- افتتاحية
- فكرة السفر
- متعة التحضير
- شعور مغادرة الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
~إِيطَالِيآ فِي رَحِمِ الشِّتَآءْ~
افتتاحية
ايطاليا,, بلاد الطليان , كانت احدى قلائل تلك الدول التي داعبت مخيلتي منذ ان اكملت عقدي الاول , احد قلائلها التي عشقت قبل ان اراها
هي لم تكن سوا أضغاث احلام او احاديث نفس طفل متشوق لإكتشاف عالم كبير, ضخم, غآمض يعج بمختلف المفآجآت وفصائل البشر, ومالم يتصوره ادراكه , ايطاليا بعيني ذاك الطفل كانت كلوحة رسمتها فرشآة النعاس في مخيلة حالم قبل ان تغفي عينآه , فبها كان ذاك الطفل يهذي . دار الزمن وعمرَ ذاك الطفل وكبر عشقه اللاسببي معه
مكثت طويلا اهدئ جنون الشوق لتلك التي لم أرَ , فكثيرة هي العهود التي قطعتها لذاك الطفل بزيارة مفتونته اذا اشتد عوده قريبا او بعد حين
فكرة السفر
فكرة الرحلة عموما لم تكن من بنآت افكآري ولا اولادها , فلم اكن ارتجي او انتظر السفر في اجازة بين فصلين ذاك العام , فجل ما كنت اصبو اليه واسعى هو ازاحة ثقل الاكاديميات عن عاتقي وركلها بعيدا ولو لأيام بسيطة معدودة تحصيها اصابع رضيع لم تفطمه امه , الا ان فكرة السفر طرحت , وكشخصِِ اقسم ان تلامس اقدامه تراب كل معمورة .. فبشغف السفر اجهل صيآغة الرفض متى ما توفرت الماده .
فبين اسبانيا كإقرآح اول , وميل ل رحلة برية الى دآنة الدنيآ بعد حين , في مِنى اتفقت المجموعه على ان تكون الزيارة الى احدى معاقل الرومان. العجيب في الامر , انني وبلا شعور , مكثت آخر يومين قبل الحج أقرأ تقارير سفر عن ايطاليا لتسلية النفس ليس الا .. كأن ذاكالطفل في دآخلي كان ينادي
تتكون المجموعة من 6 اشخاص , رجال ونسآء , صغار السن فأكبرنا لا يزال في مطلع ثلاثينياته , فكانت افكارنا متقاربة الى حد ما و اتسمت حركتنا وتنقلاتنا بالخفة والسرعة نسبيا
بعد العودة من حج بيت الله رآجين من المولى القبول والغفرآن , بدأت رحلة البحث عن الحجوزات ورفيقاتها, فبين غلاء الخطوط الاماراتيه , و عدم منطقية الاخريات لتأخر الوقت بمقياس الحجوزات
كآن من نصيب الخطوط المصرية نقلنا الى حيث تكون وجهتنا وكانت تكلفة التذكرة على الدرجة السياحية 2060 ريال
كوننا مجموعة كبيرة على احدى المقاييس , فالسكن في فندق كان بعيدا كل البعد عن نطاق تفكيرنا ومخططاتنا نظرا للتكلفه الباهظة جرآء الاقدام على هكذا خطوه فكان جل تركيزنا على السكن في شقة اضافة الى رغبتنا بتوفر مطبخ نستفيد منه , وتلك كانت مهمتي الاولى !
اكتشفت ان البحث عن شقق قابلة للسكن في تلك الدول السياحية عن طريق الشبكة العنكبوتية ليست بالامر السهل على النقيض من الفنادق التي اسهب البشر وتفننوا باعلاناتها والتأكد من سهولة وصول الباحثين عنها , خصوصا لو كنت ترجو النظافة وتغريك احداثيات موقعها على مخطوطة الدولة وخرائطها
متعة التحضير
رغم كثرة متطلبات الجامعة بمختلف انواع اكاديمياتها خصوصا في ذاك الفصل فانا اصنفه كاكثر الفصول ضغطا دراسيا , كان لشغف السفر دور في تنظيم الوقت ليس لشيء بل لايجاد متسع للتحضير لرحلة اشغلت مخيلتي لعقد , فبين تقديم الفيزا وحجوز الطيران , والبحث عن سكن ملائم ومناسب وفقا لشروط تناسب اذواق ونفسيات الساكنين ,ناهيك عن قراءة الكثير مما سطرته اقلام رحآلة العرب والغرب عن تجاربهم في ايطاليا , ومراسلة ملاك الشقق, وبين هذا وذاك وهذه وتلك وخضم الدراسه , كان للتحضير متعة متعبة تضاهي متعة السفر ذاته ,فبالتحضير كنت كمن زار تلك البلاد في بعد آخر غير محسوس لم يفسره العلم بعد'
بعد تسليمي لورقة آخر امتحاناتي في يوم الاثنين 16-1-2012 صبآحا , توليت قيادة سيآرتي الذهبية بشوق وحماس الى عاصمة مملكتي استعدادا للسفر الذي كان مقررا ان يكون في تمام الساعه 3 صباحا من يوم الثلاثاء 17-1-2012
عدت الى المنزل متجاهلا الارهاق وآهات جسدي اليائسة لقسط من الراحة , فالحماس اجبرني على اتمام النواقص حتى الرمق الاخير ,, فبعد اكمال هذا وتحضير ذاك , وبين محادثة قادم ومجالسة رفيق , تعانقت عقارب الساعة عند ال 12 معلنة بدء يوم جديد , نغادر فيه الى مطار الملك خالد الدولي متجهين حيث تركن طائرة الخطوط المصرية بشعار فراعنتها !
اقلعت الطائرة كما كان مقدرا لها في تمام الساعة الثالثة وخمس واربعين دقيقه . عندما علمت ان الطيران المصري سيكون هو ناقلنا ارتسمت على مخيلتي صور عشوآئية سبق ان وقع عليها بصري, تقتل الحماس داخلي فمطار مصر بالنسبة لي ليس سوا رسم توضيحي لكل ما تحويه الفوضى والعشوائية من معانِ في معاجم العرب وقواميسها , حتى بلغني ان طيران مصر يقف في مطارها الجديد فتفآءلت خيرا.
مخطط الرحله
4 ايام في روما
6 ايام في ملانو
يوم في فينيسا
مسار الرحلة
الرياض - القاهره – روما - ميلانو – فينيسيا – ميلانو - القاهرة - الرياض
شعور مغادرة الوطن
في كل مرة اتجه لمطار عاصمتي وصالة المغادرين خصوصا ينتابني شعور غريب يختلط باثارة غريبة اجهل هيتها وحماس لاكتشاف بقعة اخرى من كوكبنا, وسعادة بمغادرة ارض اشعر بالسعادة كلما ابتعدت عنها , اشعر بفرح هجران ضوضاء هذا وغثاء ذاك , بعيدا عن مجتمع يشكو نفسه لنفسه ويهجو ذاته لسريرته , ثم بعدها اشعر بالحزن لشعوري بتلك السعادة , اريد ان اتمكن يوما ما من الشعور بالاشتياق لبلادي حتى قبل مغادرتها وان اشتاق لما فيها , فأجهل أأشفق على ذاتي ام اشفق على بلادي صنيعه
.
.
.