ميتوليم
15-11-2022 - 06:38 pm
صباح الخير ..
صبحي بخير كما في الفارسيّة .. لا زلت أردّد هذه التحيّة بالفارسيّة حتى اليوم .. إنها ذات وقع خاص لها موسيقى تستدعي تفاصيل التفاصيل المفعمة بالسحر والجمال والسعادة .. أحيانا تكون الصورة مشوشة وشاحبة وحزينة .. هكذا يكتمل المشهد ..!
المشهد الفارسي فيه من كل شيء ..!!
أعترف بأنّي كنت خائفا حين فكّرت بإيران ..! قلق من البكائيّات والعابسين والصواريخ والتهديدات والضجيج إنها رسالة سوداء تلك القادمة عبر الأثير من هناك ..!
في القنصليّة الإيرانيّة بدبي كانت الإجراءات متشربكة ومملّة .. سجّل هنا .. وسلّم في مكان آخر .. ثم ارجع ثانية للمكان الأول لتسجل ثانية ثم إلى مكان ثالث ثم تعود للمكان الثاني لتدفع ..! وفي كل الأماكن تصف بالطابور ..!!! وفي النهاية تعال غدا لاستلام التأشيرة ..! أليس بالإمكان أفضل مما كان .؟؟؟!
.. المغادرة ..
1-المطار : الشارقة
2-الطيران : العربية
3- اليوم : الأربعاء
4- التاريخ : 16 يوليو 2008 م
5- موعد الإقلاع : التاسعة صباحا
6- الجهة : مدينة شيراز
..........
عبرت الخليج لأول مرة طائرا .. لقد قرر الطيار أن لا يرتفع بنا بعيدا في السماء .. فكانت فرصة لمشاهدة الحياة من فوق .. البيوت المتناثرة والشوارع الجبليّة والسهول المنبسطة الجرداء .. بعض من إحساس الطيور المهاجرة ..!وصلنا شيراز بعد ساعة تقريبا .. كان المشهد يبدو مألوفا .. كنت أتأمل المطار البسيط والطائرات التي تدعوك لعدم الاقتراب منها ..! وكأنّك في معرض للطائرات العتيقة .. نقلونا بحافلة إلى صالة القادمين ووقفنا في الطابور .. كانت هناك لوحة جميلة وعليها أبيات لشاعر إيران الكبير حافظ الشيرازي .. شاعر الحب والجمال ..! يصلني إحساس الشاعر لكن تمنعي الكلمات ..!
استقبلتنا شرطيّة عابسة بل وعدائيّة في التعامل .. لم تتردد في رفع صوتها عدة مرات وبحدة مبالغ بها لتسير الأمور كما تشاء هي ..!
قلت في نفسي يا لهذ البداية الكئيبة .. والله يستر ..!!!
لكنها عدّت على خير .. لم تقل لنا شيء .. فقط حافظت على هيئتها غير المرحبّة بالزوار الكرام ..!!
...
كنت فخورا حين جربت الكلمات الفارسيّة التي أحفظها والتي سجلتها في ورقة خاصة ..!
" شن قيمت " يعني بكم القيمة ..؟!! فهم السائق وأبلغنا بالقيمة فنفشت ريشي سعيدا بنجاح التجربة الأولى ..!!!!
في الطريق إلى فندق " جام جم " كانت الشوارع والأزقة والبيوت كما توقعتها .. متواضعة جدا .. اللافتات والشعارات الدينية والسياسية والصور في كل مكان .. ذلك ما يضفي على المشهد كآبة ..!
شعرت بحضور التاريخ .. أنا أحب المدن المطريّة التي يتجول فيها التاريخ ..!
لقد مللنا المدن الزجاجيّة والأناقة والموضة وحان الوقت لنستريح قليلا من العالم المتأنق وناطحات السحاب ..!
شاهدت لأول مرّة عواميد الكهرباء وهي مصنوعة من الخرسانة .. وجدتها فكرة طريفة لكني لم أتوقع أنّ نتشرف بالاصطدام بها لاحقا ..!