اسبانيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
24-01-2022 - 01:02 pm
cache/ab14a07426.jpegتعتبر مقاطعة كاتالونيا من أكثر المناطق الأسبانية سياحة وغنى سواء كان ذلك في شواطئها الساحرة أو عمارتها التي تتنفس تاريخها العريق وحاضرها الجميل.
ويعد أنتونيو غاودي واحدا من أبرز رواد الحركة الكلاسيكية الحديثة، كما يعتبر أيضا من أبرز المعماريين العالميين في القرنين التاسع عشر وبداية القرن العشرين. أخذ النقاد، وابتداء من الخمسينات، يضعون عمارته مؤشرا على مرحلة مهمة لتطور العمارة الحديثة في أوربا. غاودي فنان ومعماري من كاتالونيا. درس الفن الإسلامي، خاصة العمارة الأندلسية وعمارة المدجنين (المسلمين الذين بقوا في أسبانيا بعد خروج العرب منها)، كما اطلع على بعض الكتب التي تحتوي على رسوم وتصاميم طراز العمارة القديمة. لهذا فإن المحللين لأعمال غاودي يذكرون بأن العمارة الإسلامية والغوطية والباروكية هي الأساس في وجود عمارته، حيث استلهم منها أفكاره وخيالاته وتصاميمه. وتمثلت هذه التأثيرات بشكل واضح في ثلاثة أعمال: بلاط غوي، والنزوة، وبهو دي لا فينكا غوي.
إن حضور أعمال غاودي العمرانية في برشلونة، وتأثيراته على ما بعده من المعماريين، قد حول المدينة إلى متحف تاريخي فني، فأخذت تستقطب ملايين السياح سنويا، حيث نجد عمارته وتأثيراتها شاخصة في كل زاوية وشارع وشرفة ونافذة وحتى مداخن البيوت.
ومن الأعمال الخالدة لهذا الفنان هي كنيسة العائلة المقدسة الواقعة في برشلونة، وكان هذا العمل الأسطوري هو عصارة تجربة وعبقرية غاودي. ورغم أن المشروع قد بدأ سنة 1883 إلا أن العمل لازال جاريا،حيث نشاهد في هذا المعبد ثراء الطراز الغوطي الجميل وكذلك مع بعض العناصر المعمارية من طراز المدجنين. وقد زرت هذا المعبد والتقطت عددا من الصور الجميلة لواجهاته ومداخله ومخارجه، كما شاهدت آلاف السياح من محبي الفن والعمارة والتراث في هذا المكان.
ومن الأعمال العمرانية الأخرى لغاودي هو الكابريجو (1883) حيث نشاهد التاثيرات المعمارية الإسلامية واضحة فيه، وهي متمثلة بالمنارة القائمة على المدخل والتي تشبه المنائر المشرقية وتمتاز بشكلها الأسطواني والخوذة والشرفة المزخرفة بالمقرنصات. والمنارة مزينة بقطع مربعة من السيراميك وفيها رسم وردة عباد الشمس. وتتكرر هذه الزخرفة في كل أطراف العمارة. ويلاحظ أن غاودي قد جمع في هذه العمارة عدة أساليب من تأثيرات الحضارة المشرقية والغربية من جهه والحداثة والكلاسيكية والتجريد والواقعية من جهة أخرى. وقد نجح نجاحا كبيرا في التعامل مع هذه الأساليب وصهرها في عمارة واحدة.
وأخذ غاودي شكل نهاية المنائر واستخدمها في رؤوس المداخن وزين بها سطوح المنازل كما هو ظاهر في بهو ومنزل غوي في برشلونة، ونجد فيها استخدام الآجر الأحمر والسيراميك والأقواس المتراكبة وكلها من خصائص طراز المدجنين.
ومن العمارات الأخرى لغاودي هي منزل بيثينس في برشلونة، حيث نرى مادة السيراميك تغطي جميع جدران المنزل حتى السياج كما لو أنه كان قد لبس ثوبا إسلاميا مزخرفا بالأشكال النباتية والهندسية وبألوان براقة جميلة. ومعروف أن السيراميك مادة قديمة قد استخدمها البابليون في باب عشتار والقصور الآشورية وغيرها، ثم نقلها المسلمون إلى أسبانيا، واستخدمها المدجنون في عماراتهم في جميع أنحاء أسبانيا كما هو ماثل في عمارات مدينة ترويل، خاصة في معابدها وقصورها وشوارعها ومرافقها الحيوية الأخرى. والزائر لهذه المدينة اليوم يشاهد في مدخلها قطعة كبيرة مكتوب عليها "ترويل المدجنين".
ونعود الآن إلى منزل بيثينس لغاودي حيث نرى المقرنصات والأقواس المتنوعة الأشكال والزخارف النباتية والهندسية كما لو أننا نشاهد قصر الحمراء في غرناطة. وقد اشترك غاودي مع الفنان المسلم الأندلسي في مسألة مهمة وهي أنهما لم يتركا مساحة في العمارة إلا وغطياها، وهو ما يعبر عنه عند المؤرخين العرب ب"كراهية الفراغ". ولكن غاودي كان يتعامل مع العناصر الزخرفية النباتية والهندسية بأسلوب واقعي بينما نجد الفنان المسلم قد تعامل مع هذه العناصر بأسلوب تجريدي.
وكان غاودي أكثر انجذابا إلى عمارة المدجنين التي بدأت بالانتشار في القرن الثاني عشر في أسبانيا واستمرت إلى القرن التاسع عشر، بل أن بعض عمارات القرن العشرين نفذت بالأسلوب المدجني كما هو واضح في عمارة مصارعة الثيران في بينتاس في مدريد.
وقد اعتبر هذا الطراز ضمن التراث القومي الأسباني الأصيل والذي لعب دورا مهما في حل أزمة العمارة التي اجتاحت أوربا في ذلك الوقت. ورغم هذه التأثيرات الإسلامية فإن غاودي له عقلية كبيرة في الإبداع والخيال، وله أسلوبه المميز في العمارة الحديثة، فقد طور أقواس حدوة الحصان وجعلها أكثر انغلاقا كما هو واضح في مقهى تورينو في برشلونة. وكذلك اهتم بالفضاء الداخلي للمنزل كما في فيلا غوي وهي من تأثيرات المنزل الأندلسي ذي الصحن الداخلي ونافورة المياه. واستخدم غاودي أيضا الألوان القوية البراقة، وهو ما نجده في الفن الإسلامي وفي المنمنمات والمساجد وغيرها. واستخدم أيضا الخط العربي كعنصر زخرفي والنجمة المثمنة وهو ما نراه في منزل فغويرا في برشلونة. كما تأثر بزخارف البسط والسجاد الإسلامي والنتوءات التي تظهر في شرفات المساجد وغيرها.
وفي سنة 1859 ألقيت محاضرة في أكاديمية الفنون الجميلة "سان فرناندو" في مدريد من قبل السيد خوسيه أماديو ريوس وكان عنوان المحاضرة "طراز المدجنين في العمارة"، اعتبر فيها طراز المدجنين أحد روافد الفن والثقافة المهمة في ذلك الوقت وأطلق عليه اسم "طراز المدجنين الحديث". وهذا الطراز عبارة عن خليط من الفن الإسلامي وعناصر معمارية حديثة، مع بعض التقاليد الفنية المسيحية، ولكن نرى فيه الطابع الإسلامي هو الطاغي على الجميع، وأقرب مثال على ذلك هو ساحة مصارعة الثيران في مدريد وفندق لاريدو في مدينة الكلا هينارس.
ولم يكن غاودي هو المعماري الوحيد الذي تأثر بالفن الإسلامي وإنما هناك معماريون آخرون من كاتالونيا أيضا تأثروا بهذا الفن مثل خوسيب بويغ الذي صمم عمارة أماتيير. ويلاحظ في واجهتها نوافذ تعلوها أقواس متنوعة الأشكال، كما نشاهد الواجهة على شكل هرمي ذي خط منكسر يشبه إلى حد ما النتوءات القائمة على شرفات الأسوار أو المنائر المغربية والأندلسية وهي مزينة بقطع السيراميك الملون الجميل.
وقبل عامين احتفلت كاتالونيا وأسبانيا بمرور 150 عاما على ولادة غاودي هذا المعماري العالمي العبقري وصدرت عدة كتب عن حياته وأعماله كما أقيمت محاضرات ومعارض فنية عن رسومه وتصاميمه بالإضافة إلى عرض الأفلام الوثائقية، وسميت تلك السنة "السنة العالمية لغاودي".
منقول


التعليقات (2)
الأندلسي
الأندلسي
شكرا أبوعلاء على النقل المفيد
وطاب يومك:x1:

المنقلب
المنقلب
بصراحة
قراءت الموضوع أكثر من مرة
وحاولت أرد بس ردي سيكون طويل ... ومفصل
وتحديداً .... لمشاهداتي لأعمال هذا الفنان الغير عادي غاودي
واحد من أهم الدروس التي تعلمتها من هذا الفنان العجيب
هي الكنيسة التي وضعت صورتها في الأعلى
هذه الكنيسة بدء بنائها الفنان (غاودي) عام (1882م) ولم يكتمل بنائها حتى الآن
كل جزء فيها مصمم ومعمول باليد
أكثر من قرن والفنانين والمبدعين يعملون على إكمال ما بدءه هذا العبقري
وإذا ذكر الإبداع العمراني في هذه الكنيسة كان الفضل لذكاء هذا المبدع
الدرس الذي تعلمته من غاودي
إذا كنت تحمل فكرة أنت واثق من نجاحها ولكنها تحتاج لوقت طويل لإنجازها
إبدء بجعلها واقع ملموسا ... ولا تتأخر ... وسوف يأتي من يقتنع بها ... ويخدمك ويخدمها
وسيكون الفضل لله أولاً ثم لك لأنك أنت أول من وضع أساسها
الحديث عن ما يستفيده الشخص من السفر والإطلاع على أفكار وحضارات وثقافات الشعوب يطول
أتوقف هنا .... وقد يكون لي عودة على هذا الموضوع
مودتي وإحترامي
أخوك
المنقلب


خصم يصل إلى 25%