح الباحث جيان باولو غوبي في المعهد التابع لمركز الابحاث الوطني الايطالي متحدثا إلى صحيفة كوريري ديلا سيرا، أن «تركيز الغبار المتصاعد من الصحراء الكبرى على ارتفاع عالٍ يبلغ ثلاثة أضعاف الكثافة التي تم قياسها بعد ثورة البركان الايسلندي».
وأضاف أن سحب الغبار المتصاعد من الصحراء تتشكل «بانتظام في إيطاليا»، لكنه «لم يسبق ان أغلق المجال الجوي» لهذا السبب، في حين تسجل هذه الظاهرة طوال «20 إلى 25 من السنة».

hmoodi

01-05-2022 - 11:20 am

من جد الله يستر

فرنسا المسافرون العرب

التاريخ: 10 مايو 2010