1. القدس العربي 24/01/2005

الآسيويون يعلقون آمالهم على السياحة بعد كارثة الزلزال

القدس العربي 24/01/2005

لانجكاوي (ماليزيا) رويترز: وصل مسؤولون آسيويون يعملون في مجال السياحة إلى منتجع ماليزي أمس الأحد لرسم خطة للانتعاش بعد كارثة الزلزال وأمواج المد التي عصفت بدول آسيا المطلة على المحيط الهندي.
ومن بين كثيرين يعولون على نجاح خطة إنعاش السياحة الصيادون المعدمون في قرية كوالا تيريانج في جزيرة لانجكاوي، الذين فقدوا بيوتهم الخشيبة الواهنة وكل زوارقهم تقريبا عندما اجتاح حائط من المياه الجارفة جزيرتهم في 26 كانون الأول (ديسمبر). فهؤلاء يعرفون الآن أن مستقبلهم يعتمد الآن أكثر من أي وقت مضي على دولارات السياح.
يقول كي موسي بن كو عبد الله (65 عاما) لرويترز وهو جالس مع أصدقائه بين أنقاض قريتهم على مسافة بضعة كيلومترات من الفنادق الفاخرة التي وصل إليها المسؤولون والمديرون كل شيء يعتمد على السياحة في لانجكاوي .
ويفسر بيدي حسن وهو صياد أصغر سنا من عبد الله ذلك قائلا إننا نحصل على سعر أفضل للسمك من الفنادق المحلية . ويضيف أن أسعار السمك هبطت بشدة منذ كارثة أمواج المد وذلك بسبب الانخفاض الحاد في عدد السياح ومخاوف المستهلكين من أن تكون الأسماك قد التهمت جثث الموتى.
وعائدات السياحة لها دور رئيسي وقديم في تنمية اقتصادات جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، حيث يعتقد أن السياح ينفقون ما يزيد عن 30 مليار دولار سنويا، مما يمثل مصدر رزق لألوف العاملين في الفنادق وعدد لا يحصى من الأعمال الصغيرة التي تديرها الأسر.
إلا أن كارثة أمواج المد غطت شاشات التلفزيون والصحف العالمية بصورة مفجعة للموت والخراب خلال الشهر الماضي، مما أدي إلى إلغاءات واسعة النطاق للحجوزات السياحية، حتى في مناطق بعيدة عن مركز الكارثة، وهو ما أثار مخاوف مسؤولي السياحة في المنطقة من أن يتفادى الأجانب شواطئهم لبعض الوقت.
وتقول منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن تأثير الكارثة على السياحة العالمية سيكون طفيفا، أخذا في الاعتبار إن عددا محدودا من المناطق السياحية الرئيسية تضرر من الكارثة، وان آسيا أثبتت مرونتها تجاه أزمات مثل أزمة تفشي وباء التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في عام 2003.
وأسفرت كارثة الزلزال والأمواج عن مقتل ما يصل إلى 225 ألف شخص من بينهم آلاف السياح الأجانب في جزيرة بوكيت، وهي من أشهر المقاصد السياحية في جنوب تايلاند.
وقال وزير السياحة الماليزي ليو مايكل توياد أمس الأحد عشية اجتماعات مع نظرائه في جنوب شرق آسيا إن هناك رد فعل عاطفيا يمكن تفهمه من السياح الذين الغوا حجوزات العطلات. وأضاف قائلا أنها مسألة وقت... انه رد فعل إنساني طبيعي .
وكان توياد يتحدث مع الصحافيين في فندق سيجتمع فيه وزراء من جنوب شرق آسيا مع مسؤولين سياحيين من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند على مدى الأيام الثلاثة المقبلة.
كما يجتمع وكلاء شركات سياحة وممثلو شركات طيران في لانجكاوي هذا الأسبوع لبحث سبل توعية السياح بحقيقة أن الابتعاد عن المنطقة المنكوبة يفاقم من سوء الموقف لبعض الناجين.
كما أن وزراء السياحة الإقليميين يحاولون أيضا إعادة بناء ثقة السياح من خلال التركيز على تحركات دول المحيط الهندي لإقامة نظام إقليمي للإنذار المبكر من أمواج المد مثل النظام المطبق منذ أعوام كثيرة في المحيط الهادي.